مشاريع وبرامج نوعية لتفعيل دمج ذوي الإعاقة في مؤسسات التعليم


استطلاع / عبد الواسع مجلي –
– مطهر هزبر
منذ سنوات عديدة والصندوق الاجتماعي للتنمية يسعى إلى تحقيق فرص دمج ذوي الإعاقة عموماٍ في مؤسسات التعليم المختلفة وفق برامج مدروسة ومخطط لها سلفاٍ غايتها تمكين هذه الشريحة عموماٍ وذوي الإعاقة السمعية على وجه الخصوص من فرص الوصول إلى الحق في التعليم . ليس في إطار مدرسة بعينها بل في مدارس متعددة على أساس منهجي يبدأ من معرفة الفئة المستهدفة ومكان المدرسة الأقرب للفئة وبناء المكان وتجهيزه وتأهيل الكادر وتوعية المجتمع المدرسي بخصائص هذه الفئة لإيجاد تقبل شريحة تحلم بأن تصل للحق في التعليم لتكون أول الملتزمين بأداء الواجب. ذلك النهج وغيره أخذنا إلى محاورة عدد من المعنيين في فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية بمحافظات حضرموت – المهرة – شبوة الذين التقيناهم ضمن دورة المعالجة النطقية التي أقامها الصندوق بالمكلا والتي ضمت عدداٍ من المعنيين و ممثلي المحافظات ليؤكدوا أهمية الدمج ومدى تقبل المجتمع للفئات التي يتم دمجها .

( أهمية القبول بالدمج )
حول مدى تقبل المجتمع للدمج أكد المهندس / محمد بن محمد الديلمي مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع حضرموت – المهرة – شبوة أن هناك من يتقبل الدمج لفئة الصم ضمن المدارس العامة لكن ما يحز في النفس هو مانجده لدى بعض مجالس الآباء الذين واجهنا صعوبة في إقناعهم بتقبل شريحة الصم والبكم وأهمية دمجهم في المدارس العامة على أساس أنهم فئة من أبناء المجتمع يلزمنا الواجب الديني والوطني أن نشملهم في كافة الخدمات التي تقدم لبقية فئات المجتمع وعلى رأسها خدمة التعليم ونظراٍ لقلة الوعي فقد كان بعض الإخوة ينظرون إلى هذه الفئة من منظار العدوانية وأثارت المشاكل وهم وفق تلك النظرة قلقون على أبنائهم الذين سيختلطون مع الصم ضمن محيط مدرسة واحدة وبالتالي كانت المعارضة لكننا تمكنا من خلال متابعات ولقاءات من إقناعهم بتقبل فكرة الدمج ورغم ندرة الحالة إلا أنني أحببت التعرض إليها من باب التوعية بتقبل فئة الصم كونهم لم يختاروا قدرهم وليس لنا جميعاٍ إلا أن نؤمن بأهمية تقبل الآخر فكيف إذا كان الآخر ما يزال طفلاٍ يرجوا مستقبلاٍ يثبت فيه جدارته ويعتمد فيه على ذاته مثله مثل غيره ممن هم في نفس عمره لكن الله اختار لهذا حواساٍ كاملة وخلق هذا فاقداٍ لحاسة السمع لكن لديه قدرات قد يتجاوز بها الآخرين وهذا كله لحكمة أرادها المولى عز وجل .

(نجاح المشاريع باستمراريتها)
ويضيف المهندس / محمد الديلمي بالقول: هناك العديد من المشاريع التي تم تنفيذها لكن المهم في تلك المشاريع مجتمعة هو كيف نحافظ على استمرارية تلك المشاريع التي أنفق عليها الكثير والكثير حتى تصبح حقيقة تشمل المبنى والجهاز والوسيلة والكادر المؤهل القادر على توصيل المعلومة وتمكين الصم من حق التعليم . وأنا ومعي كل العاملين في الصندوق الاجتماعي على أتم الاستعداد على تطوير تلك المشاريع أكبر وأكبر متى وجدنا أن القائمين عليها مستمرون في تقديم الخدمة دون إهمال أو توقف مثابرون على تحقيق أهداف المشروع الدمجي الذي نرتجي منه التعريف بفئة الصم وتوسيع رقعة خدماتهم لتشمل الريف والحضر معاٍ . ولن يكون ذلك التوسع في الخدمة وتطوير المشاريع إلا من خلال النجاح الذي سيصنعه بإذن الله المعلمون والمعلمات ومكاتب التربية والجمعيات ضمن المشاريع الدمجية القائمة .

( ركائز الدمج )
فيما أكد الأخ / أمجد علي الصيعري رئيس جمعية الأمل للصم والبكم بالمكلا – محافظة حضرموت أن تمكين الأطفال الصم من مهارات متعددة يسهل عليهم عملية الاندماج في أوساط المجتمع منوهاٍ إلى أن المعالجة النطقية تعد من أهم مؤشرات الاندماج لاسيما أن النطق سيسمح للأطفال من التخاطب مع من يجيد الإشارة ومع الشخص الذي لايجيدها وبالتالي سيكون لذلك الأثر الأكبر في إيجاد مدخلات ثقافية متعددة للأطفال الصم وتنمية مهارات شاملة. كما أن هذا سيساعد في الدمج الكلي لعدد من الحالات التي ستمثل رافداٍ مهماٍ للأصم المثقف والواعي بما يدور حوله وهو الأمر ذاته الذي سيخفف العبء على كاهل أولياء الأمور بسبب قدرتهم على التخاطب مع أبنائهم من خلال الكلام دون الاحتياج إلى لغة إشارة وهذا بدوره سيعزز ثقة الأصم بقدراته ونحن على أتم الاستعداد إلى فتح فصول للتدريب على النطق ضمن محيط الجمعية إضافة إلى الفصول الدمجية التي تكرم الصندوق الاجتماعي للتنمية بتبنيها من حيث البناء والتجهيز والتأهيل .

