روسيا تستعرض قوتها بأضخم عرض عسكري في تاريخها

يجري اليوم السبت في الساحة الحمراء في موسكو أضخم عرض عسكري في تاريخ روسيا وهو عرض ينتظم بمناسبة الذكرى السبعين للنصر على النازية في “الحرب الوطنية الكبرى”.
ويبدو أن هذا العرض العسكري الضخم يتضمن رسالة موجهة إلى خصوم موسكو الغربيين الذين يزيدون من ضغوطهم العسكرية عليها على حدودها الشرقية ووصل بهم الأمر إلى حد محاصرتها بعقوبات اقتصادية.
وسيسير على أرض الساحة الحمراء أكثر من 15 ألف جندي وضابط من القوات المسلحة الروسية وهي أفواج من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الإنزال الجوي وكتيبة الدفاع الجوي الفضائي وكتيبة قوات الصواريخ الاستراتيجية وغيرها من التشكيلات القتالية ومن بينها وحدات من القوات المسلحة لعدد من بلدان رابطة الدول المستقلة والدول الأجنبية.
كما ستشارك في الاستعراض كتيبة حرس الشرف في القوات المسلحة الروسية وقافلة من فرسان الفوج الرئاسي وطلاب وطالبات المدارس العسكرية.
وفي وقت سابق أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن عرض النصر سيشهد استعراض أكبر عدد من الأسلحة والمنظومات والآليات والمعدات العسكرية الروسية وأحدثها.
وقال شويغو: ستعرض آليات جديدة وحديثة لم يشاهدها أحد في السابق”.
ولأول مرة ستعرض في الساحة الحمراء مدافع ذاتية الحركة من الجيل الجديد “كواليتسيا ـ سي في” والصواريخ الاستراتيجية “يارس” ودبابات المستقبل “أرماتا” وعربات المشاة القتالية “كورغانيتز ـ 25” ومجمع “كورنيت ـ دي” والعربة القتالية للانزال “بي أم دي ـ 4 أم” وغيرها من المعدات الحديثة.
وستفتتح العرض العسكري دبابات “تي ـ 34” التي شاركت في الحرب الوطنية العظمى كما ستحلق في السماء 143 طائرة ومروحية تابعة للقوات الجوية الروسية أهمها: الطائرة الاعتراضية ميغ ـ 31 والمقاتلات سو ـ 34 وسو ـ 27 وميغ ـ 29 والطائرة الهجومية سو ـ 25 وطائرة الاستطلاع الراداري أ ـ 50 وطائرات النقل العسكري إيل ـ 76 وآن ـ 124 ـ 100 (روسلان) وطائرات التزويد بالوقود إيل ـ 78 والقاذفات تو ـ 160 وتو ـ 95 ام اس وتو ـ 22 ام ز وسو ـ 24 والمروحيات كا ـ 52 ومي ـ 35 ومي ـ 28 ن ومي ـ 26 ومي ـ 8 وأنسات ـ أو.
ولأول مرة سيجري عرض المقاتلتين سوخوي (سو ـ 30 اس ام وسو ـ 35 اس).
وسيتم عرض أكثر من 194 آلية عسكرية منها الدبابة ت ـ 90أ السيارة المدرعة “تيغر” ومنظومة “كورنيت ـ د” المضادة للدبابات والمدافع الذاتية الحركة “مستا ـ إس” والمدرعة “ب ت ر ـ 82أ” ونظام الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي “بانتسير ـ إس1” وبطاريات الصواريخ “إس ـ 400” ومنظومات الصواريخ التكتيكية “إسكندر ـ إم”.
ولأول مرة تمر على أرصفة الساحة الحمراء منظومات الصواريخ المضادة للسفن “باستيون” و”بال” ودبابات ومدرعات مبنية على شاسيه “أرماتا” وطراز حديث من سيارة “تايفون” وروبوتات عسكرية وغيرها…
ومن المتوقع أيضا أن تظهر في سماء موسكو مجموعة الاستعراضات الجوية الجديدة “كريليا تافريدي” (أجنحة توريس) على متن الطائرات التدريبية القتالية من طراز ياك ـ 130.
بالإضافة إلى الأسلحة المعاصرة ستظهر على الساحة الحمراء الدبابة الأسطورية T ـ 34 والمدفعية الذاتية الحركة SU ـ 100 ومواكب من التشكيلات القتالية التاريخية للمشاة والبحارة والطيارين والقوزاق وهم يرتدون الحْلِةِ العسكرية ويحملون أسلحة من أيام الحرب العالمية الثانية.
كما ستشهد 30 مدينة روسية و150 وحدة إدارية استعراضات عسكرية يشارك فيها حوالي 85 ألف عسكري.
ومن المنتظر ظهور عشرات المواكب الرسمية من دول الهند والصين ومنغوليا وتركمانستان وكازاخستان وأرمينيا وصربيا وقرغيزستان وبيلاروسيا وأذربيجان.
ويأتي هذا العرض العسكري في ذروة الخلاقات الروسية الغربية التي تجلت في اكثر من ملف ازمة على الصعيد الدولي كان من اخطرها الأزمة الأوكرانية. إضافة إلى النزاعات الخطرة في منطقة الشرق الاوسط. وفي هذه المنطقة تحديدا تقف روسيا بقوة خلف ايران وحلفائها في الشيعة انظمة ومليشيات.
ويقول مراقبون إن الموقف الغربي مما يحدث في اوكرانيا ورده القوي على ما اعتبره تدخلا روسيا هناك لدعم الانفصاليين الأوكرانيين هو الذي استدعى روسيا بشكل يكاد يكون آليا الى تشديد مواقفها من قضايا دولية عديدة (الملف السوري مثالا) خاصة عندما يتم عرض أي قرار بشأنها على مجلس الأمن مستفيدة من امتلاكها لحق النقض (الفيتو).
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد أن قادة وزعماء 26 دولة أعلنوا رسميا موافقتهم على المشاركة في هذه الاحتفالات كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسا منظمة اليونسكو ومجلس أوروبا مشاركتهم في هذه الاحتفالات.
من جانب آخر أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس بوتين أن الكرملين سعيد بحضور رؤساء وقادة الدول والمسؤولين الأجانب إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر “ولكن قبل كل شيء هذا العيد لنا لأننا نحن المنتصرون.. هذا العيد لمحاربينا القدماء الذين انتصروا في تلك الحرب”.