تقوم على منهج الله

حلاوة الأِخْوة نصر في الدنيا وفوز بالآخرة
لا يخفى على أحد ما وصل إليه المسلمون في عصرنا الحالي من ضعف وتفرق وهوان وانشغال كل واحد منهم بنفسه ونسي إخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض وأصبح منفصلاٍ عما يحدث لهم وكأنه يعيش في كوكب آخر بل وصل الأمر ببعضهم أن يكون جاره في المسكن أو زميله في العمل في أزمة أو مشكلة ولا يعرف عنه شيئا أو يقدم له معونة ونحن نريد أن نعيد الأِخْوة الإسلامية من جديد لنعيد مجدنا ونبنى بلادنا ونحرر أرضنا ونفوز برضى ربنا ويدخلنا الجنة التي عرفها لنا.
والأخوة في الإسلام رباط إيماني قوى يقوم على منهج الله وينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بحبل الله وطريق النبي- صلى الله عليه آله وسلم- فقد أمرنا الله بها فقال: ? وِاعúتِصمْواú بحِبúل الله جِميعٍا وِلاِ تِفِرِقْواú وِاذúكْرْواú نعúمِةِ الله عِلِيúكْمú إذú كْنتْمú أِعúدِاء فِأِلِفِ بِيúنِ قْلْوبكْمú فِأِصúبِحúتْم بنعúمِته إخúوِانٍا ? [آل عمران: 103 ] وربطها بالإيمان فقال: ? إنِمِا الúمْؤúمنْونِ إخúوِةَ ? [الحجرات: 10]
قال: قال رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ-: «لِا تِدúخْلْونِ الúجِنِةِ حِتِى تْؤúمنْوا وِلِا تْؤúمنْوا حِتِى تِحِابْوا أِوِلِا أِدْلْكْمú عِلِى شِيúءُ إذِا فِعِلúتْمْوهْ تِحِابِبúتْمú أِفúشْوا السِلِامِ بِيúنِكْمú».
وهي من ركائز بناء الدولة الإسلامية لذلك أول ما فعله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم – مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار وكان أحدهم يعرض على أخيه نصف ماله وإحدى زوجتيه فيأبى ويقول بارك الله لك في مالك وأهلك كما حدث بين سعد بن الربيع وعبدالرحمن بن عوف رضوان الله عليهم أجمعين.
والأخوة تعطي قدرة على التغلب على المادة: وسيادتها في العلاقات الإنسانية الأمر الذي يتطلب أن تجود معه روح الأخوة في الله فهي الوقود الدافع لسفينة العمل الإسلامي وهو حائط الصد الأول أمام التحديات التي تواجهها.
وبالأخوة يفرج الله كربك ويستر عليك: كما جاء عن عِبúدِ اللِه بúنِ عْمِرِ- رِضيِ اللِهْ عِنúهْمِا- قال: أِنِ رِسْولِ اللِه -صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ- قِالِ: « الúمْسúلمْ أِخْو الúمْسúلم لِا يِظúلمْهْ وِلِا يْسúلمْهْ وِمِنú كِانِ في حِاجِة أِخيه كِانِ اللِهْ في حِاجِته وِمِنú فِرِجِ عِنú مْسúلمُ كْرúبِةٍ فِرِجِ اللِهْ عِنúهْ كْرúبِةٍ منú كْرْبِات يِوúم الúقيِامِة وِمِنú سِتِرِ مْسúلمٍا سِتِرِهْ اللِهْ يِوúمِ الúقيِامِة».
وخير مكاسب الدنيا الأخوة الصادقة لأنه يعينك على كل شيء مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى ولن تستطيع يد أن تصفق منفردة والإنسان إذا أصابه جرح قال: أخ وقديما قالوا: لا بد من أخُ لك يواسيك أو يعطيك أو يتوجع.
وبالأخوة تذوق حلاوة الإيمان كما قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
وبالأخوة نستظل تحت عرش الرحمن: كما جاء عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه -أن رسول الله – صلى الله عليه آله وسلم – قال: «إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانتهم من الله ـ قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم ¿قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ? ِألِا إنِ أِوúليِاءِ اللِه لِا خِوúفَ عِلِيúهمú وِلِا هْمú يِحúزِنْونِ * الِذينِ آِمِنْوا وِكِانْوا يِتِقْونِ ? [يونس: 62-63].
وبالأخوة ننال المحبة الإلهية كما جاء عن رب العزة في حديثه القدسي: «وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في «.
متطلبات الأخوة:
لكن الأخوة ليست شعارا يرفع ولا كلمات تردد ولكنها عمل وفعل وتطبيق وهى نظام حياة وتعاون وتكامل وتكافل وهى منحة من الله لا يعطيها إلا المخلصين من عباده والأصفياء والأتقياء من أوليائه وجنده وحزبه ولها متطلبات كما قال الشاعر عن الأخوة الحقيقية:
إن أخاك الحق من كان معك
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك
شتت فيك شمله ليجمعك
وجاء فيها عِنú أِبي هْرِيúرِةِ رضي الله عنه أِنِ رِسْولِ اللِه صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ قِالِ: حِقْ الúمْسúلم عِلِى الúمْسúلم ستَ قيلِ مِا هْنِ يِا رِسْولِ اللِه قِالِ إذِا لِقيتِهْ فِسِلمú عِلِيúه وِإذِا دِعِاكِ فِأِجبúهْ وِإذِا اسúتِنúصِحِكِ فِانúصِحú لِهْ وِإذِا عِطِسِ فِحِمدِ اللِهِ فِسِمتúهْ وِإذِا مِرضِ فِعْدúهْ وِإذِا مِاتِ فِاتِبعúهْ».
