تفجير المساجد ..انتهاك للحرمات وامتهان للشعائر

مسؤولية العلماء الابتعاد عن الخطابات التحريضية والاتسام بمبدأ الوسطية والاعتدال

في ظاهرة غريبة من نوعها تظهر مدى الاٍجرام والانتهاك لحرمات الله وشعائره والاستعانة بحرمة المقدسات وحرمة الآمنين ودماء المسلمين ودور العبادة المتشخصة بتفجير بيوت الله وإزهاق دم الأبرياء بحجج ما أنزل بها من سلطان وتداعيات تجر لوائح العداء والانتقام والفتنة وتفكك النسيج المجتمعي وتجر الأمة إلى مزيد من الاقتتال والدمار باسم الاسلام .. والعياذ بالله أن يكون هؤلاء الغارقون بحرمات تلك الدماء هم من أبناء دين الرحمة والوسطية والاعتدال.

لم تطو بعد صفحة الاعتداء على جامعي الحشوش وبدر بصنعاء وما خلفته من مئات الضحايا والقتلى في فاجعة اهتزت لها ضمائر البشرية والإنسانية حتى باغت أعداء الدين الآمنين العابدين في بيوت الله في جمعة أخرى دامية باستهدافهم جامعي الصياح والإحسان بصنعاء وبنفس توقيت صلاة الجمعة بجامع القطيف لنعدد أماكن الإجرام والمأساة واحدة .. وبهذا الصدد جاءت صيحات ودعوات العلماء والدعاة ساخطة ومستنكرة لهذه الأعمال الإرهابية التي تنذر بكارثة دموية تعصف بأبناء الإسلام.

غضب الله
حيث أوضح العلامة عبدالرحمن السوادي: إن من غاصت يده في تلك الاعتداءات وكل من بارك وشجع بانتهاك مساجد الله وإزهاق دم الأبرياء فيها فقد باء بغضب من الله ولعنة واعد له عذابا عظيماٍ فدين الله دين رحمة لا دين إرهاب دين حكمة لا اقتتال وسفك دماء دين موعظة لا دين فتنة واقصاء فبأي حق يدمر هؤلاء بيوت الله وفي اي شرع يبيح لهم سفك دماء المصلين وهم في دور عبادتهم لا يحملون سلاحاٍ ولا عداءٍ ولا يجيشون جيشاٍ بل أتوا ملبين نداء الله في صلواتهم فأي قلوب يحملها هؤلاء المجرمون وهم يتلذذون بقتل قارئ القرآن والشيخ والعابد والطفل والمسن إنها والله لمأساة وجريمة شنعاء بحق الدين والقانون والاعراف الدولية.

عقوبات الاعتداء
وأضاف مستشهداٍ بقوله تعالى (وِمِن يِقúتْلú مْؤúمنٍا مْتِعِمدٍا فِجِزِآؤْهْ جِهِنِمْ خِالدٍا فيهِا وِغِضبِ اللهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِابٍا عِظيمٍا) وقوله تعالى (منú أِجúل ذِلكِ كِتِبúنِا عِلِى بِني إسúرِائيلِ أِنِهْ مِن قِتِلِ نِفúسٍا بغِيúر نِفúسُ أِوú فِسِادُ في الأِرúض فِكِأِنِمِا قِتِلِ النِاسِ جِميعٍا وِمِنú أِحúيِاهِا فِكِأِنِمِا أِحúيِا النِاسِ جِميعٍا) وقوله صلى الله عليه  وآله وصبحه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) وفي جرم وعقوبة المعتدي على مساجد وبيوت الله يقول المولى عز وجل (وِمِنú أِظúلِمْ ممِن مِنِعِ مِسِاجدِ الله أِن يْذúكِرِ فيهِا اسúمْهْ وِسِعِى في خِرِابهِا أْوúلِئكِ مِا كِانِ لِهْمú أِن يِدúخْلْوهِا إلاِ خِآئفينِ لهْمú في الدْنúيِا خزúيَ وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيم).

