ثورة 26 سبتمبر.. محطة تاريخية عظيمة صنعتها تضحيات ونضالات اليمنيين

يحتفل عامة الشعب اليمني بالذكرى 53 لثورة الـ 26 من سبتمبر التي كانت منطلقاٍ لثورة 14 أكتوبر الخالدة- رغم كل ما يمر به الوطن من ظروف صعبة وعدوان سافر لم يحل دون فرحتهم واحتفالهم بها كذكرى خالدة مسطرين بصمودهم في وجه العدوان أنصع دروس الوطنية والتضحية والفداء من أجل الوطن وتوحيد كلمة الصف اليمني..
في الاستطلاع التالي استقرأنا آراء وانطباعات عدد من السياسيين والكتاب والمثقفين وغيرهم حول أهمية الاحتفال بهكذا مناسبة في ظل ما يمر به الوطن من تكالب لقوى الشر والعدوان.. فإلى الحصيلة:

في البداية تحدث المحلل السياسي علي العماد حول هذه المناسبة الغالية قائلاٍ: ثورة سبتمبر تعود الى ثوارها الحقيقيين وقد عادت هذه الثورة لمن قام بها وليس لمن ركب الموجة كما حصل في ثورة 2011م.
واستطرد: لم يكن الزنداني ولا أولاد الأحمر ولا المقدشي ولا علي محسن ممن قام بتلك الثورة قط فبعضهم كان يريد ثورة حسن البناء فيما البعض الآخر كان في حجة في ضيافة الإمام ومنهم أيضاٍ من لم يكن له اسم حينها .
واستطرد:  اليوم وأنا أرى اللواء زكريا الشامي نائب رئيس الأركان يضيء ثورة اليمن الحقيقية الناصعة.. تذكرت والده الذي ثار من وسط صنعاء إلى إب ومارب والجوف وصعدة تحت راية ثورة الـ 26 من سبتمبر .. وتذكرت أيضاٍ والدي حفظه الله والذي كان نائب قائد الجيش الشعبي للجمهورية.. وتذكرت عمي اللواء أحمد العماد قائد المدفعية وكذا اللواء يحيى المتوكل واللواء مجاهد أبو شواب وغيرهم ممن كان لهم شرف السبق والمشاركة في تلك الثورة العظيمة والذين صاروا بين عشية وضحاها ومن خلال من ركبوا ثورة 2011 (إماميون) وكأني بهؤلاء يريدون أن يسرقوا ذلك التاريخ المشرف للثوار الحقيقيين كما سرقوا ثورة 2011م.

لن يعود زمن الملكية
وأردف العماد قائلاٍ: الاحتفال بالذكرى الـ53 لثورة الـ 26 من سبتمبر هذا العام  رِد الصاع لهؤلاء وأكد لهم أن شعبنا اليمني سيكون على نهجها وأنه قد اكتشف زيف من هم اليوم في أحضان آل سعود والذين عملوا على عرقلة ثورة سبتمبر 62م وكان لهم اليد في ما وصلنا إليه اليوم..إن ثورة الـ26 من سبتمبر لم يسرقها أحد ولن يغير أحد تاريخ من قام بتلك الثورة ولن يعود زمن الملكية وستنتصر اليمن .. الرحمة والخلود للشهداء الأبرار والنصر لأحفادهم بإذن الله .

توظيف الدين لأهداف سياسية
من جانبه تحدث الأخ محمد سعيد حاجب بالقول:
لقد راهن اليمنيون على ثورة سبتمبر لإنهاء الطائفية السياسية التي هيمنت على الحكم في الشمال لكن الاستبداد تعمق بثقافة طائفية وبثوب جمهوري ونجحت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م بنضال الحركة الوطنية في بناء دولة وطنية موحدة في الجنوب تم وأدها وتصفية مؤسساتها في حرب صيف 1994م وباستدعاء الثارات السياسية القبلية والمذهبية لما قبل الاستقلال.
وأضاف: سقط نظام الملكية بثورة 26 سبتمبر 62م الموافق 1382هـ وظلت الطائفية السياسية كثقافة سياسية إقصائية توظفها السلطات المتتالية لخدمة مصالحها السياسية والاقتصادية ومع غزو الفكر الوهابي الحنبلي السلفي المتطرف عام 1882م انتشر في اليمن وتعمقت المشكلة وكلا الفكرتين قدمتا إلى اليمن من خارجها فالأولى زرعت الطائفية السياسية والإقصائية والثانية غرست التطرف الديني السلفي المتشدد, وكلاهما وظفا الدين الإسلامي الحنيف لأهداف ومصالح سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية مع أن التعايش المذهبي ظل سائداٍ بين اليمنيين إلا أن مشكلة الإقصاء للآخر وغياب المواطنة المتساوية والتوظيف السياسي للمذهبية والطائفية بقيت سبباٍ رئيسياٍ في إنتاج الأزمات والصراعات والحروب الداخلية المتواصلة بين اليمنيين ..

