المرافق الخدمية على شفا التوقف

يدخل العدوان السعودي الأمريكي الذي استهدف بطائراته مقدرات الشعب اليمني يومه الأربعون ويوافق هذا العدوان حصار بري وجوي وشعبي يهدف إلى تجويع الناس ومحاصرتهم في قوتهم وكافة مقومات الحياة.. الحصار استهدف المنافذ البرية والبحرية والجوية قام بضرب المطارات والطرق والجسور والموانئ. لم يعد هناك بنية تحتية قادرة على استقبال الطائرات والبواخر المحملة بالمواد الغذائية الأساسية والدواء والمواد الاستهلاكية.

العدوان استهدف أيضا البواخر المحملة بالمشتقات النفطية ومنعتها من الدخول للسواحل اليمنية لتفريغ حمولتها كمشتقات أساسية قائمة عليها المنشآت الصناعية والتجارية والهيئات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص.. لم يكتف العدوان السعودي بفرض حصاره على المنافذ الثلاثة حتى أنه استهدف القواطر التي تحمل المشتقات النفطية على طريق صنعاء-مارب محاولة منها لصناعة أزمة حقيقية في جميع محافظات الجمهورية.
لقد ألقى هذا حصار قوى التحالف على اليمن إلى جانب عدوانه الغاشم بضلاله السلبية على جميع المرافق الحيوية في اليمن ومن هذه المرافق المستشفيات المهددة بإيقاف خدماتها التي تقدمها للأمراض والجرحى والمصابين جراء قصف قوى التحالف الغاشم على الشعب اليمني في مختلف محافظات الجمهورية والتي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمصابين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور تميم الشامي أكد أن مستشفيات الجمهورية قد تتوقف عن العمل في غضون أسبوعان بالكثير لعدم توفر مادة الديزل وانعدامها من السوق.. مؤكدا أن عدم إمداد المستشفيات بمادة الديزل التي تعمل بها في ظل انقطاع التيار الكهرباء منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن سيؤدي إلى كارثة إنسانية وتفاقم حالات المرضى والحرجى أكثر سوءاٍ.
وناشد الدكتور الشامي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المهتمة بالمجال الصحي والإغاثة الإنسانية سرعة التدخل لإيقاف العدوان السعودي الغاشم المتواصل وفك الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان والسماح للبواخر والسفن المحملة بالمشقات النفطية والأدوية بالدخول لليمن قبل حدوث كارثة إنسانية كبيرة في اليمن والتي ستنعكس مباشرة على دول الإقليم والعالم بشكل عام لما تمتلكه اليمن من مواقع استراتيجي مطل على المياه الإقليمية ومضيق باب المندب الذي يمثل بوابة رئيسية للتجارة الدولية الآسيوية والأمريكية والأفريقية والأوروبية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة أن على الجهات المختصة في وزارة النفط تحمل مسؤوليتها في توفير  مادة الديزل للمستشفيات فهناك الكثير من الأمراض يحتاجون إلى رعاية صحية خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى الكلى والقلب والسكري والسرطان إلى جانب الجرحى والمصابين جراء القصف الجوي السعودي الأمريكي وكذلك جرحى قوات الأمن والجيش واللجان الشعبية والمواطنين الذين يواجهون القوى التكفيرية والداعيشة في المناطق الجنوبية.
الاتصالات
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تأثرات أيضا بالحصار الذي تفرضه قوى التحالف.. وشبكة الاتصالات والإنترنت للجمهورية اليمنية مهددة بالتوقف بسبب انعدام مادة الديزل أيضا.. فقد حذرت المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية من انقطاع الاتصالات الدولية والمحلية وخدمات الانترنت للتوقف خلال الأيام القادمة بسبب تفاقم أزمة المشتقات النفطية وانعدامها.. وانقطاع خدمات الاتصالات سيمثل كارثة إنسانية إضافية للمواطن اليمني لما للاتصالات من دور أساسي في تواصل المواطنين واطمئنانهم على بعضهم.
مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات المهندس صادق مصلح أوضح في حديث سابق له أن مخزون المؤسسة وفروعها من مادة الديزل قد استنفذ خلال الأربعة الأسابيع الماضية بصورة متسارعة بسبب انعدام المشتقات النفطية ومحدودية الكميات التي تم الحصول عليها من شركة النفط وكذلك الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي العمومي.
وأضاف المهندس صلح: ونتيجة لانعدام المشتقات النفطية فإن خدمات الاتصالات الدولية والمحلية والإنترنت أصبحت عرضة للتوقف خلال أيام بل أن بعضها توقف فعلا بما فيها سنترالات مركزية.. وذلك للاستهلاك اليومي من مادة الديزل لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في سنترالات المؤسسة وفروعها وشركة الاتصالات الدولية وشركة يمن موبايل يتجاوز 35 ألف لتر يوميا في حالة الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي.. داعيا الجهات المعنية إلى توفير الكميات الضرورية من المشتقات النفطية لمساعدة المؤسسة وشركات الاتصالات في تقديم خدماتها للمواطنين.
مؤسسات
مؤسسة حكومية أخرى تتعرض للإيقاف وعدم تقديم خدماتها للشعب اليمني.. فإلى جانب احتمالية توقف خدمات المتشفيات والاتصالات احتمال توقف الإعلام اليمني بجميع أشكاله المرئي والمقروء والمسموع.. فتواصل انعدام مادة الديزل والمشتقات النفطية المشغل الوحيد للقنوات والمؤسسات الصحفية في ظل غياب الكهرباء.. وانقطاع الخدمات الإعلامية التي يقدمها التلفزيون والصحافة اليمنية سيمثل كارثة أيضا على المواطن اليمني لما للتلفزيون والصحافة من دور أساسي في توصيل المعلومات وتثقيف المجتمع وإطلاعهم على آخر المستجدات والتطورات الحاصلة في اليمن والمنطقة العربية والعالم بشكل عام.
قطاع النقل
قطاع النقل هو أيضا كان أبرز المتضررين جراء الحصار السعودي الأمريكي ومنع المشتقات النفطية من الدخول لليمن ولما لقطاع النقل من ارتباط مباشر في حياة الناس وتنقلاتهم اليومية بين أعمالهم ومنازلهم وأسرهم وقراهم.. وانقطاع وسائل النقل أمام المواطنين سيمثل كارثة إنسانية جديدة إلى جانب الكوارث الصحية والبيئية والإنسانية ولما لوسائل النقل من دور أساسي في حياة المواطنين.
السائق علي عبدالرحمن يقول: أنا وكثير من زملائي الذين يملكون باصات تعمل على مادة البنزين موقفين منذ أسابيع بسبب انعدام البنزين من المحطات.. وأنا الآن لا أعمل شيئاٍ وليس لي مصدر دخل غير الباص.
سائق آخر اسمه قاسم عبدالودود يوافق زميله علي في كل ما طرحه ويقول إن الأعباء المنزلية تتراكم عليه يوما بعد آخر وإذا لم يرفع الحصار عن المشتقات النفطية ويتم توفير البنزين سنزداد فقرا ولن نستطيع توفير المواد الأساسية لأسرنا.
ويضيف قاسم: أين دور المنظمات الدولية التي طالما تتغنى بحقوق المواطنين والمساواة والعيش الكريم.. أين دور مجلس الأمن الدولي الذي يدعم قوى التحالف السعودي في قصف اليمن أين دوره في توفير الحماية للشعب اليمني من العدوان وتوفير المعونات العاجلة للشعب اليمني من مواد غذائية ودوائية عاجلة.

قد يعجبك ايضا