عبدالسلام فارع
خسرت الساحة الرياضية في بلادنا واحدا من أهم الرجال وأحد ألمع نجوم الكرة اليمنية في عصرها الذهبي ممن ذاع صيتهم في كل الأرجاء, إنه النجم العملاق صخرة الدفاع النجم الكبير أحمد صالح القيراط الذي ذاع صيته وسطعت نجوميته في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن وفي أكثر من ناد من أندية المحافظة ليس فقط كفارس من فرسان الخطوط الدفاعية بل وقائد فذ يعرف متى يسخر مجهودات الفريق للنواحي الهجومية والدفاعية وفقا لمعطيات المواجهات التي كان يخوضها مع فريقه الواي ومع المنتخبات الوطنية كلاعب ومدرب , ولم تنحصر مجهودات وعطاءات نجمنا الراحل على أندية محافظة عدن فحسب بل دون كثيرا من بصماته التاريخية في أكثر من ناد في المحافظات الشمالية مثل أهلي تعز والجيل من الحديدة .. وحقيقة أن الحديث عن بنجمنا الراحل أبي وائل الذي جاء منذ الولادة في خدمة الرياضة اليمنية من خلال عطاءاته في مجال الطب الرياضي والإصابات الرياضية هو حديث ذو شجون ولا تتسع لاحتوائه مثل هكذا مساحة ..وفي اعقادي كي ننصف الرجل أو نشير إلى كل عطاءاته فلا بد لأي كاتب إن أراد أن يكون منصفا أن يخصص لهذا الشأن أكثر من مساحة بل كتابا كاملا يضم في طياته وصفحاته المدعمة بالصور النادرة التي لا شك أن نجله وائل الشعلة والمنتخبات يحتفظ بها كجانب من رصيده التاريخي في ملاعبنا المستطيلة منذ أن سطع نجمه في مطلع الستينيات وسط كوكبة من ألمع النجوم الذين طالما أذهلونا وأمتعونا بمهاراتهم الفائقة.. مثل علي فارع – علي بن علي- الرعدي –عذب – المشدلي – عبدالكريم الهتاري – عبدالعزيز مجذور – عبدالجبار عوض وآخرين ممن لا يتسع المجال لذكرهم, حيث كانوا امتدادا لكوكبة أخرى من الرعيل الأول وفي مقدمتهم على سبيل المثال لا الحصر النجم الكبير والرائع محمد صالح العراسي.
إذا فقيدنا الراحل أحمد صالح القيراط الذي شدا للوهلة الأولى بمهاراته وقدراته ومشاركاته الهجومية بتسديداته الرأسية المتقنة حينما شاهدته وأنا في مقتبل العمر في العام 67م في أحد الملاعب الترابية بمدينة التواهي, هو أهم القامات والكفاءات الرياضية التي أسهمت في التأسيس عبر العمل الجاد والمخلص لرياضة متألقة مثلت الوطن في عديد المحافل . وإن كان في العمر بقية فلا بد من عودة منصفة للغوص في ملفه الحافل بأروع العطاءات.
تغمد الله فقيد الوطن ورياضته بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان, إنا لله وإنا إليه راجعون .
.لم يحدث قط خلال مشواري الإعلامي مع الصحافة الرياضية والذي تجاوز الأربعة عقود أن لامست أو شاهدت تلك العطاءات السخية التي قدمها مهندس نادي الشروق الرياضي الثقافي بمديرية المعافر “محافظه تعز ” المهندس خالد هزاع الحمدي, الذي صرف على ناديه بسخاء جم حينما تولى رئاسته ليسفر ذلك العطاء السخي عن إحراز فريقه الكروي لأربع بطولات متتالية في كرة القدم كممثل لمحافظة تعز, ولعلي قد لا أكون مبالغا إن قلت إن ما قدمه خالد بن هزاع الحمدي لنادي الشرق خلال أربعة مواسم يفوق ما قدمه أكبر وأشهر الداعمين مقارنة بإمكاناته المادية . فشكرا من الأعماق يا أبا عمر نيابة عن الشروق ورياضيون تعز .
أثناء كتابة هذه السطور هاتفني من ذبحان نجم وحدة التربة الأسبق محمد هزاع الذبحاني مشيدا بعمودي السابق عن الراحل محمد عبدالله داغس .
أما نجم الطليعة الأسبق عبدالله عبدالرحمن الكاتب فقد ثمن ما كتبت ووصفني بالمنصف.
يوما بعد يوم تترسخ قناعتي بأن صحيفة الثورة ستظل رائدة ومتميزة في كل الأزمنة والأمكنة, فتحية لكل المشرفين على صفحاتها المتعددة, وتحية خاصة لفرسان الجمع والتصحيح والإخراج.
وما دمت قد أشرت لفرسان الثورة الذين يستحقون رفع قبعات الود والإجلال فلا بد من الإشارة إلى قيادة المؤسسة وهيئة التحرير بأن يبادروا إلى سرعة التخفيف من معاناة زملائهم, فالعيد على الأبواب ومعظم مستحقاتهم غائبة . وأكثر من هكذا صبر وصمود لا يؤدي إلا إلى التبلد والركود وربما الهلوسة والجنان.