المحبشي وصعيدي وشاذلي وقطعبي.. وخيران ومصباح وعنقا.. مناضلون عاشوا ” الهم” الواحد


كتب/ نايف الكلدي –

المحبشي وصعيدي وشاذلي وقطعبي.. وخيران ومصباح وعنقا.. مناضلون عاشوا ” الهم” الواحد من أجل ” التحرر”
خلايا سرية في الأندية قادها رياضيون ونجحت في تحقيق الهدف
كتب/ نايف الكلدي
عانت اليمن في شطريها – الشمال والجنوب – الكثير من الويلات التخلف والجوع والفقر والمرض والاستعباد والذل والمهانة.. قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر.. وعانى الشعب اليمني في شمال الوطن من الحكم الإمامي المتخلف وفي جنوب الوطن من المستعمر البريطاني المحتل.
وظل أبناء الوطن اليمني في شماله وجنوبه يعانون لسنوات طويلة ذاقوا خلالها مرارة الظلم والاضطهاد والتخلف والجهل.. وعاشوا بظلمات.. بعيداٍ عن التعليم والتنوير وغياب الخدمات الضرورية للحياة.. ولم يحصل أبناء الوطن اليمني في شماله وجنوبه على أبسط الخدمات المعيشية ليعيشوا حياة كريمة.
وكان لا بد أن يأتي اليوم الذي يستعيد به أبناء الوطن بشطريه حريتهم وكرامتهم كما قال الشاعر:
إذا الشعب يوماٍ أراد الحياة… فلا بد أن يستجيب القدر.
ولابد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر.
وكان لا بد من التحرر من هذا الاستبداد والاستعمار والحكم الإمامي المتخلف.. وهذا يتطلب كفاحاٍ ونضالاٍ مسلحاٍ منظماٍ بل وثورات تقلب موازين هذين الحكمين الاستعماري المحتل لجنوب الوطن.. والإمامي المتخلف في شمال الوطن.
وهنا بدأ الكفاح المسلح المنظم للإطاحة بهما وتحرير الوطن شماله وجنوبه.
وعمل أبناء الوطن على توحيد الصف والنضال الموحد لثوار الشمال والجنوب لضمان نجاح ثورتهم ضد الحكم الكهنوتي الإمامي المتخلف في شمال الوطن والاستعمار البريطاني المحتل في جنوب الوطن.
وعمل الثوار في شمال الوطن وجنوبة على التواصل السري المنظم ورسم الخطط وتشكيل خلايا كفاحية سرية هنا وهناك وإيجاد الدعم المسلح وتأمين قنواة تواصل إلى صنعاء وعدن.
وكان للرياضيين دور بارز في الكفاح المسلح وقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وثورة 14 أكتوبر عام 1963م.
وشكل الرياضيون في شمال الوطن وجنوبه علامة بارزة في مسار النضال الثوري وقيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر لأنهم يعلمون أن واحدية الثورة هي قوة صلبة ضد الحكمين البغيضين في الشمال والجنوب ونجاح نضالهما والإطاحة بهما وتحرير شطري الوطن اليمني.. وعمل الرياضيون في شمال الوطن وجنوبه على تشكيل قنوات سرية للتواصل في ما بينهم وتبادل الأفكار ورسم خطط نضالية كفاحية وتشكيل خلايا سرية انتحارية.. وخلايا سرية لتوزيع المنشورات وخلايا سرية لتمويل الثوار بالسلاح بالكميات الكافية وتأمين وصولها إلى الثوار.
وكانت الأندية في جنوب الوطن والفرق الشعبية في الشمال هي نقطة التجمع للثوار ونقطة الانطلاق لنضالهم الكفاحي الثوري.. ونقطة انطلاق لعملياتهم الانتحارية ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب أو ضد الحكم الإمامي المتخلف في الشمال.
وحقق تلاهم ووحدة الثوار في شمال الوطن وجنوبه قوة ضاربة وفعالة في عملهم النضالي الثوري وكان ذلك داعماٍ فعالاٍ وقوياٍ لقيام ثورتي 26 سبتمبر 1962م في شمال الوطن و14 أكتوبر 1963م في جنوب الوطن.. وشارك الرياضيون الثوار في الشطرين في قيام ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن وثورة 14 أكتوبر في جنوب الوطن وحققت وحدتهم الكفاحية والنضالية نجاحاٍ لثورتي سبتمبر وأكتوبر وتحرير الوطن شمالاٍ في 26 سبتمبر عام 1962م ضد الحكم الإمامي المتخلف ثم تحرير جنوب الوطن في 14 أكتوبر عام 1963م من الاحتلال البريطاني المحتل واستعاد الوطن في شماله وجنوبه حريته وكرامته وخرج من الظلمات إلى النور.. بفضل المناضلين الشرفاء الأحرار وتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا دماءهم الزكية من أجل الوطن وحريته واستقلاله في الشمال والجنوب.
