فتاوي

يجيب عليها القاضي

محمد بن إسماعيل العمراني – حفظه الله-

“الأطفال في المساجد”

* السائل (ع.ذ) من أمانة العاصمة يسأل هل يجوز دخول الأطفال إلى المساجد وأحيانا ثيابهم غير نظيفة وما حكم قيام الأطفال وباللعب في المساجد خلال الصلاة وبعض من يضحك في المسجد من الكبار أو يضحك غيره أو يلعبون فيه.
– الجواب: على الشطر الأول من السؤال فاعلم أن دخول الأطفال المساجد جائز لأن الأصل الطهارة إلا إذا قد شوهدت النجاسة على ثياب الطفل أو جسمه فلا يجوز تمكينه من الدخول إلى المسجد مهما كانت قد شوهدت النجاسة على جسمه أو ثوبه والأدلة على هذا الجواز كثيرة ومنها حديث دخول أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وهي ابنة ابنة رسول الله صلى الله وآله وسلم وهو حديث صحيح وله شواهد صحيحة تدل على جواز دخول الأطفال في المساجد وقد كان النبي صلى الله وآله وسلم يسمع في بعض الأحيان بكاء الأطفال فيتجوز في صلاته أي يخففها رحمة بأمه والدين يسر والشريعة سمحة.
وأما الجواب على الشطر الثاني من السؤال وهو لعب الأطفال والمساجد فعلى المصلين منع كل من دخل المسجد ليصلي ثم يلعب في المسجد ويضحك أو يضحك غيره من المصلين سواء كان صغيرا أو كبيرا أو طفلا وإذا لم يستطع المصلون منع الأطفال من الضحك أو اللعب أو الكلام الذي يشغل المصلين عن الصلاة فعليهم أن يتصلوا بأوليائهم ويطلبون من كل ولي أن يمنع ابنه المولى عليه لأن الأ,لياء هم المسئولون عن الأطفال وإذا لم يتم المطلوب فلا مانع من أن يتصل المصلون بمن يلزم الاتصال به من جهة الاختصاص كالقاضي أو المدير أو القسم أو غيرهم لأن اللعب أو الضحك بالمسجد لايجوز إقرارهم عليه وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن الجهر بالقراءة إذا كان الجهر بالقراءة سيشوش على الآخرين قراءتهم وصلاتهم في حين أن الذين يجهرون ينادون الله – عز وجل – فالأولى والأحرى الضاحكين في المساجد والمضحكين لغيرهم والمتلاعبين فيه.
وبناء على ذلك فالذي أنصحكم به منع الأطفال من كل ما يعملونه مما يتنافى مع حرمة المساجد أما إذا لم يتمكنوا من منعهم فاتصلوا بأوليائهم وقولوا لهم إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد سمع أناسا يجهرون بقراءة القرآن لمن سيشوش بقراءته على الآخرين من قارئي القرآن أو المصلين فقال لهم: (ألا كلكم يناجي ربه فلا يجهرن بعضكم على بعض بالقراءة) سنن أبي داوود حديث رقم (1332). وبالأولى والأحرى تنهون أولادكم أو إخوانكم فكيف ينهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قراءة القرآن لمن يجهر به ويشوش على غيره وهم يناجون الله عز وجل وأولادكم لا يناجون ربهم فإن عملوا بمقتضى نصيحتي هذه فيها ونعمت وإلا فلكم الحق بالشكوى إلى من له الأمر في المنطقة ليتخذوا الإجراءات اللازمة (وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) كما جاء في الأثر عن عثمان بن رضي الله عنه أي ان الأمر من الدولة أو من أي مسئول من الدولة يؤثر في الناس أعظم من تأثير فتوى المفتي ومن تأثير النهي عن المنكر من الواعظ أو الناصح أو الخطيب والله الموفق.
** المحــــــــــــــــــرر:
– هذه الأجوبة بإجازة من القاضي المحرر من “نيل الأماني” من فتاوى الشيخ العمراني..

■  إعداد/ عبداللطيف حزام الصعر

قد يعجبك ايضا