( مشاريع نوعية )
مشاريع الدمج لشريحة الصم التي شملت عدداٍ من عواصم المحافظات حدثتنا عنها الأستاذة / أسماء الشقري ضابطة وحدة الحماية بالصندوق الاجتماعي للتنمية فرع حضرموت – المهرة – شبوة بقولها : هناك العديد من المشاريع التي نفذها الصندوق منها فصول لدمج الصم مع غرفة المصادر وملحقات القسم بمدرسة الزبيري بعتق عاصمة محافظة شبوة وفصول لدمج الصم وغرفة للمصادر وعدد من الحمامات بمدرسة 22مايو بسيئون وفصول للدمج مع ملحقاتها بمدرسة الوحدة بمديرية الغيضة عاصمة محافظة المهرة. كما أننا نفذنا مشروعين دمجيين للصم بالمكلا أحدهما بمدرسة خولة بنت الأزور للبنات والآخر بمدرسة شهاب للبنين مع ملحقاتهما وحين أقول أننا نفذنا أعني بذلك البناء للفصول وغرف المصادر والملحقات كالحمامات وغيرها يضاف إلى ذلك البناء المنظور بناء آخر في الفكر وهو ما يتصل بإعداد الكادر من حيث تأهيلهم في لغة الإشارة والوسائل والمعالجة النطقية وتوعية المجتمع المدرسي ومتابعة تلك المشاريع بين الحين والآخر لاستكمال ما قد يمثل حاجة طارئة أو ملحة أو توريد جهاز أو أثاث هنا أو هناك . ومع كل ما سبق فإننا نسعى جاهدين صوب تمكين هذه الفئة من التعليم ليس من باب الشفقة أو المن وإنما تمكيننا للحق الذي أغفله الكثيرون وكان نتاج إغفالهم أمية لا حد لها بين أوساط هذه الشريحة ولا سيما الفتيات اللاتي لم يجدن بصيص نور يرشدهن إلى اكتساب المعارف أو التأهيل أو التعريف بالحق والممنوع والجائز في القول والعمل مثلهن مثل بقية أبناء جنسهن وهذا ليس تحيزاٍ للفتيات بل هو تأكيد على جور الحرمان من حق التعليم للفتيان والفتيات لكن ذلك الجور وقعه أشد على الفتيات .

( معلومات مفيدة )
فيما طرح الأخ عواد صالح أحد معلمي مدرسة الوحدة بمدينة الغيظة أنه تلقى عدداٍ من الدورات التي تمكنه من العمل مع فئة الصم منها دورة الدمج ودورة لغة الإشارة ودورة إعداد الوسائل وآخرها دورة المعالجة النطقية التي مثلت له نهجاٍ مهماٍ ومعلومات مفيدة في عمله المستقبلي مع الصم من خلال التعامل مع البقايا السمعية وأصوات الصم والتدريب على النطق وفق وسائط متعددة وهذا سيمكن الأطفال الصم من العديد من المهارات وهو سيعكس ذلك على الطلاب الصم في مدرسته .

( تطبيق عملي )
الأخ / صبري الدقيل معلم ضمن مشروع الدمج التابع لجمعية الصم سيئون تطرق إلى أهمية تحديد نسبة العجز لدى الأطفال الصم وتدريب الأهالي على الكيفية التي تمكنهم من الإسهام في تهذيب التنفس وتدريب أطفالهم الصم على النطق وما لذلك من أثر ومردود على نطق الأطفال في المستقبل مؤكداٍ أن ما تعلمه في الدورة وما طبقه على الأطفال الصم ضمن التطبيقات العملية للدورة سيقوم بمثله وأكثر مع الأطفال الصم بسيئون .

( تعليم وتدريب )
من جانبه أثنى الأخ /عبدالكريم عبدالرحمن باجمال معلم ضمن مشروع الدمج التابع لجمعية المعاقين- شبوة على دورة المعالجات النطقية وأهميتها بالنسبة للعمل مع الأطفال الصم لاسيما أنها جمعت بين الجانب النظري والعملي من خلال التعلم والتطبيق على الأطفال الصم الأمر الذي يجعل من التطبيق على الأطفال الصم في شبوة أمراٍ ممكناٍ وهذا كون الدورة كانت دورة معايشة وهو ما نرجو أن يستمر في كافة الدورات .

( نتائج أفضل)
الأخت / سوسن محمد باكيلي معلمة بمركز النور المكلا تحدثت عن مشاركتها في دورة المعالجة النطقية حيث قالت :
تمكنت من فهم العديد من طرائق تهذيب التنفس وربط ذلك بالتدريبات النطقية للأطفال الصم وهذا سيساعدني في المستقبل على الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة مع الأطفال الصم في المركز الذي أعمل فيه .

( معلومات قيمة )
الأخت / انتصار سالم مقرم معلمة ضمن مشروع الدمج التابع لجمعية الأمل للصم- المكلا عبرت عن شكرها للأخ المدرب على ما قدمه من معلومات وما قام به من تطبيقات على الأطفال الصم وهو ما جسد لنا أهمية المجال وآليات العمل فيه بما يخدم هذه الفئة .

قد يعجبك ايضا