مظاهر تكريم الإسلام للمرأة

لقد كرم الله المرأة وجعلها بين يدي الإسلام قسيمة الرجل لها ما له وعليها ما عليه في الحقوق والواجبات بما يلائم تكوينها وفطرتها يقول تعالى 🙁 وِلِهْنِ مثúلْ الِذي عِلِيúهنِ بالúمِعúرْوف وِللرجِال عِلِيúهنِ دِرِجِةَ) وهي الرعاية والحماية والدفاع عنها لا قهرها وجحود حقها وأكد الإسلام احترام شخصية المرأة وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع العقود (بيع شراء حق الدائن حق المدين حق الراهن حق المرتهن حق الوكالة والاجازة والاتجار في المال الخاص) وما إلى ذلك وكل هذه الحقوق المدنية واجبة النفاذ ولها حق الذمة المالية كاملة ومهرها يعتبر مالاٍ خاصاٍ لها لا يجوز للزوج أو الأب أو الأخ أو غيرهم أن يأخذ منه شيئاٍ إلا عن طيب نفس منها (وِآتْواú النِسِاء صِدْقِاتهنِ نحúلِةٍ) أي كاملة ولقد اطلق الإسلام للمرأة حرية التصرف في هذه الأمور بالشكل الذي تريده – دون قيد يقيد حريتها في التصرف – سواء كان بنفسها أو وكيلها شريطة ألا يخالف شرع الله يقول تعالى (للرجِال نِصيبَ ممِا اكúتِسِبْواú وِللنسِاء نِصيبَ ممِا اكúتِسِبúنِ) ويقول أيضاٍ (للرجِال نِصيبَ ممِا تِرِكِ الúوِالدِان وِالأِقúرِبْونِ وِللنسِاء نِصيبَ ممِا تِرِكِ الúوِالدِان وِالأِقúرِبْونِ ممِا قِلِ منúهْ أِوú كِثْرِ نِصيبٍا مِفúرْوضٍا) ويقول (يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْواú لاِ يِحلْ لِكْمú أِن تِرثْواú النسِاء كِرúهٍا وِلاِ تِعúضْلْوهْنِ لتِذúهِبْواú ببِعúض مِا آتِيúتْمْوهْنِ) سورة النساء آية (19).
ومن مظاهر رحمة الإسلام بالمرأة – أرأيت لو ذهبت صبية جارية بقطيع من الغنم فعدا الذئب على واحدة فأكلها فنهض مولى الصبية إليها يضربها أكان ذلك غريباٍ على الناس بعيداٍ عن مواقع أسماعهم وأبصارهم.
لقد حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغدا الرجل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يخبره بما أصاب به جاريته واشتد غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشق عليه ما كان من ضرب الجارية فقال الرجل وهو (معاوية بن الحكم السلمي): يا رسول الله أفلا اعتقها¿ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتني بها¿ فأتى بها فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: أين الله¿ فقالت في السماء قال: من أنا¿ قالت: أنت رسول الله¿ قال رسول الله للرجل معاوية: اعتقها فإنها مؤمنة.
وعن هلال بن يساف قال:(كنا نبيع البر في دار سويد بن مقرن أخي النعمان بن مقرن فخرجت جارية) فقالت لرجل منا كلمة فلطمها فغضب سويد غضباٍ شديداٍ وقال له: عجز عليك إلا حر وجهها¿ لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا إلا خادمة واحدة فلطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعتقها.
وكان من أشد ما يؤلم نفسه الكريمة صلى الله عليه وآله وسلم أن يسمع الرجل يعير الرجل بأمه وآية ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في هذا الأمر لأبي ذر: اعيرته بأمه¿ إنك امرئ فيك جاهلية.
ومن مظاهر رفعة رسول الله ورحمته بالنساء ما رواه سعد بن أبي وقاص قال: استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه (يسألنه ويستكثرنه) عالية أصواتهن على صوته فلما استاذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له النبي صلى الله عليه  وآله وسلم فدخل عمر والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يضحك¿ فقال عمر: أضحك الله سنك بأبي أنت وأمي قال رسول الله: عجبت من هؤلاء كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر: فأنت يا رسول الله لأحق أن يهبن ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم¿ قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله: ايه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاٍ فجاٍ إلا سلك فجاٍ غير فجك.
ومن مظاهر رفق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنساء أنه صلى الله عليه وآله وسلم وقف يبايعهن على أن يأتمرن بأوامر الله ويجتنبن نواهيه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فيما استطعتن وأطقتن فقلن : الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا.
هذا وقد حرم الشارع قتل النساء والأطفال والشيوخ في الجهاد إلا أن يقاتلوا فيدفعوا بالقتل فعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا بعث جيشاٍ قال: انطلقوا باسم الله ولا تقتلوا شيخاٍ فانياٍ ولا طفلاٍ صغيراٍ ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.
وعن عبدالله بن عمر قال: (وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان) وفي رواية (فأنكر) …. هذا هو الإسلام الذي يعطي المرأة كامل حقوقها بعدما عانت كثيراٍ من  الظلم والقهر بل أكرمها الإسلام بنتاٍ وأختاٍ وزوجة وأماٍ وإنسانة فما أعظم الإسلام وأروعه.
* عضو البعثة الأزهرية

قد يعجبك ايضا