انتخابات الفيفا مهددة وبلاتر يرفض الاستقالة ويبرئ ساحته

تعصف المشاكل وفضائح الفساد التي كشفت مؤخراٍ عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بموعد انتخابات الاتحاد الدولي التي من المقرر أن تجرى اليوم وأصبحت الانتخابات مهددة بعدم إجرائها خاصة في ظل الفساد الكبير الذي تم كشفه والتناقضات التي تعتري الجمعية العمومية للاتحاد الدولي.
ورغم اختفاء رئيس الاتحاد الدولي بلاتر خلال اليومين الماضيين إلا أنه ظهر وتحدث خلال مؤتمر الفيفا رقم 65 وبدأ حديثه بالترحيب بوزير الرياضة السويسري ووزير الدفاع وكل الحضور ثم تحدث عن أزمة الفساد في الفيفا.
وصرح بلاتر قائلا :” سوف تتفق معي أننا نمر بوقت عصيب للغاية في الفيفا أحداث الأمس كلفت كرة القدم وهذا المؤتمر كثيرا.”
وكان بلاتر قد اختفى عن الأنظار أمس الخميس لليوم الثاني على التوالي ولم يظهر في مؤتمر طبي بعد يوم من سقوط الاتحاد في فضيحة فساد أخرى.
وغاب بلاتر السويسري (79 عاما) – الذي نادرا ما يفوت مناسبة للفيفا دون أن يحضرها ويحرص على التوقف والتحدث مع الصحفيين – أمس الأول الأربعاء عن اجتماع مع وفود افريقية في زوريخ قبل التصويت المزمع الجمعة لانتخاب رئيس جديد للاتحاد.
وخلال ظهوره مجدداٍ بعد اختفائه قال رئيس الكيان الحاكم لكرة القدم في العالم:” أفعال فردية جلبت العار والخزي لكرة القدم وتطلب تحركا وتغييرا من جميعا لا يمكننا أن نسمح لسمعة كرة القدم والفيفا أن تنهار في الوحل أكثر من ذلك الأمر سيتوقف هنا.”
وأضاف سيب :” أنا أعلم أن الكثيرين يحملونني المسؤولية لا يمكنني مراقبة الجميع طوال الوقت إذا ما أرادوا أن يخطئوا سوف يحاولون إخفاء أخطائهم.”
وتحدث رئيس الفيفا حول القادم وما سيحدث كرد فعل للفساد قائلا :” الأشهر القليلة القادمة لن تكون سهلة أنا متأكد أن هناك أخبارا سيئة أخرى هؤلاء الفاسدون في كرة القدم يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم كرة القدم ليست استثناء لا يوجد مكان للفساد من أي نوع.”
واختتم بلاتر حديثه قائلا:” علينا أن نتجاوب مع هذا لدينا الفرصة أن نبدأ الطريق الأصعب والأطول لبناء الثقة لقد خسرنا الثقة وعلينا أن نستعيدها الوحدة والتماسك هو المطلوب للعبة للعالم وللسلام شكرا لكم.”
بلاتيني يناصب بلاتر العداء
وفي ذات السياق قال ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس الخميس إن أغلب أعضاء الاتحاد سيصوتون للأمير الأردني علي بن الحسين ليخلف سيب بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا).
وأبلغ بلاتيني خلال مؤتمر صحفي في زوريخ بعد يوم من القبض على العديد من مسؤولي الفيفا الكبار بسبب اتهامات أمريكية بالفساد “الأغلبية العظمى من أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيصوتون للأمير علي.”
وقال بلاتيني إنه خلال الاجتماع الطارئ للفيفا صباح أمس الخميس طلب من بلاتر الاستقالة في أعقاب الفضيحة التي ضربت الاتحاد الدولي.
وأضاف “قلت.. أطلب منك الرحيل لأن صورة الفيفا أصبحت مروعة. قال إنه لا يمكنه الرحيل فجأة.”
وتابع بلاتيني “أقول ذلك وأنا حزين والدموع في عيني.. لكن هناك العديد من الفضائح والفيفا لا يستحق معاملته بهذه الطريقة.”
وشملت فضائح الفساد التي أعلن عنها مداهمة قام بها فجر الأربعاء ضباط شرطة يرتدون الملابس المدنية لواحد من أفخم فنادق زوريخ واحتجاز سبعة من أقوى شخصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم مع إمكانية ترحيلهم إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات فساد.
وأعلنت السلطات السويسرية أيضاٍ عن فتح تحقيق جنائي في إرساء حق استضافة مسابقات كأس العالم لكرة القدم على روسيا عام 2018 وعلى قطر عام 2022.
وقالت السلطات الأمريكية إن 9 مسؤولين لكرة القدم و5 مديرين تنفيذيين لوسائل إعلام وتسويق رياضية يواجهون تهم فساد تنطوي على رشى تزيد على 150 مليون دولار.
وفجرت هذه التصرفات أسوأ أزمة يشهدها الفيفا منذ إنشاء الاتحاد قبل 111 عاما ودخلت اتحادات كرة القدم المنضوية تحته في حرب علنية مع بعضها البعض قبل يوم من انتخابات الاتحاد التي تجرى اليوم الجمعة والتي كان من المتوقع ان يفوز فيها بلاتر بفترة خامسة على رأس الاتحاد.
وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس الأول الأربعاء بيانا دعا فيه جياني اينفانتينو الأمين العام للاتحاد إلى تأجيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي المقررة اليوم الجمعة ورد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتجديد دعمه لرئيس الاتحاد الدولي بلاتر وطالب بأن تعقد انتخابات رئاسة الاتحاد اليوم الجمعة مثلما هو مقرر رغم فضيحة الفساد التي هزت أركان المؤسسة.
كما كشفت الأزمة عن انقسامات حادة في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
حيث أعلن بلاتيني الرئيس الفرنسي للاتحاد الأوروبي وهو معارض قوي لبلاتر تأييده للمرشح المنافس لرئاسة الاتحاد الأمير الأردني علي بن الحسين إذا جرت انتخابات اليوم الجمعة.
لكن رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو جريت قال انه يؤيد بلاتر لانه لا يعرف الأمير علي.
ودعا عضو اللجنة الأخلاقية للفيفا ليس موراي وهو استرالي بلاتر للاستقالة كما فعل عدد من رؤساء اتحادات كرة القدم الأوروبية البارزة منها انجلترا وألمانيا.