تعميق ثقافة الاستحواذ
واستطرد حاجب قائلا: هيمنة السلطة في شمال البلاد من خلال سيطرة مركز سياسي استحوذ على السلطات المختلفة وعلى القرار السياسي والثروة والمال العام وأدوات القمع الأمنية والدفاعية وعلى السلطة القضائية وثورات الحكم طيلة عقود مضت وفرض على الشعب اليمني بيئة سياسية وثقافية وإدارية استبدادية سيئة وخاصة على مواطني وسكان الوسط والجنوب الذين عملوا كرعية ومواطنين من الدرجة الثانية رغم أن نسبة السكان لهذه المناطق الخصبة تشكل 75 % تقريباٍ من إجمالي سكان اليمن, إضافة إلى ما تشكله من ثروات ومساحة جغرافية ممتدة تطل على موانئ بحرية وبرية بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي على الممرات الدولية وامتلاكها لخبرات بشرية مؤهلة كما فرضت عزلة سياسية خارجية على اليمن وكان الأمل يحدو كل اليمنيين الذين ظلوا متعايشين مذهبياٍ على أرض الواقع زيود وشوافع في الشمال والوسط والجنوب .. إن القضاء على نظام الملكية الاقصائي يمكن أن ينهي المركزية الشديدة بالقيام بثورة «26» سبتمبر 1962م لتصحيح هذا الخلل العميق, لكن ذلك لم يحدث فقد تعمقت المشكلة أكثر وأخذ تنفيذها لباساٍ جمهورياٍ بجذرها السياسي والثقافي القبلي المذهبي الذي تم توظيفه وتطويعه لمصالح سياسية واقتصادية منذ أحداث أغسطس عام 1968م.

خلل سياسي
وتحدث حاجب عن جوهر المشكلة بقوله: إن هذا الوضع وهذا الخلل السياسي والحقوقي الكارثي القائم على ثقافة الاقصاء والمواطنة غير المتساوية هو جوهر وأساس المشكلة القائمة اليوم في اليمن, فرفض القوى المختلفة وأصحاب المصالح لدولة القانون المدنية الديمقراطية الحديثة والعادلة ظل مشكلة مزمنة متوارثة عبر المراحل والأجيال المتعاقبة عمقتها الملكية ثقافياٍ ودينياٍ واجتماعياٍ وطبقياٍ وسياسياٍ وتم توظيفها وممارستها بشكل سياسي بعد أن تم تصفية كافة القوى المدنية الجديدة التي دافعت عن النظام الجمهوري وخلال ثورة 26سبتمبر 1962م تمت التصفية على أساس الجغرافيا المذهبية والتوجهات السياسية والحزبية وبثوب جمهوري, رغم أن النضال ضد الملكية كان مشتركا والتعايش المذهبي ظل قائماٍ بين المظلومين اليمنيين من أقصى مناطق وقرى شمال اليمن إلى أقصى جنوبه جيلاٍ بعد آخر, إلا أن ماحدث من سياسات وممارسات وتصفيات إقصائية ولد الغبن ورسخ الأنين الذي ظل جاثما في نفوس الغالبية العظمى نتيجة المظالم واحتكار السلطة والثروة وما تم ممارسته من إقصاء.

ثورة لم تر النور
وعن مصادرة واحتواء الثورة أوضح حاجب: يمكن القول بكل وضوح وصدق مع النفس أن ثورة 26سبتمبر 1962م. تم احتواؤها ومصادرتها من خلال ما حدث من تصفيات متتالية للقوى المدنية العسكرية التي دافعت عنها والتي بدأ تنفيذها في أغسطس 1968م.
وبالعودة لأهداف ثورة سبتمبر التي أكدت على (إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات) .. تساءل حاجب: هل أزيلت حتى نسبة معينة من تلك الفوارق ¿ وهل (رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا) ¿ وهل تم (إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل)¿ وهل تحققت الوحدة الوطنية)¿ أما في الجنوب فإن المنتصرين في حرب صيف 1994م. عملوا كل ما في وسعهم على تصفية منجزات ثورة 14أكتوبر 1963م ونظامها ومؤسساتها المدنية والعسكرية وكل الحقوق والمكتسبات التي حصل عليها المواطن في الجنوب من الخدمات العامة (الصحة والتعليم والأمن والسكن .. الخ)..

