نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة



من معاناة المواطنين وتحول حياتهم إلى جحيم

الحديدة/تحقيق/ يحيى كرد
في الوقت الذي يتجرع فيه المواطنون بمحافظة الحديدة معاناة الانطفاءات الكهربائية المتواصلة التي تمتد لساعات طويلة نغصت حلت بهم مشكلة جديدة زادت المعاناة اليومية, فمنذ ما يقارب الشهر بدأت تظهر على الأفق مشكلة انقطاع مياه الشرب عن منازل المواطنين لأسابيع متواصلة الأمر الذي أجبر المواطنين على ترك أعمالهم والكثير من الطلاب والطالبات لترك دراساتهم والتفرغ للبحث عن المياه وجلبها إلى منازلهم عن طريق الشراء عبر الوايتات أو من محطات التحلية أو من آبار المساجد ومصانع البلك وغيرها لسد احتياجاتهم المنزلية منها.
»الثورة«رصدت معاناة المواطنين بالمحافظة جراء مشكلة انقطاع المياه عن منازلهم منذ شهر وخرجت بالمحصلة التالية:

المواطن محمد عبدالله كمين من حارة الصادقية العليا شرق مدينة الحديدة تحدث حول مشكلة انقطاع المياه يقول: منذ ثلاثة أسابيع ونحن في الحارة نعاني من انقطاع مياه الشرب عن منازلنا رغم ملوحتها في وسط حرارة ورطوبة الصيف الشديدتين اللتين تجتاحان المحافظة هذه الأيام والتي يتخللها تضاعف طلب الناس على مياه الشرب والغسيل والاستخدامات الشخصية والمنزلية الأخرى الأمر الذي جعلنا نترك أعمالنا من أجل البحث عن المياه وتوفيرها سواء عن طريق الشراء من محطات تحلية المياه للشرب أو جلبها من الآبار المالحة الموجودة في منازل بعض الجيران ومن مصانع البلك والمساجد بهدف الغسيل والاستخدام الشخصي .
وطالب كمين محافظ الحديدة بالنزول الميداني إلى حارات وأحياء المحافظة وخاصة الفقيرة الواقعة بأطراف المدينة والإطلاع على الأوضاع المأساوية ومعاناة الناس .

معاناة وألم
أم يوسف علي أحمد من حارة جامعة العلوم الشرعية تحدثت إلينا بألم وحرقة شديدة وهي تحمل بكلتا يديها دبتين مملؤة بالمياه المالحة سعة عشرة لتر لكل منهما جلبتها من بئر مصنع البلك المجاور لمنزلها حيث قالت: لنا يا ابني أكثر من شهر ونحن نعاني من انقطاع المياه عن منازلنا التي بدأت في بداية الامر بضعف المياه ثم انقطاعها في النهار ووصولها إلى منازلنا في بداية الليل ضعيفة جدا وتغيير وصولها إلى آخر الليل أي كنا نسهر إلى الساعة الثالثة والرابعة قبل صلاة الفجر ونحن ننتظر وصول المياه وعندما تصل في ذلك الوقت تكون ضعيفة جدا ولا تستمر إلا ساعة أو ساعتين فقط وتنقطع من جديد هكذا استمرينا على هذا الحال لمدة سبعة أيام ونحن صابرون على هذه المعاناة عقب ذلك انقطعت المياه نهائيا عن منزلي و منازل جميع جيراني في الحارة منذ ثلاثة أسابيع .
وتساءلت أم يوسف عن أسباب انقطاع المياه في معظم حارات محافظة الحديدة في هذه الأيام بالذات ومن المسئول عن ذلك الانقطاع الذي تسبب للناس الكثير من المعاناة والآلام ولماذا قيادة المحافظة لا تحرك ساكناٍ تجاه انقطاع خدمتي المياه والكهرباء اللتين اجتمعتا على تعذيب الناس بهذه المحافظة بشكل جماعي على مرأى ومسمع كافة المسئولين بالمحافظة والحكومة.

