إخوان مصر يحاولون حشد الدعم لمرشحهم الرئاسي خلال جولة الإعادة


القاهرة/رويترزا –
بدأت جماعة الإخوان المسلمين الاتصال بمنافسيها السياسيين من بينهم مرشحون خرجوا من السباق الرئاسي في محاولة منها لحشد الدعم لمرشحها الذي سيخوض جولة الإعادة أمام أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقالت الجماعة محذرة «من محاولات مستميتة من أجل إعادة إنتاج النظام القديم بحلة جديدة» إن على الأحزاب التي أيدت الثورة التي أطاحت بمبارك من السلطة «التوحد من جديد حتى لا تسرق منا الثورة وحتى لا تضيع هذه الدماء هباء».
وتصدر محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين المرشحين في الجولة الأولى من الانتخابات تلاه شفيق في المركز الثاني بفارق طفيف وفقا لاحصاءات الجماعة. ومن المقرر إعلان النتيجة الرسمية الثلاثاء.
وبهذه النتيجة يتنافس في جولة الاعادة المقررة يومي 16 و17 قائد سابق لسلاح الطيران وصف مبارك بأنه مثل أعلى له وجماعة إسلامية تعامل معها الرئيس المخلوع كعدو للدولة.
وقال أحمد شفيق أنه لا يرى أي غضاضة في فكرة تشكيل حكومة برئاسة الإخوان المسلمين في عرض على ما يبدو للجماعة التي يستعد لمواجهتها في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في الشهر المقبل.
وستكون الإعادة لحظة تاريخية بالنسبة لمصر وللمنطقة حيث تمنح الناخبين الخيار بين استمرار الحكم على أيدي رجال لهم خلفيات عسكرية وبين حكومة بقيادة جماعة إسلامية طالما عانت من القمع ولها تأثير اقليمي كبير.
وهذا خيار لا يروق للكثير من المصريين سواء بدافع الخوف من أن فوز شفيق سيمثل ضربة للآملين في الإصلاح أو من دافع القلق من أن فوز الإخوان المسلمين سيوجه البلاد نحو حكم اصولي.
ومن المقرر أن يسلم المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بمبارك السلطة للرئيس المنتخب في أول يوليو في آخر حلقة من عملية انتقالية اتسمت بالفوضى وبالدموية في بعض الاحيان.
ورغم حلول مرشح الإخوان وشفيق في صدارة الترتيب بالجولة الأولى التي جرت الاربعاء والخميس الماضيين أظهرت النتائج غير الرسمية أن المنافسة كانت متقاربة جداٍ حيث فصلت ثماني نقاط مئوية فقط بين المتنافسين الاربعة الاوائل.
ونسبة الخمس والعشرين في المئة التي حصل عليها مرسي ليست بالنتيجة المذهلة بالنسبة للاخوان مقارنة بنتائج الجماعة في الانتخابات البرلمانية التي حصدت فيها ما يقرب من نصف المقاعد وهو ما يدل على تراجع في شعبيتها على مدار الاشهر الستة الماضية.
واظهرت النتائج ايضا ظهور قوي لمستقلين يؤيدون الاصلاح وهو ما يدل على تنامي مركز جديد في المشهد السياسي المصري سريع التطور.
وقال إليجا زاروان من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن: انه «يتعين على الإخوان المسلمين التواصل على نحو موسع ودراماتيكي مع هذا المركز ومع غيره من الاحزاب السياسية الأخرى إذا ما كان لديهم أي أمل في الفوز بدعمهم وأي أمل في الفوز بالرئاسة».
وقال مسؤول بجماعة الاخوان المسلمين: إنها ستدعو سياسيين بارزين خرجوا من سباق الرئاسة لمحادثات تشمل جدول أعمالها منصب نائب الرئيس وحكومة ائتلافية في المستقبل.
وقال ياسر علي المسؤول في الجماعة: إن من بين المدعوين المرشح الإسلامي المستقل عبد المنعم أبو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي.
وتمثل المبادرة محاولة جديدة من قبل الإخوان للتواصل مع قوى أخرى اتهمت الجماعة بانها تسعى للسيطرة على الحياة العامة منذ الاطاحة بمبارك وهو الاتهام الذي ينفيه الاخوان بشدة.
وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة: «نعلن عن مبادرتنا لدعوة كل القوى السياسية الوطنية والثورية لحوار وطني جاد نناقش فيه مصير مصر في ظل التحديات التي تواجهنا جميعٍا ونبحث معٍا سبل إنقاذ ثورتنا المباركة».
ورغم دورها القيادي لسنوات ضمن الحركة الاصلاحية في مصر إلا أن جماعة الاخوان بدت معزولة بشكل متزايد عن غيرها من الاحزاب منذ الانتفاضة حيث واجهت في البداية اتهامات بانها كانت بطيئة في الانضمام للثورة وانها اذعنت بعد ذلك للمجلس العسكري الحاكم.
وتقوضت الثقة في الاخوان بدرجة اكثر عندما قررت في اللحظات الاخيرة خوض انتخابات الرئاسة متراجعة عن تعهدها السابق بعدم الدفع بمرشح في الانتخابات. وتقول الجماعة التي تأسست في عام 1928م إنها هدف لحملة خبيثة يشنها معارضوها.
وقال عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الاسلامي الخاسر والذي حقق 17.6% من نسبة التصويت وفقا لاحصاء الإخوان أنه سيدعم مرشح الجماعة التي انفصل عنها العام الماضي لخوض الرئاسة.
ولم يذكر أبو الفتوح جماعة الإخوان المسلمين بالاسم ولكنه قال في بيانه: “سنسمو على خلافاتنا وسنْعلي مصلحة الوطن وسنبنيه توافقياٍ وثورياٍ ونقف صفاٍ واحداٍ ضد رموز الفساد وستكون مصر قوية”.
وحظي شفيق بدعم ناخبين يرونه رجلا قويا تحتاجه البلاد لوضع نهاية لخمسة عشر شهراٍ من انعدام الاستقرار السياسي وغيرها من المشكلات ومنها انتشار الجريمة.
ومن أبرز داعميه المسيحيون الذين يشكلون نحو عشر سكان مصر البالغ عددهم 82 مليون شخص. ويشكو المسيحيون من التمييز في عهد مبارك ومن المرجح انهم سيفضلون شفيق على مرشح إسلامي.
وقال محمد حبيب القيادي السابق بالإخوان الذي ترك الجماعة العام الماضي اعتراضا على سياساتها عقب الثورة أنه ينبغي على الإخوان أن تعرض منصبي نائب الرئيس لاثنين على الأقل من خارج الحركة.
واقترح أن يكون احدهما مسيحي وهي فكرة قال مرسي نفسه انه لا يعارضها.
وصوت حبيب لابو الفتوح في الجولة الأولى ولكنه قال أنه سيصوت الآن لصالح مرسي.

قد يعجبك ايضا