الحديده/تحقيق/ يحيى كرد –
لشراء ألفي انبولة من الأنسولين استنفدت خلال أسبوع
ü المرضى: مشكلة
نفاد واختفاء الأنسولين من الصيدلية المركزية تحتاج لتدخل وزير الصحة العامة والسكان
ü .. تتواصل للشهر الخامس على التوالي معاناة وآلام أكثر من ستة آلاف مريض بالسكر بمحافظة الحديدة نتيجة عدم حصولهم على الأنسولين المنظم للمرض بسبب نفاذه من الصيدلية المركزية الذي يحصلوا عليه مجانا وتقاعس مدير الصيدلية وصندوق الدواء ومكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة في مطالبة وزارة الصحة لإرسال مخصصات هؤلاء المرضى الذين يترددون على الصيدلية منذ مطلع مارس الماضي وحتى اليوم ومن مختلف مديريات المحافظة الريفية ومن ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا وخاصة الفقراء الذين لا يستطيعون شراءه من الصيدليات الخاصة لثمنه الباهض على أمل وصول هذا العلاج من وزارة الصحة إلا أنهم يفاجئون بوعود جديدة مختلفة عن الوعود السابقة بموعد وصول العلاج من عاملات الصيدلية الذين هم أنفسهم لا يعرفون موعد إرسال الكميات المخصصة للمحافظة من علاج السكر والكلي والكبد وغيرها من العلاجات.
ü وتقول شقيقة “عبدالرحمن عمر” البالغ من العمر سبع سنوات والمصاب بالسكر منذ أربع سنوات بأنها تحضر من مديرية بيت الفقيه مرتين في الأسبوع مع شقيقها منذ شهر مارس إلى الصيدلية المركزية بمركز المحافظة وتتكبد خسائر المواصلات ومتاعب السفر بهدف الحصول على الأنسولين المنظم للمرض إلا أنها تفاجأ بعاملات الصيدلية يقلن لها بأن العلاج لم يصل بعد وإن شاء الله يصل في الأسبوع القادم وهكذا في كل مرة نصل إلى الصيدلية فتبين لنا بأن العاملات يعطوننا مواعيد جزافا كونهم هم أنفسهم لا يعرفون موعد وصول هذه العلاجات.
مضاعفات عديدة
ü وتشير شقيقة عبدالرحمن بأن شقيقها يتعرض للعديد من المضاعفات والآلام والتورمات في جسده وانحباس في البول نتيجة عدم حصوله على الجرعات المنظمة للسكر في موعدها المحدد .. منوهة إلى أن الفقر هو الذي أجبرها على الحضور إلى الصيدلية من أجل الحصول على هذا العلاج لشقيقها ولو كان لديهم قيمته لما تكبدوا عناء السفر.
اختفاء الأنسولين
ü محمد سليمان سرور 21سنة من سكان السلخانة بمدينة الحديدة مصاب بالسكر منذ عام 2006م يقول احصل دائما على الأنسولين من الصيدلية المركزية بالمحافظة مجانا إلى مطلع مارس الماضي ذهبت إلى الصيدلية كالمعتاد للحصول على جرعتي من هذا العلاج فتفاجأت بالعاملات في الصيدلية يقلن لي بأن العلاج نفد من بداية مارس ومنذ ذلك الحين وانا اتابع الصيدلية دون جدوى في الحصول على الأنسولين وكل ما وصلت إليهم يقولون لي بيوصل هذا الأسبوع وها هي ثلاثة أشهر مرت وهو بيوصل هذا الأسبوع ومدير الصيدلية غائب لم أجده طوال الثلاثة الأشهر الماضية في الصيدلية حتى نتحدث معه حول اختفاء الأنسولين من الصيدلية .