»وجعلنا من الماء كل شيء حي«
فواز خالد علي موظف من حارة شارع شمسان وسط المدينة لم يكن أحسن حالاٍ من سابقيه الذي بدأ حديثه معنا قائلاٍ: قال تعالى »وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون« صدق الله العظيم (سورة الأنبياء) فالماء أساس الحياة فلا حياة ولا زراعة ولا صناعة و لا إعمار بدون توفر الماء الذي يحتل أهمية قصوى للناس و الحياة بشكل عام لهذا يجب على قيادة محافظة الحديدة خاصة وقيادة الدولة عامة تحمل مسئولياتها تجاه المواطنين من خلال توفير مياه الشرب للناس بشكل كافُ يغطي احتياجاتهم اليومية وخاصة في فصل الصيف الذي يتضاعف طلب الناس عليه من أجل الشرب وتلطيف الجو من خلال الاغتسال…
وأكد فواز بان انقطاع المياه هذه الأيام عن معظم أحياء وحارات المحافظة ضاعف من معاناة الناس الذين يعانون من الانطفاءات الكهربائية المتواصلة لفترات طويلة والتي عكرت حياتهم مؤكداٍ إلى أنه منذ شهر بدأ يسهر إلى قبل صلاة الفجر لانتظار وصول المياه إلى منزله حتى يستطيع تعبئة خزانه والدبات التي يحتفظ بها لمثل هذه الظروف وهذا يؤثر على أدائه الوظيفي .

منذ عام 2010م الماء مقطوع
أما حسن يوسف علي موظف من حارة السلام شمال مدينة الحديدة يقول أنا أعاني من انقطاع المياه منذ عام 2010م حيث لم تصل المياه إلى منزلي ومنازل جيراني في الحارة إلا لمدة شهرين فقط وفي فصل الشتاء فقط بعدها تنقطع على مدى عشرة أشهر متواصلة وهكذا على هذا الحال منذ أن أدخلت خدمة المياه إلى منزلي في عام 2009م وخلال الأشهر العشرة المنقطع فيها مياه المشروع اجلب المياه من المساجد والآبار المالحة الموجودة في بعض المنازل المجاورة ومصانع البلك وغيرها .
وأشار علي قائلاٍ: لقد تقدمت وعدد من جيراني بعدة شكاوىجماعية إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة حول انقطاع المياه وآخر هذه الشكاوى كانت في مطلع عام 2011م وحصلنا على وعد من مدير المؤسسة بتكليف أحد مهندسي المؤسسة بالنزول الميداني إلى الحارة والاطلاع على مشكلة عدم وصول المياه إلى منازلنا في الحارة إلا أنه وحتى اليوم ونحن منتظرون المهندس الذي لم يصل بعد بالرغم من مرور عام على تكليف مدير المؤسسة لأحد مهندسي المؤسسة بالحضور إلى الحارة وهذا يدل على عجز مسئولي المؤسسة المحلية للمياه عن القيام بواجبهم تجاه المواطنين سواء بحارة السلام أو غيرها من الحارات في عموم المدينة التي تعاني من نفس المشكلة .
وفي ختام حديثه ناشد حسن يوسف علي محافظ المحافظة أكرم عطية بسرعة التدخل لمعالجة مشكلة انقطاع مياه الشرب عن منازل حارة السلام بشمال مدينة الحديدة وإنهاء معاناتهم اليومية في البحث عن المياه.

الأزمات تعصف بنا باستمرار
منصور علي الوصابي يقول: نحن اليمنيون تعصف بنا الأزمات بصورة دائمة وفي كافة مجالات حياتنا من الغاز المنزلي إلى المشتقات النفطية مروراٍ بالكهرباء التي بحاجة إلى معجزة لحلها وآخر هذه الأزمات أزمة المياه التي بدأت تجتاح مدينة الحديدة منذ شهر والتي بدأت أولاٍ بشحة المياه الواصلة إلى منازل المواطنين بالحديدة ثم انقطاع المياه فترة النهار ووصولها بداية الليل ضعيفة ثم تأخر وصولها إلى الساعة الثانية والثالثة قبل صلاة الفجر فيضطر الناس إلى السهر لتأمين احتياجاتهم من المياه التي تعاد إلى منازلهم من نصف ساعة إلى ساعة فقط ويعاود الانقطاع من جديد, وصولاٍ إلى انقطاعها عن منازلنا نهائياٍ وأصبحنا نجلب المياه عبر الوايتات ومن محطات sتحلية المياه والمساجد والآبار المالحة هذه هي حياة الناس اليومية هذه الأيام في معظم حارات محافظة الحديدة .