الرياضيون.. الكفاح الأكثر نشاطاٍ
كما قلنا الرياضيون في شمال الوطن وجنوبه كانوا الأكثر حيوية ونشاطاٍ.. وكانوا الأكثر فاعلية ونشاطاٍ في العمل النضالي لأسباب عدة.. وأولها.. لديهم طاقات شبابية متدفقة متحمسة وتحمل على عاتقها مستقبل الوطن.
ثانياٍ: ارتباطهم وانتماؤهم وتعاملاتهم مع الوسط الشبابي والرياضي الأكثر حشداٍ جماهيرياٍ.
ثالثاٍ: إخفاء عملهم النضالي الثوري تحت مسمى رياضي وبالتالي يجعلهم يتواصلون في ما بينهم بحرية دون قيود من خلال تجمعاتهم في الأندية أو الأماكن الرياضية باسم النشاط الرياضي وهذا ساعدهم كثيراٍ على الالتقاء باستمرار وممارسة العمل الثوري النضالي وتنفيذ خططهم من خلال الخلايا السرية التي شكلوها وحددت لها المهام التي تقوم بها.
الثوار الرياضيون بصنعاء
الثوار الرياضيون بصنعاء كانت لا توجد لديهم أندية رياضية بحيث يتجمعون فيها ويمارسون عملهم الرياضي.. ولهذا عملوا على تشكيل فرق شعبية تمثل مناطق صنعاء وتحمل أسماء معينة وبالتالي تتاح لهم فرصة الالتقاء والتجمعات الرياضية.. لممارسة ألعاب مختلفة منها كرة قدم وكرة طائرة.. وتسهل عليهم الالتقاء وممارسة العمل الثوري بعيداٍ عن الأعين وبسرية تامة.
وكان ينضم إلى هذه الفرق الشعبية الرياضية العديد من الضباط الأحرار الذين يؤدون عملهم النضالي الثوري بالرياضة ويمارسونه بحرية أكثر وطبعاٍ حققوا النجاح وبلغوا ما كانوا يصبون إليه… وقام المناضلون بعمليات فدائية واستشهادية وأبرز الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الشهيد المناضل يحيى الظرافي وعلي العلفي وغيرهما.
رياضيو عدن.. ثوار بالأندية
وفي الشطر الجنوبي كانت الأوضاع تختلف فهناك تنتشر الأندية الرياضية في جميع مناطق عدن.. في كريتر وخور مكسر والشيخ عثمان والمعلا والتواهي والبريقة.. ولهذا وزعوا العمل الثوري على هذه المناطق وتحمل رياضيو كل منطقة من هؤلاء العمل الثوري النضالي بمنطقته ولكن تحت قيادة واحدة.
وكانت الأعمال الثورية تنطلق من الأندية.. وكل ناد شكل خلايا تنظيمية ثورية خاصة به.. وكل ناد شكل قيادة مصغرة تقود تلك الخلايا الثورية داخل كل ناد بكل منطقة.. وجميع قيادات تلك الخلايا في الأندية من الرياضيين .. وكانت الأندية تعج بالنشاط الثوري السري.. وكانت حتى العمليات الفدائية التي تنفذ داخل مناطق عدن ضد الاحتلال البريطاني المحتل يقوم بها أبطال من الثوار الرياضيين واستشهد كثير من الرياضيين بالعديد من العمليات الانتحارية أو الفدائية ولعل الجميع يتذكر البطل الشهيد المناظل محمد علي الحبيشي الذي استشهد في باب عدن عندما قام برمي قنبلة على إحدى دوريات جنود الجيش البريطاني المحتل واعتقل ثم تم إعدامه مباشرة … وغير ذلك من العمليات الفدائية التي قام بها الثوار الرياضيون في مختلف مناطق مدينة عدن التي تتبناها الأندية والتي خلقت الرعب والذعر بين جنود الاحتلال البريطاني.. وكان للشهيد الحبيشي نضال روحي في عز شبابه بالوطن بعيداٍ عن حواجز الشمال والجنوب حيث كان يعيش وله هم ما يعيشه الشمال تحت الحكم الإمامي وكيفية التخلص والتحرر وهو الأمر نفسه في ما يعيشه الجنوب تحت الاستعمار البريطاني.
أبطال النضال الثوري بجنوب الوطن
وفي جنوب الوطن المحتل نذكر البعض من الاسماء التي دونها التاريخ في العمل النضالي الثوري ضد المستعمر البرطاني البغيض لجنوب الوطن وكان لهم الدور الفعال في طرد المحتل البريطاني من الأراضي اليمنية وقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة ونذكر من هؤلاء المناضلين!
المناظل محمد علي الحبيشي الذي كان من رموز ثوار الجبهة القومية وكان يلعب في خط الدفاع في لعبة كرة القدم في نادي الأحرار وهو ضمن القطاع الفدائي بالنادي وقام بعملية فدائية برمي قنبلة على أحدى دوريات الجيش البريطاني المحتل في العقبة باب عدن وألقي القبض عليه وتم إعدامه من قبل جيش الاحتلال.