وأشار سرور إلى انه منذ شهر مارس وهو يقوم بالاستدانة من جيرانه وأقربائه قيمة الجرع من الأنسولين التي يشتريها من الصيدليات الخاصة التي يتجاوز أسعارها ألفي ريال وتعطى له حتى يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وناشد سرور وزير الصحة العامة والسكان بسرعة حل مشكلة مرضى السكر بمحافظة الحديدة من خلال توفير الأنسولين لهم كونهم فقراء غير قادرين على شرائه من الصيدليات الخاصة لسعره الغالي الذي يفوق قدرتهم المالية.
مصابة منذ 20 سنة
ü من جانبه قال صالح علي السندي 67 سنة متقاعد بأنه منذ مطلع مارس الماضي وهو يتردد على الصيدلية المركزية التابعة لمكتب الصحة بالمحافظة كغيره من مرضى السكر من أجل الحصول على الأنسولين لزوجته المصابة بالسكر منذ عشرين سنة إلا أن العاملات في الصيدلية يقولون له نفد العلاج وسيصل خلال الأسبوع القادم ومر أسبوع بعد أسبوع وشهر بعد شهر ولم يصل العلاجولا ندري متى سيوفرون هذا العلاج الذي يستفيد منه الفقراء والمساكين غير القادرين على شرائه من الصيدليات الخاصة.
يباع في السوق السوداء
ü وأضاف السندي بأنه يجبر على شراء العلاج من الصيدليات الخاصة لزوجته البالغ قيمته 2200 ريال إذا كان تجارياٍ وإذا كان حكومياٍ مكتوب عليه مجانا ممنوع بيعه فأشتريه بـ1200 ريال وهو نفس العلاج الذي يصرف لنا من الصيدلية فالاختلاف الوحيد بينهم أن العلاج الذي يصرف لنا من الصيدلية معلم بحبر أزرق ويسلموه لنا بدون كرتون بينما العلاج الذي نشتريه من الصيدليات الخاصة بدون علامة ومع الكرتون وهو بنفس تاريخ الإنتاج والانتهاء ونفس اللون والشكل وهذا يدل بأن العلاجات المخصصة من المنظمات الدولية لمرضى السكر بالحديدة وغيرها من محافظات الجمهورية يتم بيعه بالسوق السوداء ويحرموا المرضى منه .
وطالب السندي وزير الصحة العامة والسكان بحل مشكلة نفاذ واختفاء الأنسولين وتسربه إلى السوق السوداء وبيعه وهو مكتوب عليه حكومي مجانا ممنوع بيعه إلا انه يباع في الصيدليات الخاصة بالمحافظة بالرغم من أن وزارة الصحة العامة تحصل عليه من منظمة الصحة العالمية مجانا كمساعدة لمرضى السكر باليمن.
صدمة نفسية
ü نظيرة سالم باري مسئولة صرف العلاجات بالصيدلية المركزية بمحافظة الحديدة تقول بأنه لأول مرة يتأخر وصول مخصصات المحافظة من العلاجات الخاصة بمرضى بالسكر من وزارة الصحة الذين يتجاوز عددهم ستة آلاف مريض ومريضة معظمهم من الفقراء والمساكين ويعانون نتيجة ذلك كثيرا وخاصة المرضى الذين يحضرون من مناطق ريفية بعيدة يتكبدون خسائر مادية أثناء انتقالهم من هذه المناطق إلى الصيدلية بمركز المحافظة إلى جانب متاعب ومخاطر السفر وغيرها وعندما يصلون لا يجدون العلاج وهذا يكون بالنسبة لهم بمثابة الصدمة النفسية لهم حيث يعصبون ويقومون بكيل الشتائم لنا والاعتداء في بعض الأحيان علينا ونضطر إلى السكوت والصبر على ما يحصل لنا من المرضى المصابين بالسكر كون ذلك خارج إرادتهم .
لا نعلم متى ستصل¿!
