رمضان شهر الانتهال من تعاليم القرآن والاحتكام لنهجه

(شهر رمضان الذöي أنزöل فöيهö القرآن هدى لöلناسö وبيöنات مöن الهدى والفرقانö) أقبل هذا الشهر الكريم بحلته الإيمانية والقرآنية التي تمتلىء بمجالس الذكر ودور العلم والمساجد بحلقات القرآن ترتيلا وتفسيرا وحفظا وتجويدا هم أهل الله وخاصته وهم من غنموا هذا الشهر وظفروا بجنانه وفضائله.

الحافظ محمد العماد – ختم المصحف منذ عامين يقول: ما إن بدأت أيام شهر رمضان المبارك أتفقنا أنا وزملائي باستغلال أوقاته فيما ينفع ويفيد ووجدناه فرصة سانحة لمراجعة السور والآيات القرآنية تجويدا وحفظا كحلقات قرآنية في مسجد الشائف عقب صلاة الظهر حتى صلاة العصر وختم خمسة أجزاء يوميا محتسبين الأجر والمثوبة من الله في شهر تتضاعف فيه الحسنات وامتثالا لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :»من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وامتثالا في صحابة رسولنا الكريم حيث يقومون الليل في رمضان بالمئين أي بالسور الطويلة التي فيها آية أو تزيد حتى كانوا يستندون على العصي من طول القيام وكانوا يبتدرون سواري المسجد وما ينصرفون من القيام إلا قدر ما يأكلون أكلة السحر,وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يرى الناس أوزاعا يصلون متفرقين فجمعهم على أقرئهم أبي بن كعب رضي الله عنه فصلوا خلفه صلاة التراويح وكان يقرأ بهم قراءة طويلة – رضوان الله عليه.
وكذلك كان إمامنا مالك – رحمه الله – إذا دخل رمضان غلق كتب العلم كتب الحديث والفقه وغيرها لا يشتغل إلا بالقرآن , وكان الإمام محمد بن شهاب الزهري – رحمه الله – إذا دخل رمضان قال انما هما خصلتان قراءة القرآن وإطعام الطعام ولا يشتغل بغيرهما وكذلك إمنا عائشة رضي الله عنها كانت تقدم غلامها زكوان ليصلي بهم من المصحف .. والإمام الشافعي – رحمه الله – ذكر عنه الإمام الذهبي بأنه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة .. وبعض الناس يستغرب يقول: كيف هذا¿ نقول: نعم ما كانوا يشتغلون بشيء سواء القرآن ما كانوا يدخلون الأسواق وما كانوا يلغون ولا كانوا يلهون ولا كانوا يلعبون ولا كانوا يغتابون.
الاستزادة من أحكامه
من جهته يقول الحافظ عبدالكريم السري: هذا هو شهر القرآن والذكر الشهر الذي تنزل فيه آيات الذكر الحكيم ولهذا جعلناه فرصة لقراءة القرآن وتفسير آياته  والاستزادة من أحكامه وتعاليمه فذلك أعظم عمل في هذه الشهر الفضيل.
وجميعنا يعلم حديث أبي ذر رضي الله عنه حيث يقول : قلت يا رسول الله أوصني, قال: عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله, قلت يا رسول الله زدني, قال : عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء¿ وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم تلا :(فمنö اتبع هداي فلا يضöل ولا يشقى).
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
مراتب عليا
فيما ابتدأت الحافظة أماني الحيدري قولها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «اقرأوا القرآن فإنه  يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه , وإنه يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها « وقوله :
«إن لله أهلين من الناس, قالوا يارسول الله من هم: قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ويكفينا شرف قوله تعالى :»إنا أنزلناه في ليلة مباركة « .. كل تلك الآيات والأحاديث النبوي الشريف  دليل على عظمة وأهمية قراءة القرآن في الشهر الذي أنزل فيه فبالقرآن يرفع الله أقواما ويضع به آخرين والذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ومن عظيم الفائدة أن بالقرآن ننال الشفاعة حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه).
وختمت حديثها بالقول: فليكن هذا الشهر شهر إنابة ومحطة للاستزادة من نهل تعاليم القرآن الكريم فيه ننال أعلى درجات  الجنان وفيه منجا ومخلص للأمة من مشاكلها وأزماتها وقضاياها.

قد يعجبك ايضا