كارثة بيئية خطيرة
وطالب الوصابي قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بالنظر بعين المسئولية لما يتكبده أبناء مدينة الحديدة من معاناة جراء انقطاع المياه وكذا انقطاع الكهرباء ووضع حل سريع لمشكلة المياه وبصورة عاجلة كون المياه أساس الحياة ولا يمكن تحمل انقطاعها أكثر من ذلك مالم ستحصل كارثة صحية وبيئية خطيرة من الصعب السيطرة عليها في هذه الأوضاع الصحية التي تمر بها المحافظة حاليا المتمثلة في انتشار حمى الضنك والملاريا وبعض الحميات الأخرى .

المؤسسة تعاني كثيراٍ
المهندس/ أيوب عبده علي الدبعي نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة الحديدة من جانبه تحدث قائلا: نحن نعي معاناة المواطنين جراء انقطاع المياه في بعض الحارات بالمدينة وذلك يعود إلى أن المؤسسة تعاني هي الأخرى من الكثير من المشاكل والصعوبات التي انعكست على أدائها في توفير المياه للمواطنين في المحافظة ومنها زيادة الطلب على المياه من قبل المواطنين لمواجهة حر الصيف والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ولفترات طويلة الأمر الذي يؤدي إلى ايقاف ضخ المياه إلى منازل المواطن ين وقلة إمكانيات المؤسسة المالية لتوفير مادة الديزل للمولدات التي تمتلكها المؤسسة في موقع الآبار لمواصلة ضخ المياه للشبكة وبعض هذه المولدات بحاجة إلى صيانة هذا إلى جانب أن المواطنين والقطاع الحكومي وكبار المستهلكين أنفسهم ساهموا في خلق هذه المشكلة نتيجة امتناعهم عن سداد ما عليهم من مستحقات متأخرة للمؤسسة منذ عدة سنوات والتي تجاوزت مليارين وأربعمائة مليون ريال منها 50% عند القطاع الحكومي و باقي المبلغ عند كبار المستهلكين والمواطنين العاديين حتى مايو الماضي من العام الحالي .

إيرادات المؤسسة لا تكفي¿!
وأضاف الدبعي: إن الإيرادات التي يتم تحصيلها للمؤسسة لا تكفي لمرتبات موظفي وعمال المؤسسة الشهرية وقيمة ديزل لمولدات المؤسسة التي نقوم بتشغيلها أثناء الانطفاءات الكهربائية الذي يكلف عشرة ملايين ريال شهريا إلى جانب 35 مليون ريال يتم دفعها للكهرباء شهريا مقابل استهلاك التيار الطافين هذا الأمر يدفع بنا إلى وضع حلول وقتية بحسب امكانياتنا المتاحة من خلال تقسيم مدينة الحديدة إلى عدة بلوكات حتى نستطيع ايصال المياه إلى الجميع هذه البلوكات وفي أوقات محددة فقط أي نقوم بضخ المياه لبلك في يوم ونقطع المياه عنه في اليوم الثاني حتى نضخ المياه للبلوك الأخرى ولكن اتضح لنا بأن بعض حارات في أطراف المدينة لا يصل إليها الماء إلا نادراٍ نتيجة امتلاك بعض المواطنين لدينمات تشفط المياه من الشبكة و تحرم الناس الذين لا يمتلكون دينمات شفط المياه وهذا الأمر وضعنا في مشكلة جديدة لا حل لها سوى إنهاء الانطفاءات الكهربائية أو توفير ديزل لمولدات المؤسسة حتى تشغل مولداتها لتغذية الشبكة بالمياه .

يجب على المستهلكين تسديد المتأخرات
ودعا نائب مدير المؤسسة المحلية للمياه و الصرف الصحي بالحديدة القطاع الحكومي والتجاري وكبار المستهلكين والمواطنين إلى تسديد ما عليهم من مستحقات المؤسسة المالية والمتأخرة لديهم منذ عدة أعوام حتى تستطيع المؤسسة الإيفاء بالتزاماتها للغير و للموظفين والعمال والصيانة وتوفير الديزل وغيرها وحتى تستطيع مواصلة ايصال خدماتها لجميع المواطنين وعلى مدار الساعة مالم فإن المؤسسة مهددة بالانهيار وتوقف خدماتها تماما .

قد يعجبك ايضا