الدواعش يجنون على المسلمين في الولايات المتحدة الامريكية

 قال قادة مسلمون في الولايات المتحدة إن الإسلاموفوبيا تصاعدت خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م الإرهابية لكن وتيرتها زادت في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي.
ويقول بعض القادة المسلمين إن “هناك من لديهم أجندة واضحة لنشر الصورة النمطية عن الإسلام”.
ويعد حرق مسجد في ولاية تكساس (جنوبي الولايات المتحدة الامريكية) والمطويات التي توزع في شوارع مدينة بوسطن (عاصمة ولاية ماساتشوستس شرق) التي تطالب تنظيم “داعش ” بالاستسلام خلال 72 ساعة وإلا سيتم قتل المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة من بين الأمثلة على الحملات المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة.
ورغم وجود خطاب في الولايات المتحدة يستهدف المسلمين وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م لكن يبدو أن ظهور تنظيم داعش زاد من الضغط على المسلمين.
ورغم أن السياسيين ورجال الدين في الدول الإسلامية أدانوا التنظيم المتشدد الذي ينشط في سوريا والعراق لكن أكثر من ربع الأمريكيين ونحو نصف قساوسة البروتسانت (مذهب مسيحي) يقولون إن تنظيم “داعش” يقدم تمثيلا حقيقيا للمسلمين بحسب استطلاعين للرأي أجريا في وقت سابق العام الجاري عبر شركة “لايف واي” للأبحاث (غير حكومية).
ويرى معهد بروكينغز لاستطلاعات الرأي ومقره واشنطن بحسب استطلاع أجراه في فبراير أن “كراهية الأمريكيين للإسلام تصاعدت منذ ظهور داعش وأن 14% من الأمريكيين يرون أن التنظيم مدعوم من غالبية المسلمين حول العالم”.
وقال إبراهيم هوبر مدير الاتصالات بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” (منظمة إسلامية حقوقية أمريكية غير حكومية) إنه “حتى بعد 11 سبتمبر 2001م كانت هناك حسن نية بالنسبة للأمريكيين المسلمين ورغم أن المسلمين والمساجد قد تم مهاجمتهم إلا أن رد فعل أغلبية المواطنين الأمريكيين كان لصالح المسلمين ودعما لهم”.
وأضاف هوبر إنه “منذ ظهور داعش على الساحة ولسوء الحظ نحن نرى ارتفاع مشاعر العداء ضد المسلمين في مجتمعنا”.
وتابع قائلا: إن “التحيز ضد المسلمين لا يمكن إرجاعه فقط إلى داعش هناك صناعة دعائية منظمة للإسلاموفوبيا في أمريكا يتم تمويلها بملايين الدولارات وتحركها شبكات مثل “فوكس نيوز” ‘الإخبارية’ ومواقع الكراهية ‘لم يسمها’ على شبكة الإنترنت أي أنها ‘الحملات’ مصطنعة وهذا هو السبب في وقوع الحوادث كما رأينا في نيويورك. لأن من قام بالتخطيط للهجوم على المجتمع في نيويورك حصل على الفكرة من وسائل الإعلام اليمينية”.
ولم يتسن الحصول على تعليق من إدارة شبكة فوكس نيوز حول تلك الاتهامات.
وأشار هوبر إلى روبرت دوغارت (63 عاما) الذي اعتقل في أبريل للتخطيط لهجوم قاتل ضد مسجد ومدرسة في قرية إسلامية بولاية نيويورك باستخدام أسلحة ومتفجرات وساطور (سلاح أبيض).
وفي محادثات تليفونية مسجلة قال دوغارت وهو المرشح السابق للكونجرس بولاية تينيسي الذي اعترف بالمؤامرة في محكمة فيدرالية: إن خطته تتضمن السفر مع مليشيا صغيرة لتنفيذ الهجوم.
وأضاف: “سنحرق مبانيهم وإذا حاول أحد أن يضرنا بأي شكل فإن سلاحنا الناري سيرديه قتيلا من مسافة 350 ياردة فالمدفع الرشاش سيكون معي”.
وبحسب دراسة أجراها ترافيس ديكسون الاستاذ بجامعة كاليفورني فإن المسلمين ممثلون كإرهابيين في الإعلام الامريكي أكثر من تقارير المباحث الفيدرالية الأمريكية (اف بي أي).

وذكرت الدراسة أنها رصدت 146 حلقة من البرامج الإخبارية وركزت على الأخبار العاجلة التي تبثها القنوات الإخبارية وخدمات الكابل (القنوات ذات الدفع المسبق) بين عامي 2008م و2012م وأن الدراسة أظهرت أن تلك الأخبار العاجلة قالت إن 81% ممن وصفوا بالإرهابيين المحتملين هم مسلمين بينما ذكرت تقارير الـ “اف بي اي” إن 6% فقط من الإرهابيين المحتملين هم مسلمون.
ونعيم بييج رئيس الدائرة الإسلامية بأمريكا الشمالية (غير حكومية) اتفق مع هوبر في أن الظروف الآن مهيأة لكراهية الإسلام.
وقال: إن “هناك بعض الناس الذين لديهم أجندة واضحة جدا وهي خلق ونشر الصور النمطية عن الإسلام. إنهم يستخدمون وسائل الإعلام والإنترنت لتعزيز غرضهم وللأسف بعض الساسة الوطنيين يستمعون إلى ما يقولونه.”
وأرجع أسامة جمال رئيس المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية (غير حكومي) ارتفاع معدل الإسلاموفوبيا إلى تنامي أفراد وجماعات الجناح اليميني في أمريكا وأوروبا.
وأضاف جمال: إن “ظهورهم ‘اليمينيين’ في العالم الغربي أثر على المسلمين”.
وتابع قائلا إنه “تطور لا يساعد على تحقيق الانسجام والعلاقة الجيدة بين المجموعات الدينية المختلفة”.
وقال: إن “الصورة النمطية للمسلمين والإسلام مبنية على المعلومات الخاطئة والجهل وفي بعض الأحيان تتم عن قصد عندما تروج ادعاءات دون رغبة في الاستماع إلى الطرف الآخر”.
واعتبر القيادي الإسلامي أن الحل لمواجهة الإسلاموفوبيا هو “تعليم غير المسلمين الإسلام الصحيح والشكل الصحيح للمسلمين كبديل للصورة النمطية التي نشرها الإعلام”.
فيما قال هوبر: “إذا تعامل الناس مع المسلمين في حياتهم اليومية مع مدرسين مسلمين وسائقو حافلات مسلمين والمحصلين المسلمين في المحلات.. إذا تعرفوا على هؤلاء الناس في حياتهم اليومية فإن معدل التحيز سيقل”.
وأضاف: إن “كير” تشجع المساجد على “الانخراط بأنشطة أكبر في مجتمعاتها المحلية وتنظيم حملات توعية”.
والأسبوع الماضي شارك نحو 30 ألف شخص من بينهم غير مسلمين في المؤتمر السنوي للدائرة الإسلامية بأمريكا الشمالية (غير حكومية) في بالتيمور حيث ركز المؤتمر على إلقاء الضوء على الرسول الكريم محمد نبي الإسلام وخاتم المرسلين.
وقال نعيم بييج: يجب نخبر الأمريكيين لماذا نحب الرسول بهذا القدر وأنه كان بارا بأسرته وأولاده وزوجاته هذه هي الطريقة ليحصل الأمريكيون على صورة مختلفة عن الرسول”.

قد يعجبك ايضا