المناضل ابراهيم علي أحمد لاعب نادي الأحرار الرياضي
المناضل ابراهيم عبدالله صعيدي – لاعب نادي الشباب الرياضي والمنتخب الوطني ومسؤول أحد القطاعات الفدائية في حارة حسين في كريتر وهو حالياٍ عضو لمجلس الشورى.
المناضل نصر ابراهيم شاذلي لاعب نادي الشباب الرياضي ثم رئيس نادي الشباب الرياضي.
المناضل/ أحمد محمد قعطبي لاعب نادي الفيحاء الرياضي بالشيخ عثمان.
المناضل/ الطيب أحمد علي لاعب نادي الواي
المناضل/ حامد شيخ لاعب نادي الواي
المناضل/ علي الوحيري لاعب نادي البريقة
المناضل/ علي صالح باحبيب لاعب نادي البريقة
المناضل/ حيدر الجبلي لاعب نادي البريقة
أسماء في ذاكرة التاريخ النضالي في شمال الوطن!!
هناك أسماء دونت بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ اليمني النضالي وساهمت إسهاماٍ فعالاٍ في تحرير الشطر الشمالي من الوطن من الحكم الإمامي المتخلف وإخراجه من الظلمات والظلم والاستبداد والتخلف والفقر والمرض وكان لهؤلاء المناضلين دور فعال في قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م.
نذكر البعض من هؤلاء الأبطال الثوار الرياضيين من الضباط الأحرار أمثال:
المناضل/ علي مصباح
المناضل/ يحيى عنقا
المناضل/ يحيى محمد الكحلاني
المناضل/ محمد المأخذي
المناضل/ حسين خيران
المناضل/ يحيى الظرافي
المناضل/ علي العلفي
المناضل/ حسين المسوري
المناضل/عزالدين المؤذن
المناضل/ أحمد المحبشي
المناضل/ عبدالله المؤيد
المناضل/ أحمد الشبيبي
المناضل/ عبدالله اليتيم
المناضل/ حمود الشراعي
وجمعيهم وغيرهم كثيرون لا أتذكرهم الآن كانوا ضباطاٍ في القطاع العسكري الثوري وهم رياضيون بارزون من اللقاءات المتواصلة فيما بينهم وبسهولة بعيداٍ عن الرقابة للمخابرات الاستعمارية وممارسة عملهم النضالي الثوري تحت مسمى الالتقاء لممارسة الرياضية.
وكانوا يعملون على تشكيل خلايا ثورية على مستوى المناطق والحارات وتم توزيع العمل الثوري على الأندية في مناطق مدينة عدن على أن كل ناد في منطقة سواءٍ التواهي أو كريتر أو المعلا أو الشيخ عثمان أو البريقة يتولى عملية الكفاح الثوري بمنطقته وعلى هذا الأساس تم العمل النضالي الثوري بشكل منظم ومحكم وفعال… وكان يقود العمل الثوري في الأندية قيادات رياضية.. وكذا في الحارات.
وأذكر على سبيل المثال المناضل إبراهيم عبدالله صعيدي الذي كان لاعباٍ في نادي الشباب الرياضي والمنتخب الوطني ومسؤول أحد القطاعات الفدائية في حارة حسين بمنطقة كريتر.. وكذالك الحال بالنسبة للأندية الأخرى كان يتولى قيادة العمل الثوري من الرياضيين الثوار حتى تبعد الشكوك عنهم ليتمكنوا من ممارسة عملهم الثوري بحرية أكثر ولهذا نجح العمل النضالي الثوري في مدينة عدن وحقق الثوار هدفهم وغايتهم بطرد المستعمر البريطاني المحتل لجنوب الوطن اليمني وتحقق ذلك بقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م ورحيل المستعمر عن أرضنا في جنوب الوطن.
صنعاء ثورة تلاحمية!!
على الرغم من عدم وجود أندية رياضية بصنعاء آنذاك تضم تحت ظلها ممارسي الألعاب الرياضية المختلفة.. ووجود فقط فرق شعبية قاموا بتشكيلها تحت مسميات مختلفة إلا أن التلاحم الوطني الثوري بين كل أبناء المدن في القطر الشمالي من الوطن كان قوياٍ وضم أبناء مختلف المدن صنعاء والحديدة وتعز وإب ويريم ورداع وقعطبة وحجة وصعدة والمحويت وعمران وغيرها.
ونذكر من هؤلاء المناضلين الثوار المناضل أحمد المحبشي من مدينة الحديدة والمناضل يحيى الكحلاني من مدينة حجة والمناضل حسين المسوري من مسور حجه والمناضل محمد المأخذي من مدينة عمران وغيرهم.
وكان الفكر الثوري يجمع الثوار في نقطة التقاء واحدة والهدف الأكبر والأسمى إسقاط الحكم الإمامي المستبد في شمال الوطن وتحريره من الظلم والفقر والجهل والمرض وشكلت وحدة التلاحم بين أبناء الشطر الشمالي القوة التي ظهر بها النضال الثوري ومكنهم من تحرير شمال الوطن وقيام ثورة 26 سبتمبر العظيمة في 1962م.

قد يعجبك ايضا