سلب حرية الشعب
من جانبه اعتبر الشيخ / علي مهدي الضبيبي   أن العدوان السعودي الهمجي وغير المبرر على الشعب اليمني أرضا وإنسانا ما هو إلا لتركيع الشعب وسلب حريته واستقلاله وتاريخه المجيد وإنجازات الثورة السبتمبريه الخالدة ولكنها خالدة ومستمرة ومحال أن يتم إلغاؤها أو هدم أهدافها..
وأضاف الضبيبي: نحتفي بالذكرى الــ 53 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة هذا العام والوطن يواجه العديد من التحديات والحروب الداخلية والخارجية وإن شاء الله يتجاوزها أبناء شعبنا الحر الأبي مهما حاول الأعداء فعله عبر أدواتهم وطائراتهم وسينتصر اليمن وشعبه على الظالمين من قوى الاستكبار والعمالة.
دلالات ومعانُ
وتحدث الأخ/ محمد محمد جحاف عن المناسبة بقوله: ستظل الثورة السبتمبرية وأهدافها  الستة الخالدة التي كتبت بدماء ونضالات أبناء الشعب اليمني وهي المشروع الذي نؤمن به وندافع عنه»..
وأضاف: تهل علينا ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962م والوطن يمر بظروف صعبة وعدوان غاشم ومؤامرات تحاك ضده من قبل المتربصين به من قوى العمالة والارتهان ومبادئ وأهداف ثورة سبتمبر ستظل نبراساٍ ينير لنا الطريق لتحقيق كل تطلعات الشعب الذي خرج في 21 سبتمبر ووقف في وجه المستأثرين بالسلطة من قوى الشر والعمالة.
وأشار جحاف إلى أن الاحتفال بالثورات اليمنية المباركة 21- 26 سبتمبر و 14 أكتوبر يحتل مكانة مهمة في نفوس أبناء اليمن وذلك لما تحمله من دلالات ومعانُ تجعل هذه المناسبات محطات فخر واعتزاز لما مثلته من نقطة تحول جذري في حياة اليمنيين حيث تأتي ذكراها هذا العام والوطن يواجه العديد من التحديات والحروب الداخلية والخارجية على رأسها العدوان السعودي الغاشم وغير المبرر على الشعب اليمني أرضاٍ وانساناٍ لتركيعه وسلب حريته واستقلاله وتاريخه المجيد وإنجازات الثورة السبتمبريه الخالدة.

ترسيخ النظام الجمهوري
كما تحدث الأخ إبراهيم يحيى الموهبي في ذات السياق قائلاٍ:
الثورة اليمنية صاغها الشعب اليمني ببطولات ونضالات متعددة الجبهات كونها تمثل حدثاٍ تاريخياٍ بالغ الأهمية ومرحلة حاسمة في تاريخ الوطن المعاصر, فخلالها انتصرت الثورة والجمهورية وتلاحمت في تحقيق ذلك النصر العظيم كل القوى التي ناضلت وضحت في سبيل الحرية والثورة وترسيخ دعائم النظام الجمهوري..

مرحلة عصيبة
أما الأخ /صخر الناشري فتحدث من جانبه فقال:  إن الاحتفاء بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة يأتي في مرحلة عصيبة وحساسة يمر بها وطننا الحبيب تتطلب من الجميع بلا استثناء التكاتف والتعاضد ورص الصفوف وطي صفحة الماضي بكل مآسيه للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومكتسبات ثورتي سبتمبر واكتوبر لتحقيق أسس الدولة المدنية الحديثة وقواعد المستقبل المشرق الذي تسوده الشراكة والعدالة والمساواة.
وأضاف الناشري: إن يوم 26 سبتمبر 62م جاء حاملاٍ مشروع اليمن الجمهوري كبديل أبدي عن اليمن الملكي الذي استمر لقرون لم يحقق لشعب اليمن آماله وطموحاته.
العدوان دمر كل شيء
أما المهندس /أحمد عبدالله القريطي فتحدث عن الاحتفال بالذكرى الـ53 لثورة 26 سبتمبر قائلا:
نحتفل بالذكرى الـ53 لثورة سبتمبر هذا العام والوطن يواجه العديد من التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية فالعدوان السعودي الهمجي وغير المبرر على الشعب اليمني أرضا وإنسانا ما هو إلا بهدف تركيع الشعب وسلب حريته واستقلاله وتاريخه المجيد وإنجازات الثورة السبتمبرية الخالدة.
ودعا القريطي أبناء الشعب إلى ضرورة الوقوف صفاٍ واحداٍ في مواجهة وطأة جحيم الحصار ونيران العدوان التي خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى ودْمرت خلالها كامل البنية التحتية لليمن وكذا في مواجهة المحاولات المسعورة لتحالف العدوان لمحو تاريخ اليمن ودك معالم حضارته الضاربة في جذور التاريخ .

خلاصة نضال اليمنيين
من جانيه قال الأخ/ عبدالرحمن الحباري :إن الاحتفال بذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر يمثل أهمية كبيرة كونه يعد إحياء للدور البطولي للمدافعين عن الثورة والنظام الجمهوري الخالد.
وقال الحباري: لم تكن الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 ثورة تقارن بمثيلاتها من الثورات في العالم العربي والتي تخلصت من الاستعمار الغربي بل كانت خلاصة نضال مئات السنين واستعادة الروح اليمنية التي أنهكت بعد دورات حضارية لم يشهد مثلها التاريخ.

قد يعجبك ايضا