هاشم عبدالعزيز –
لم تكن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر الأسبوع الماضي الأولى.. قد زارت هذا البلد مرات عديدة وكان أشهر زيارتها تلك التي تمت في ذروة الانفجار الشعبي ضد نظام مبارك قامت أثناءها بجولة استعراضية في قلب هذه الحركة وساحتها الثائرة ميدان التحرير وكانت سخية في إطلاق الشعارات البراقة والوعود المغرية والخاصة للشباب.. هي بدت ثورية أكثر من الثوار لجهة تسويق عبارات الحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحاولت أن تقدم صورة براقة عن إيمان أمريكا قبل استعدادها نصرة القضايا التي انتفض الشعب المصري في سبيلها.. وهي امتطت صهوة الجواد الدعائي هذا الذي يصح القول إن كان خداعا◌ٍ ولكن بقدر عال من الابهار.
لكن زيارة كلينتون الأخيرة لمصر تبقى الأولى لجهتين الأحداث والتطورات التي شهدتها مصر وثورتها إلى نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الدكتور محمد مرسي ليصير السائد سياسيا ظهور الإخوان على المسرح من جهة وحضور العسكريين من جهة ثانية وبين هذا وذاك شارع الثورة بمشروعية التغيير التي تعني إعادة الاعتبار لمصر أرضا وإنسانا.
هنا كانت الزيارة تعني التعامل واللعب في ان مع هذا الوضع وهذا ما كانت عليه كلينتون في لقاءاتها وتصريحاتها المتسمة بالتلاعب بالالفاظ.
الثانية أن زيارة كلينتون ستصير الأولى التي غربلت الموقف الشعبي المصري من السياسة الأمريكية.
فالوزيرة التي ظلت تمثل رمزا◌ٍ للكبرياء الأمريكي وهي كانت حيث تذهب تحظى بالاهتمام ومظاهر وتظاهر الإعجاب شهدت عاصفة شعبية غاضبة من المظاهرات الحاشدة التي لم توقف على مدى أيام زيارتها في مناهضة لسياسة الأمريكان.
المتظاهرون الذين جاهروا الإعلان عدم رغبتهم زيارة كلينتون ورفعوا الشعارات المنددة بالسياسة الأمريكية وقذفوا الوزيرة بالطماطم والأحذية في غير مكان لم يكونوا يعملون ذلك في رد على الدعم الأمريكي لجرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين بل في مواجهة مباشرة للتدخل الأمريكي في شؤون مصر الذي فاق الاهمال.
من هذه النقطة أو الارتكاز يصح القول أن ثورة مصر مسكت بالحلقة الأساس لبداية النهاية للعصر البلطجي للعم سام في المنطقة العربية وهذا ما سيكون عليه قادم الأيام.
Next Post
قد يعجبك ايضا