العلامة الشهاري لـ”الثورة” :

في ظل العدوان.. الأخوة والتعاون سمات يجسدها اليمنيون

■ السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية الرفيعة

■ إدخال السرور إلى قلوب المحتاجين فيه أجر وتوفيق دنيوي

ونحن نعيش حصارا بريا وبحريا وجويا وفي ظل تردي الأوضاع الإنسانية وتجاهل الأمم المتحدة حقوق الإنسان واستكبار آل سعود, نجد المواطن اليمني يذوق أشد أنواع المرارة وأقساها مع انعدام أبسط مقومات الحياة من دواء وماء وكهرباء ناهيك عن غلاء المواد الغذائية في هذا الوضع المزري , ما يجب على المسلم نحو أخيه المسلم وما الإثم على من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم.
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على العلامة محمد أحمد الشهاري .. فكانت حصيلة اللقاء في ما يلي:

في البداية استهل العلامة الشهاري حديثه بقوله :جميل أن تدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعدة, وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها و(خير الناس أنفعهم للناس” هكذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم… وكما في الحديث عندما تساعد إنسانا على قضاء حاجته وتفرج همه فإنه يشعر بالأخوة والمحبة, وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: “والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
وأضاف الشهاري بقوله : إن إدخال السرور في قلوب المحتاجين- وما أكثرهم هذه الأيام في ظل العدوان الغاشم على اليمن – يكون فيه الأجر من الله والتوفيق في الدنيا قبل الآخرة ..قال صلى الله عليه وسلم “إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرöج عنه غما, أو يقضي عنه دينا, أو يطعمه من جوع”.
وعن قبول الأعمال يقول الشهاري: فقط أخلص النية ستأتيك المثوبة من عند الله تعالى…ويروى أن ابن عباس- رضي الله عنه- كان معتكفا في المسجد النبوي فجاءه رجل يستعين به على حاجة له فخرج معه, فقالوا له كيف تخرج من المعتكف فقال: لأن أخرج في حاجة أخي خير لي من أن أعتكف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهرا كاملا.
داعيا الى الحرص على تقديم الخدمات لكل المتضررين والنازحين من أثر القصف, وحتى إن لم يكن صاحب الحاجة مقدرا لما تفعل فقط أخلص هذه المساعدة لله واظفر بالأجر العظيم عند الله عز وجل..
ويشير العلامة الشهاري إلى أن رسول الله ربى كل من حوله على التكاتف والتعاون فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف – أي أصبح خليفة – قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل. ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها :ما يصنع هذا الرجل عندك¿ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبعك¿
وأشار الشهاري إلى أن السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي نادى إليها الإسلام وحث المسلمين عليها, وجعلها من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به فقال في محكم تنزيله : ” وتعاونوا على البöرö والتقوى ولا تعاونوا على الإöثمö والعدوانö واتقوا الله إöن الله شدöيد العöقابö”سورة المائدة, فإن أردت أن يسهل الله قضاء حوائجك فأعن الناس على قضاء حوائجهم والجزاء من جنس العمل, ولقد سمعت حديثا بما معناه أن أسرع الناس مرورا على الصراط أناس تقضي حوائج الناس على أمر دينهم , وهو من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة فيه كما قال الله تعالى: ” فاستبقوا الخيرات ” ولا يقتصر السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي فقط ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم والنفع بالرأي والنفع بالنصيحة والنفع بالمشورة والنفع بالجاه والنفع بالسلطان .
ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحا للخير والإحسان, عن سهلö بن سعد عن النبöيö صلى الله عليهö وسلم قال: “عöند اللهö خزائöن الخيرö والشرö مفاتöيحها الرöجال فطوبى لöمن جعله مöفتاحا لöلخيرö ومöغلاقا لöلشرö وويل لöمن جعله مöفتاحا لöلشرö ومöغلاقا لöلخيرö” .
واختتم الشهاري حديثه بقوله: القلوب الهلعة لا يسكنها الإيمان ولا إيمان لمن بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم وما نقص مال من صدقة وليعلم الجميع أن فعل الخير يطفئ غضب الرب.

قد يعجبك ايضا