المسرح كان يعاني من سوء التغذية واليوم مات جوعا !!

 لا يوجد مسرح قومي يمني  فنحن لا زلنا ضيوف  المركز الثقافي !!

مدير الإنتاج السينمائي في المؤسسة العامة للمسرح والسينما الفنان والمؤلف إبراهيم محمد الزبلي, مبدع أثبت نفسه بقوة في الدراما اليمنية وخشبة المسرح ما بين التمثيل والتأليف والإخراج , وقدم أعمالا فنية حققت جوائز عالمية , تحدث لفنون الثورة عن معوقات الدراما والمسرح اليمني وسبب احتكار الأعمال الفنية الموسمية, وغياب القامات الفنية ودور وزارة الثقافة المهمش لواقع الفنان اليمني .. فإلى الحصيلة:

* من هو الفنان إبراهيم الزبلي ¿
– إبراهيم محمد مقبل الزبلي ولدت في السابع من نوفمبر 1979م- في صنعاء وأصولي تمتد إلى عنس- عقبة الزبل بني عز الدين-مدينة ذمار .. ولدت وترعرعت في صنعاء القديمة أكملت دراستي في صنعاء وخلالها وبعد وفاة والدي رحمه الله.. توظفت في قناة التلفزيون الأرضية عام 1995م- في قسم الاستقبال وثم انتقلت إلى إدارة الأخبار بعد إنشاء الفضائية اليمنية تلميذ بصف الأستاذ الرائع/عبدالله الحرازي.. مدير عام الأخبار- حيث كنت اقسم أوقاتي ما بين الدراسة وعملي الإداري في الفضائية ومشاركاتي في المسرح والدراما..
تخرجت بعدها من كلية التجارة-إدارة أعمال- جامعة صنعاء 2007م ثم تم استدعائي من قبل الأستاذ / صفوة الغشم رئيس مجلس إدارة- المؤسسة العامة للمسرح والسينما- وزارة الثقافة- بتكليفي القيام بعمل مدير إدارة الإنتاج السينمائي في المؤسسة العامة للمسرح والسينما- سنة 2010م- ..
تزوجت في  18 / 6 / 2014م وأنا الآن بانتظار مولود إن شاء الله تعالى..
 المشوار الفني
* هل لكم أن تحدثونا عن بداياتكم الفنية ¿
– بالنسبة لبدايتي الفنية فقد كانت في مدرستي الأساسية في البيت مع قائدي وأبي العظيم الشاعر والملحن المؤلف والمخرج/محمد مقبل الزبلي – رحمه الله – الذي كان أيضاٍ سيناريست وممثلاٍ تلفزيونياٍ وعازف 4آلات موسيقية..كان المعلم والآلة والإحساس والمرجع الذي تعلمت منه بأن الإنسان هو الفنان..كان فعلاٍ يستحق لقب المناضل الإعلامي كما لقب بعد رحيله , علمني أيضاٍ العزف على الاؤكورديون والاورق وأخي الأصغر أيمن العود والجيتار.. إلا أن أخي لم يحالفه الحظ في المجال الفني وخاض مجالاٍ آخر… ثم زاولت ما تعلمته منه في المدرسة التعليمية ثم احترفت عليها في المسرح والتلفزيون وكذلك السينما..
ولا أنسى مدرستي التلفزيونية الأستاذ العزيز المخرج / عبد العزيز الحرازي الذي كان له الدور الرئيسي لتقديمي لشاشة التلفزيون في اختياري لأول ظهور تلفزيوني لي , وكان معه في مسلسل كوميدي باسم ( ناشر وشطة ) , وكذلك أحب الناس إلى قلبي رجل المسرح العملاق المخرج  د / محمد الرخم- الذي كان الأكاديمية المسرحية التي تبنت صقل إمكانياتي ومداركي وتركيزي لاحترافي  بالوقوف والظهور على خشبة المسرح وكان أول عمل قدمته معه مسرحية / المحكوم عليه بالإعدام- من أجرأ وأجمل المسرحيات التي قدمتها لجمهور المسرح..
 غياب المسرح
* كيف تقيمون دور المسرح اليمني في تفاعله وتوعيته مع مختلف القضايا الوطنية والمجتمعية الطارئة ¿
– دور المسرح اليمني لم يفعل خلال الثلاثة العقود الماضية التي حضرتها داخله.. والسبب الرئيسي هو أن لا يكون مصدر قلق أو صداع للقائمين على النظام والمتحكمين بتأطير الوعي والثقافة  لكن إذا فندنا دور المسرح في السابق فقد كان يعاني من سوء التغذية والآن أصبح  (ميت من الجوع)..
معوقات الانطلاق
* وما هي الصعوبات والعوائق ¿
– الصعوبات كثيرة جداٍ إن طرحناها بالكامل فقد لا تكفي صفحات العدد بالكامل ..لكن المأساة الحقيقية أنه لا يوجد مسرح قومي يمني من الأساس فنحن لا زلنا ضيوفاٍ في المركز الثقافي اليمني ولا يوجد لدينا مسرح قومي.. لا يوجد حتى معهد للتمثيل والفنون المسرحية.. أدى ذلك إلى خلط الحابل بالنابل وأصبحت خشبة المسرح (دعاسة) للداخل والخارج , ليتم من خلال ذلك سحق القامات في المسرح بالدخلاء المفرخين لتسخيف وإرخاص هذه المهنة.. باختصار المسرح اليمني يعاني من قلة الاحترام من النظام والجهة القائمة عليه مما انعكس ذلك سلباٍ على فقدان الاحترام بين المجتمع والمسرح ليصل أولئك إلى غايتهم..!
