يكثر الحديث الآن حول الغاز كونه المتصدر للاستهلاك في وقت غابت المشتقات الهامه الأخرى وهي البترول والديزل والكيروسين عن محطات التعبئة وحتى في الأسواق السوداء وذلك لعدم توفره داخل البلاد بسبب الحصار البري والجوي والبحري للعدوان السعوامريكي على اليمن مشكلا أزمة خانقة للمشتقات النفطية مما يدفع الكثير من المواطنين إلى استهلاك الغاز وذلك عن طريق تحويل المعدات والآليات والمواطير والسيارات لكي تعمل على الغاز .
ويعتبر أحد أهم أسباب الأزمة الحاصلة في الغاز هو القطاعات المستمرة والمتكررة من قبل القبائل المسلحة وعناصر من تنظيم القاعدة بمحافظة مارب والذي حالت دون تحرك ووصول ناقلات الغاز لأغلب المحافظات التي تعاني من الأزمة الخانقة منذ بدء العدوان على البلاد وحتى الآن في حين وجود معارك ضارية في محافظة مارب يقودها الجيش واللجان الشعبية ضد عناصر الإجرام والتكفير الدواعش .
في الاستطلاع التالي رصد لبعض الآراء حول أزمة الغاز ودواعيها :
يذكر أحد مالكي محطات الغاز نبيل الدعيس أن المعارك التي يقودها الجيش مسنودا باللجان الشعبية ضد ما تبقى من عناصر ما يسمى القاعدة في محافظة مارب هو السبب الذي دفع عناصر القاعدة للضغط على الجيش واللجان الشعبية عن طريق قطع الطريق أمام ناقلات الغاز , ويضيف نبيل أن هذا ليس فقط ما يقومون به الدواعش بل ويتعدون ذلك إلى الاعتداء على الناقلات عن طريق اطلاق النار عليها واحتجاز سائقيها والاستحواذ على ما تحتويه هذه الناقلات من غاز , مشيراٍ إلى أسباب أخرى فاقمت أزمة الغاز منذ فترة وهي انتشار محطات بيع الغاز الطرمبات والتي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة على الشوارع الرئيسية والفرعية بصورة ملفتة دون أدنى معايير للسلامة أو حتى رخص من قبل الجهات المعنية لإنشاء هذه المحطات التي باتت اليوم تعمل على بيع الغاز بأسعار مرتفعة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى دون رقيب أو حسيب نظراٍ لكثرة الطلب عليها من قبل المواطنين سواءٍ أصحاب السيارات والباصات التي تعمل بالغاز أو أسطوانات الغاز المنزلية .
انتشار غير قانوني
ويوضح الدعيس أن المحطات الخاصة بتعبئة الغاز الطرمبات انتشرت بشكل غير متوقع أكثر من محطات تعبئة المشتقات النفطية “البترول والديزل” وذلك لكثرة الطلب على الغاز وعدم وجود رقابة من قبل الجهات المعنية منذ السنوات الماضية على إنشاء مثل هذه المحطات التي تفتقر إلى أدنى معايير السلامة كونها توضع على حافة الطرق وفي أماكن كثيرة الازدحامات السكانية مما يشكل خطراٍ كبيراٍ على المواطنين ويسبب ازدحامات في الطرق نظراٍ لكثرة الطوابير من أسطوانات الغاز وكذلك السيارات والباصات على تعبئة الغاز, لافتاٍ إلى ضرورة نزول لجان رقابية على عملية تعبئة الغاز في هذه المحطات واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد أية مخالفات أو ارتفاعات سعرية لهذه المحطات وذلك بإغلاقها وإصدار لوائح وقوانين تنظم عمل هذه المحطات .
ويضيف الدعيس أن هناك سبباٍ آخر لانعدام الغاز بشكل مفاجئ وهو التقطعات المستمرة على ناقلات الغاز من قبل بعض الجماعات المسلحة والتي تقوم باحتجاز الناقلات من أجل عدم وصولها إلى العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات وذلك لإثارة الفوضى بين أفراد الشعب .