ومن هذه المتطلبات:
– سلامة الصدر ومعناها: أن نقبل كل ما يبدر من الآخرين دون حقد أو ضغينة أو سوء نية ونحمل تصرفاتهم على معانيها الحسنة.
كما جاء عن أِبي هْرِيúرِةِ – رضي الله عنه- قِالِ: قِالِ رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وآله وِسِلِمِ -: « إيِاكْمú وِالظِنِ فِإنِ الظِنِ أِكúذِبْ الúحِديث وِلِا تِحِسِسْوا وِلِا تِجِسِسْوا وِلِا تِبِاغِضْوا وِلِا تِدِابِرْوا وِكْونْوا عبِادِ اللِه إخúوِانٍا».
– معرفة الفضل لأهله كما قال تعالى: ?وِلِا تِنúسِوْا الúفِضúلِ بِيúنِكْمú إنِ اللِهِ بمِا تِعúمِلْونِ بِصيرَ? .[البقرة: 237].
– المصارحة والمكاشفة: فقد روي عن أِبْي الúهِيúثِم بن التِيúهِان – رضي الله عنه – قِالِ: يِا رِسْولِ اللِه إنِ بِيúنِنِا وِبِيúنِ قِوúمُ حبِالا وِإنِا لِقِاطعْوهِا فِهِلú عِسِيúتِ إنú أِظúهِرِكِ اللِهْ أِنú تِرúجعِ إلِى قِوúمكِ وِتِدِعِنِا¿ فِقِالِ رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ-: “بِل الدِمْ الدِمْ وِالúهِدúمْ الúهِدúمْ أِنِا منúكْمú وِأِنúتْمú مني أْسِالمْ مِنú سِالِمúتْمú وِأْحِاربْ مِنú حِارِبúتْمú».
– تخبره بأنك تحبه في الله كما جاء عِنú أِنِسُ -رضي الله عنه- قِالِ: مِرِ رِجْلَ بالنِبي – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ- وِعنúدِ النِبيِ – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ – رِجْلَ جِالسَ فِقِالِ الرِجْلْ وِاللِه يِا رِسْولِ اللِه إني لِأْحبْ هِذِا في اللِه فِقِالِ رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وآله وِسِلِمِ – أِخúبِرúتِهْ بذِلكِ قِالِ لِا قِالِ قْمú فِأِخúبرúهْ تِثúبْتú الúمِوِدِةْ بِيúنِكْمِا فِقِامِ إلِيúه فِأِخúبِرِهْ فِقِالِ أِني أْحبْكِ في اللِه أِوú قِالِ أْحبْكِ للِه فِقِالِ الرِجْلْ أِحِبِكِ الِذي أِحúبِبúتِني فيه».
– قضاء حاجته: كما عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال – صلى الله عليه وآله وسلم-: و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد [يعني مسجد المدينة] شهراٍ «.
– التسامح والتراحم: كما قال تعالى: ? فِبمِا رِحúمِةُ منِ اللِه لنúتِ لِهْمú وِلِوú كْنúتِ فِظٍا غِليظِ الúقِلúب لِانúفِضْوا منú حِوúلكِ فِاعúفْ عِنúهْمú وِاسúتِغúفرú لِهْمú وِشِاورúهْمú في الúأِمúر فِإذِا عِزِمúتِ فِتِوِكِلú عِلِى اللِه إنِ اللِهِ يْحبْ الúمْتِوِكلينِ ? [آل عمران: 159].
– النصيحة بالحسنى: كما قال تعالى: ?وِالúعِصúر * إنِ الúإنúسِانِ لِفي خْسúرُ * إلِا الِذينِ آِمِنْوا وِعِملْوا الصِالحِات وِتِوِاصِوúا بالúحِق وِتِوِاصِوúا بالصِبúر?.
– المجاملة والهدية: عِنú أِبي هْرِيúرِةِ – رضى الله عنه – قِالِ: قِالِ رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ-: « تهادوا تحابوا».
– الدعاء له: فعن أبى الدرداء- رضى الله عنه -قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -يقول: « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل «.
– الزيارة كما جاء عِنú أِبي هْرِيúرِةِ – رضى الله عنه – قال: قال رِسْولْ اللِه – صِلِى اللِهْ عِلِيúه وآله وِسِلِمِ-: « أِنِ رِجْلٍا زِارِ أِخٍا لِهْ في قِرúيِةُ أْخúرِى فِأِرúصِدِ اللِهْ لِهْ عِلِى مِدúرِجِته مِلِكٍا فِلِمِا أِتِى عِلِيúه قِالِ أِيúنِ تْريدْ قِالِ أْريدْ أِخٍا لي في هِذه الúقِرúيِة قِالِ هِلú لِكِ عِلِيúه منú نعúمِةُ تِرْدهِا قِالِ لِا غِيúرِ أِني أِحúبِبúتْهْ في اللِه عِزِ وِجِلِ قِالِ فِإني رِسْولْ اللِه إلِيúكِ بأِنِ اللِهِ قِدú أِحِبِكِ كِمِا أِحúبِبúتِهْ فيه أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم «.

قد يعجبك ايضا