حرمات الله
فيما استهل العلامة مصطفى الريمي حديثه بقوله تعالى (إنِمِا يِعúمْرْ مِسِاجدِ الله مِنú آمِنِ بالله وِالúيِوúم الآخر وِأِقِامِ الصِلاِةِ وِآتِى الزِكِاةِ وِلِمú يِخúشِ إلاِ اللهِ فِعِسِى أْوúلِئكِ أِن يِكْونْواú منِ الúمْهúتِدينِ).
وأضاف: لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يسفك دماٍ حراماٍ وأما مانشاهده اليوم من اعتداءات غاشمة على بيوت الله وتعد على محارمه وسفك دماء أهل الله وخاصة له من أعظم درجات الظلم والبهتان فأي عقيدة تشرع الاعتداء على الناس وفي دور عبادتهم وإذا كان النبي الأعظم وهو في حالة غزو هو وأصحابه كان يوصيهم بأن لا يعتدوا على عابد في صومعته ولا شجر ولا يقتلوا طفلاٍ ولا امرأة وأما واقعنا اليوم فقد تجاوز كل التعاليم الإسلامية السمحاء واعتدى عليها وخالف نهجها وصارت دور العبادة والمساجد هدفاٍ لكل معتدُ ولكل هواءُ خالف قول الحق ويا سبحانه الله كيف تبرر تلك الجرائم من قبل مرتكبيها وباسم الدين وكأنه نوع من أنواع الجهاد يتباهون به ولهؤلاء نقول لهم أن الجهاد شرع لأعداء الاسلام وللمعتدين على حرمات الدين ومقدساته أما هوى الضحايا هم اخوانكم من أبناء جلدتكم لهم حق عليكم في الدين والشرع فبأي حق تزهقون أرواحهم وبأي حق تهدمون مساجد الله وتعتدون عليها ومهما كان الخلاف فردوه إلى الله ورسوله إلى كتاب الله وسنة نبيه هما الفاصل وهما الحق أن يتبع (إنِمِا الúمْؤúمنْونِ إخúوِةَ فِأِصúلحْوا بِيúنِ أِخِوِيúكْمú وِاتِقْوا اللِهِ لِعِلِكْمú تْرúحِمْونِ) وقوله تعالى (وِالِذينِ جِاؤْوا من بِعúدهمú يِقْولْونِ رِبِنِا اغúفرú لِنِا وِلإخúوِاننِا الِذينِ سِبِقْونِا بالúإيمِان وِلِا تِجúعِلú في قْلْوبنِا غلٍا للِذينِ آمِنْوا رِبِنِا إنِكِ رِؤْوفَ رِحيمَ).

أعداء الأمة
من جهتها دعت الداعية إيمان العلفي – جامعة القرآن الكريم وعلومه- إلى ضرورة التوعية الإعلامية والتربوية والمجتمعية بخطورة الفكر الضال أو المتطرف والمتشدد والدعوات التعصبية التي تبيح الاعتداء على حرمات الله بل وتجعلها نصراٍ مقدساٍ عل كل من خالفها في الرأي والنهج حتى سارت  ساحتنا الاسلامية حلبة للصراع والاقتتال والتكفير الأمر الذي يلبي أطماع أعداء هذه الأمة بجعل أبنائها في مربعات العنف والتطاحن والتضحيات والكراهية والاقصاء والنتيجة أن مساجد الله التي لم يعتد عليها أحد ولم يتجرأ على ذلك منذ قيام دولة الاسلام بل كانت ملاذاٍ أمن اٍوآماناٍ للاجئين والهاربين من الحروب والنزاعات صارت اليوم في مرمى التنكيل والهدم والتخريب ولم يأمن لها المسلم على نفسه وحاله ففقيها يقتل ويْرعب ويجرح وتهدم على رأسه وترتكب فيها أبشع صنوف الجرائم والمجازر بحق الأبرياء والمستضعفين الذين سالت دماؤهم الطاهرة على أطهر بقاع الأرض لتكون شاهدة يوم القيامة على غطرسة أولئك المجرمون.

رسالة محبة
ومضت تقول: هي رسالة مدوية يجب أن يطلقها علماء هذه الأمة ودعاتها وخطباؤها في حرمة ما يجري من تطاول على حدود الله والابتعاد عن خطابات التحريض والطعن في الآخرين أو الدعوة إلى العنف والاقتتال وأن يتسموا بالوسطية والاعتدال وتوحيد الصف والاخوة وإزالة النعرات الطائفية والمناطقية (ادúعْ إلى سِبيل رِبكِ بالúحكúمِة وِالúمِوúعظِة الúحِسِنِة) .. (وِجِادلúهْم بالِتي هيِ أِحúسِنْ) هذا هو نهجنا ونهج الدين الحنيف لا مجال بيننا للكراهية والغطرسة والاحتقار والانتقاص المنهي عنه ويكفينا في ذلك قوله تعالى (وِسِيِعúلِمْ الِذينِ ظِلِمْوا أِيِ مْنقِلِبُ يِنقِلبْونِ).

قد يعجبك ايضا