الصوم منهج إلهي يعود النفس على التقوى ويحيي المشاعر والضمير

إن التقوى تتجلى بأسمى معانيها في رمضان فهناك ارتباط وعلاقة وثيقة بينها وبين الصيام حيث أنها تهيئ النفوس وتعدها لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي تقوم العبادة فيه على مبدأ من السرية بين العبد وربه مما يعودها على تقوى الله سبحانه في السر والعلن فلا رقيب ولا حسيب إلا الله سبحانه فعبادة الصوم منهج إلهي يعود النفس على التقوى ويحيي المشاعر والضمير.
وفي ظل الحرب التي يعيشها وطننا الحبيب جاءتنا الفرصة بحلول هذا الشهر الفضيل علينا فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: “ومن يتقي الله يجعل له مخرجا” وشهر رمضان هو شهر التقوى يقول الله عز وجل: “يا أيها الذöين آمنوا كتöب عليكم الصöيام كما كتöب على الذöين مöن قبلöكم لعلكم تتقون” فبتحقيقنا لغرض الصيام وهو التقوى سيكشف الله عنا ما أهمنا ويجعل لنا مخرجا وفرجا قريبا غير بعيد. حول هذا الموضوع التقينا فضيلة الشيخ إبراهيم محمد عبدالكريم إمام وخطيب جامع الرحمن فإلى التفاصيل.

– البداية فضيلة الشيخ مع قول الله تعالى: { يا أيها الذöين آمنوا كتöب عليكم الصöيام كما كتöب على الذöين مöن قبلöكم لعلكم تتقون} [البقرة:183] هل فرض الصيام لغرض التقوى¿
لا شك أن هذه الآية الكريمة تدل على أن الحكمة والغاية والهدف والغرض من فرض الصيام هو تحقيق التقوى وهذه هي الحكمة من فرض كل الطاعات والعبادات فالله سبحانه وتعالى غني عن طاعتنا لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية وإنما أراد المولى جل وعلا أن يطهر قلوبنا ويزكي نفوسنا بهذه الطاعات والعبادات قال عز وجل في شأن الصلاة “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وفي شأن الزكاة “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” وفي شأن الحج “فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتحسقون يا أولي الألباب” وفي شأن الأضحية “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم” وهكذا في سائر العبادات.
– ما هي التقوى المشار إليها في الآية السابقة¿
التقوى كما عرفها العلماء أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية وذلك بأن تأتمر بأوامر الله وتنتهي عن نواهيه.
– ما العلاقة بين الصيام والتقوى¿
العلاقة وثيقة جدا حيث أن الصيام من أعظم العوامل المساعدة على التقوى لأن الشيطان الذي يوسوس للإنسان بالمعاصي يجري من ابن آدم مجرى الدم والصيام يضيق عليه هذه المجاري ولذلك جاء في الحديث: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) يعني وقاية تعيق من الوقوع في المعصية.
– وكيف يمكننا أن نتحلى بهذا الخلق العظيم من خلال الصيام¿
علينا أن نستشعر كل هذه المعاني التي ذكرت آنفا وندرك أن قبول الصيام متعلق ومرتبط بتحقيق الحكمة والغاية منه وهي تقوى الله سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
– التقوى هي أحد عوامل الخروج من المحن ونحن في ظل الظروف التي تعيشها بلادنا الحبيبة محتاجون لها. هل من كلمة حول هذا الموضوع¿
إذا كان الإنسان يصوم في رمضان في نهاره عن ما أباحه الله له من الأكل والشرب والجماع –في غير نهار رمضان- فمن باب الأولى أن يصوم عما حرمه الله من الغيبة والنميمة وأكل أموال الناس بالباطل وأعظم من ذلك دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل من شهر رمضان سببا لحقن دماء المسلمين في كل مكان ومصلحا لأحوالهم.

قد يعجبك ايضا