متصدر الاستهلاك
يعاني المواطنون الآن الأمرين الأزمة الخانقة للغاز وكذلك احتكار بعض أصحاب المحطات للغاز والتحكم في أسعاره في كثير من الأوقات وخاصة الآن دون رقيب أو حسيب. ويؤكد صالح مدهش أنه يلجأ إلى تعبئة جميع أسطوانات الغاز التي يمتلكها وعددها 4 متنقلاٍ بين المحطات من مكان لآخر وذلك لانعدام الغاز باستمرار وبشكل مفاجئ في أغلب الأحيان حيث أصبح بعض أصحاب المحطات يفرضون سيطرتهم على التعبئة استغلالاٍ للأزمة الحاصلة في الغاز ويفرضون أسعاراٍ غير معقولة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى وبالذات مع توجه الكثير من المواطنين إلى تعبئة أسطوانات الغاز المنزلية من المحطات بحجة توفر الغاز في المحطات أكثر من المحلات والسبب الآخر هو أن التعبئة من المحطات تكون أفضل من تغيير الدبة من المحلات حيث تستمر الدبة المنزلية لفترة أطول لأن التعبئة تكون 20 لتراٍ بينما في المحلات تصل سعة الأسطوانة المعبأة مسبقاٍ من 16 إلى 18 لتراٍ فقط .
ويضيف مدهش أن الازدحامات مستمرة أمام المحطات من دبات غاز وكذلك سيارات دون الحصول على الغاز وتصل بعض المحطات إلى اكثر من أسبوع بدون غاز الأمر الذي فاقم الأزمة الحاصلة في الغاز وزاد من معاناة المواطنين .
الغاز كبديل
انعدام البترول والديزل هو السبب الآخر الذي أدى إلى أزمة مستفحلة في الغاز كون أكثر من كان يستخدم البترول أو الديزل في أعماله سواء للسيارات أو بعض الآليات والمعدات والمواطير لجأ إلى استخدام الغاز مما ضاعف من أعداد مستهلكي الغاز في حين أن الغاز يعاني من أزمة كبيرة الأمر الذي خلق انعداما شبه كلي للغاز على أغلب المحافظات اليمنية .
ويذكر هاني الفقيه سائق تاكسي أن هناك الكثير من السيارات التي تعمل بالغاز والتي تستهلك الكثير من الغاز مما ضاعف أعداد الطوابير للسيارات أمام المحطات وشكل أزمة خانقة في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات. ويضيف هاني أنه يلجأ مع كثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة وقت الأزمة إلى شراء الغاز من أشخاص يتاجرون به في السوق السوداء ولكن الحاصل أن الغاز أنعدم بشكل شبه تام إلا عند البعض ممن يتنصلون عن المسؤولية ويأخذون كميات من الغاز من المحطات بأسعار منخفضة ويبيعوها بشكل مفرد بأسعار مرتفعة جدا تصل إلى 4 آلاف للعبوة الواحدة والتي تحتوي على 20 لتراٍ .
احتكار
أصحاب العربيات هم الآخرون يعانون من احتكار أصحاب المحطات لتعبئة أسطوانات الغاز وبأسعار مرتفعة وذلك لامتلاك أصحاب العربيات الكثير من الأسطوانات والتي تصل من 6 إلى 8 يقتاتون لقمة العيش لأسرهم ويترزقون عن طريقها .
ويرى الأخ سلمان مالك عربة لبيع أسطوانات الغاز أن الكثير من الباعة المتجولين وحتى أصحاب المعارض يجدون في انعدام المشتقات أو سماع خبر غير مؤكد عن احتمالية انقطاع مادة الغاز المنزلي فرصة ثمينة لرفع السعر.
ويشير سلمان إلى أن هناك تلاعباٍ حاصلاٍ في تعبئة أسطوانات الغاز من قبل شركة الغاز, حيث شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاٍ في وزن أسطوانات الغاز وكذلك قصر فترة استخدامها في المنازل , وأن هناك العديد من الأسطوانات غير الصالحة للاستخدام المنزلي ومعرضة للتسرب والانفجار في أي وقت ومع ذلك يتم إعادة تعبئتها وإرجاعها للمواطنين للاستخدام .
موضحاٍ أن الكثير من محلات بيع أسطوانات الغاز أغلقت وذلك لعدم توفر أسطوانات الغاز المعبأة.