كشمير .. نصف قرن من الصراع

تقرير| عبدالملك السلال –
على مدى أكثر من نصف قرن كانت ولا تزال القضية الكشميرية بؤرة للتوتر الإقليمي في جنوب آسيا¡ وبسببها حدثت حريان بين باكستان والهند¡ ومعها خيم شبح مواجهات نووية بين البلدين الجارين ¡ اثر سباق تسلح مشهود في منطقة تضم تكتلا بشريا تجاوز تعداده خمس سكان العالم.
شهدت القضية الكشميرية محاولات للتسوية بالوسائل السلمية بعد أن فشلت المحاولات العسكرية في تحقيق ذلك. وأبرز هذه المحاولات في بداية الأزمة من الأمم المتحدة التي عرض مجلس الأمن الدولي فيها عبر القرارات التي صدرت عنه في 12أبريل/ 1948 و13 أغسطس 1948 و5 يناير/ 1949 توصيات حاول من خلالها أن يتخذ موقفا سياسيا وسطا للتقريب بين الفرقاء¡ فعرض خطته للحل والتي اشتملت على ثلاث نقاط ¡ نصت على – انسحاب القوات العسكرية من كشمير.- إجراء استفتاء شعبي.- تنصيب حكومة انتقالية في كشمير للإشراف على الوضع… لكن نيودلهي واسلام اباد تحفظتا على هذه الخطة بمبررات ¡ حيث◌ْ :
* اعتبرت الهند قضية انضمام كشمير إليها أمرا يخصها هي وحدها والشعب الكشميري فقط دون الحاجة إلى تدخل طرف ثالث¡ وكانت باكستان تعتبر نفسها على قدم المساواة مع الهند فيما يتعلق بهذا الموضوع.
* رأت باكستان أن يعهد للأمم المتحدة كل ما يتعلق بتنظيم ومراقبة الاستفتاء الشعبي المقترح إجراؤه في حين رفضت الهند هذا الأمر.
كما رفضت الهند انسحاب جيشها من كشمير في حين وافقت باكستان على ذلك شريطة أن يتم بالتزامن مع الانسحاب الهندي. ثم تلاه اختلاف الدولتان على الإدارة التي ستتولى تنظيم شؤون الإقليم أثناء تنظيم الاستفتاء¡ فقد اقترحت الهند اسم الشيخ عبد الله في حين اعترضت باكستان وشككت في ولائه واقترحت أن تتولى ذلك الأمم المتحدة.
وبسبب هذه الخلافات أصبحت معظم جهود التسوية السلمية سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو عبر الوساطات الدولية غير ذات جدوى تماما كما كان الحال في المفاوضات الثنائية التي جرت بين البلدين في الأعوام 1953 و1955 و1960 و1962 و1962/1963 و1972.. إلخ.
وقد عاد التوتر إلى الأجواء بعد اتهام الهند لبعض الجماعات الكشميرية التي تتخذ من باكستان مقرا لها بالضلوع في الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي في ديسمبر/ 2001 والذي أدى إلى مقتل 13 شخصا منهم المهاجمون الستة¡ وطالبت بتفكيك بعض جماعات المقاومة الكشميرية التي تعتبرها الهند إرهابية خاصة جماعتي لشكر طيبة وجيش محمد¡ ثم تطورت الأحداث وحشدت الدولتان بعض وحداتهما العسكرية على الحدود الأمر الذي خشيت الولايات المتحدة من أن يؤدي إلى انشغال الجيش الباكستاني بتلك الأزمة عن الدور الذي يقوم به ضمن المخطط الأميركي للقضاء على تنظيم القاعدة ومراقبته للحدود الأفغانية الباكستانية الطويلة¡ ..وهو مايؤجل فصول الصراع على كشمير آنيا◌ٍ¡ رغم سخونته وعدم انزلاق الأحداث بين الجارتين إلى حرب شاملة.

قد يعجبك ايضا