واقع مهمش
* في زاوية ليست ببعيدة .. واقع الفنان اليمني اليوم .. كيف تقرأونه ¿
– الواقع.. إن الفنان مثله مثل الصحفي وكثير من المبدعين الذين يعملون بلا مهنية ولا زالوا حتى الآن يعملون بتبعية..أما وزارة الثقافة فقد أعلنت من سابق قمع الفنان من قبل النظام على لسان د/خالد الرويشان-وزير الثقافة_رعاه الله. وآخر إعلان كان على لسان د/ أروى عثمان –وزير الثقافة الحالي إلى أن يكون الأسبق وذلك في اجتماع خاص بالممثلين..
أعمال ركيكة
* ولكن ألا ترى أن الأعمال الفنية لازالت تعاني من الركاكة ¿
– مجتمعنا متعطش للأعمال الدرامية والكوميدية  وهذا ما التمسناه من خلال الاحتكاك بمجتمعنا في الداخل والخارج لكن لا زالت هناك ركاكة في كتابة الرواية والسيناريست وقوة الطرح فيما يعانيه المجتمع من ويلات ومحن فنحن فعلاٍ ينقصنا كتاب وروائيون محترفون.
غياب الميزانية
* وما سبب تأخر الدراما اليمنية عن مثيلاتها ¿
– السبب ما ذكرناه مسبقاٍ إضافة إلى عدم تخصيص ميزانية طوال العام للأعمال الفنية إلا آخر العام وتكاد تكون ضئيلة ومع ذلك تظل خاضعة للنهب والسلب كباقي المخصصات الحكومية.. وأتمنى راجياٍ أن توجهوا هذا السؤال إلى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.
قامات فنية
* إلى ماذا ترجع سبب غياب القامات الفنية عن دور الدراما والمسرح ¿
– بالنسبة لغياب بعض القامات عن التلفزيون فهو ناتج عن قلة الأعمال  والأهم من ذلك هو اعتقال لائحة أجور الممثلين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وعدم إقرارها كي يتسنى لهم التلاعب بأجور الممثلين وإرخاص أجورهم وهذا ما يجعل قامات الممثلين الكبار يرفضون الأجور الرخيصة وعدم الانجرار وراء عروض المنتجين المتلاعبين بأجور الممثلين بالمشاركة مع إدارة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون التي لم تقر لائحة أجور الممثلين حتى الأن , علماٍ أن إدارة الشئون القانونية بوزارة الثقافة قد أعدت لائحة الأجور بما يتوافق ويتماشى مع الميزانيات التي تقرها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للأعمال الدرامية.. ويبقى السؤال.. لماذا لم يتم إقرار لائحة أجور الممثلين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ¿¿¿
أبرز الأعمال
* ما هي أبرز الأعمال الفنية التي قدمتموها ¿
– من المسلسلات التلفزيونية (ناشر وطشة) 1/2— عودة مهاجر ــــ قناديل الحروف ـــ رماد الشوك ــــ شاهد عيان ــــ عندما تبتسم الأحزان ــــ أشواق وأشواك ــــ قبل الفوات ـــ فضيلة ـــ الفريق 1/2/3م
والأعمال المسرحية المحكوم عليه بالإعدام ـــ ما في الجبة إلا الجحش ـــ ذلك الشهيد أبي ـــ رحلة رجل نبيل.. تمثيل /واخراج ــــ البريئة.
وعمل سينما باسم: سوء فهم ــ انجليزي/عربي.. والذي حاز على المرتبة الثانية في مسابقة زوم البريطانية من بين أكثر من ستمائة فيلم على مستوى الشرق الأوسط..
التراجيديا
* أين يجد الفنان إبراهيم نفسه ¿
– أجد نفسي بالقرب من مجتمعي اليمني الأصيل وأشعر بالضياع بعيداٍ عنه وأحب أن أقدمه  بأجمل صورة وقريباٍ إلى الدراما التراجيدية لكن هذا لا يجعلني بعيداٍ عن الكوميديا.
التثقيف والتنوير
* كلمة أخيرة لكم ¿ 
– أتقدم باسمي وزملائي بتعزية يمننا الغالي على الجرائم البشعة وغير الإنسانية  التي لا تمت للدين بصلة وإلى أسر الشهداء الأبرياء أن يعصم الله قلوبهم بالصبر وإلى جميع أبناء مجتمعنا اليمني المكافح في الداخل والخارج بفائق العرفان والشكر  وأتمنى أن نقدم هذا المجتمع الرائع بما يستحق وأن نمثله أمام باقي المجتمعات بأحسن صورة وارجوا من القائمين على المسرح والأعمال الفنية والدرامية أن يدركوا مدى أهمية تنشيط هذا المجال الذي يبصر ويحاكي أنين وآهات المجتمع وتأهيل إمكانياته على معالجة القضايا والمشاكل التي يعانيها المجتمع.. (بالتوعية والتبصير نستطيع تثقيف وتنوير مجتمعنا),,,

قد يعجبك ايضا