ü وتشير نظيرة إلى أن بعض المرضى يوجهون لنا تهمة بيع العلاجات وإخفائه عنهم بالرغم أننا نحصل على هذه العلاجات بموجب محضر وعندما تنتهي هذه العلاجات نقوم بتسليم كراتينها الفارغة كإثبات بأننا سلمنا هذه العلاجات لمستحقيها من المرضى كما أن بعض المرضى يطلبون منا مواعيد محددة عن وصول هذه العلاجات ونحن في الصيدلية أنفسنا لا نعلم متى ستصل من وزارة الصحة وصندوق الدواء بالمحافظة وهذا الأمر يضعنا في إحراج شديد أمامهم لا ندري ماذا نقول لهم فإذا قلنا لهم سيصل الأسبوع القادم ولم يصل يتهمونا بالكذب وإذا قلنا لهم لا نعلم متى سيصل يتهمونا بالكذب أيضا فنقف حائرين محرجين أمامهم لا نعلم كيف نتصرف ولازالت المشكلة قائمة للأسف ويدفع ثمنها المرضى بالسكر بالمحافظة.
هروب من المسئولية
ü ولمعرفة المزيد حول نفاذ دواء الأنسولين وغيره من الأدوية الخاصة بمرضى السكر من الصيدلية المركزية بمدينة الحديدة توجهنا إلى الصيدلية عدة مرات للالتقاء بالأخ مدير الصيدلية المركزية فؤاد عبدالرسول إلا أننا لم نجده ويبدو أن ذلك يشير إلى أنه يتهرب من المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه مرضى السكر فحاولنا التواصل معه عبر الهاتف إلا أنه رفض الإجابة على تساؤلات الصحيفة حول نفاذ الأنسولين وأسباب تأخر وصول مخصصات محافظة الحديدة من الأنسولين ووصول مخصصات محافظة المحويت وحجة.
إجراءات عديدة
ü مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة الحديدة الدكتور عبدالرحمن محمد جارالله يقول لم يمض على تعييني مديرا لمكتب الصحة بالمحافظة شهر وبضعة أيام ومع هذا أستطيع القول بأن مشكلة عدم وصول حصة المحافظة من الأنسولين إلى الصيدلية المركزية قائمة والتي بدأت منذ مطلع مارس وقد قمت بالعديد من الإجراءات منذ تم تعييني ومنها إرسال عدة مذكرات للإمداد الدوائي بوزارة الصحة ووعدوا بأنه فور وصول الأنسولين إليهم سيتم إرسال حصة المحافظة كما أنني طرحت المشكلة كذلك على المجلس المحلي بالمحافظة وكنت أؤمل بأن يساهم المجلس المحلي معنا في توفير كمية ولو بسيطة من الأنسولين لتخفيف معاناة المرضى من الفقراء غير القادرين على شراء الأنسولين من الصيدليات الخاصة إلا أن أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة حول المذكرة التي أرسلتها إليه أشرح فيها الوضع الصعب الذي يعاني منه مرضى السكر نتيجة عدم توفر الأنسولين وعدم قدرة مكتب الصحة على توفيره للمرضى فأعادها أمين المجلس المحلي بالمحافظة وفيها توجيه بشراء كمية من الأنسولين من ميزانية مكتب الصحة غير المرصودة فيها قيمة شراء أنسولين فاضطريت أصرف من بند التغذية والملابس أكثر من مليوني ريال وشراء الفي انبولة من الأنسولين استنفدت خلال أسبوع فقط كون هناك أكثر من ستة آلاف مريض بالسكر بالمحافظة وكلهم يحصلون على الأنسولين من الصيدلية المركزية مجانا.
المشكلة ما تزال قائمة
ü وأشار مدير عام مكتب الصحة بأن المشكلة لازالت قائمة ومعاناة مرضى السكر لازالت متواصلة وليس لدينا أي معلومات حتى اليوم متى ستصل كمية المحافظة من الأنسولين البالغة 7500 انبولة كل ثلاثة أشهر وآخر مرة تواصلت مع الأخ معالي وزير الصحة وطرحت المشكلة عليه الذي وعدنا بدوره بأنه سيتواصل مع الإمداد الدوائي لإرسال حصة المحافظة من الأنسولين وإن شاء الله تصل خلال الأيام القليلة القادمة .