الثبات والصمود سمات إيمانية يجسدها شعب الحكمة !!

تمر البلاد بظروف إنسانية ووطنية حالكة , وقودهاهم الأبرياء والمستضعفون من قبل آل الجبروت والطغاة بمباركة من يدعون أنهم علماء دين وما هم إلا علماء سلاطين وجاه وملك مسيس وزائف , وهنا يتبين حجم الصمود والثبات الذي قذفه الله في قلوب المؤمنين , ومدى ضرورة الاصطفاف والتكافل في دعم ثوار المقاومة أو من وقع بهم الضرر وهدمت ديارهم وشردت أطفالهم وقتلت ذرياتهم 
بأبشع أنواع الأسلحة الفتاكة ,,

العلامة مطهر القادري يقول في مستهل حديثه : ما أحوجنا اليوم إلى توحيد صفنا وكلمتنا وموقفنا وتعزيز روح التكافل والدعم للمتضررين منا وما أكثرهم وما أعظم مصابهم فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمٍا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . فمن رفق بعباد الله رفق الله به ومن رحمهم رحمه ومن أحسن إليهم أحسن إليه ومن جاد عليهم جاد عليه ومن نفعهم نفعه .. 
الظروف الحالكة
وأما العلامة مصطفى الريمي فيقول من جهته : إن العطاء والإيثار في هذه الظروف الحالكة لهو أعظم وأكبر عند الله جزاء ومثوبة وبه يعرف الصابرون والثابتون على الحق والايمان , ويكفينا قول صلوات الله عليه وآله  : «أيما أهل بقعة أصبح فيهم امرؤ جائعا فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله». وبوعظ  الإمام ابن حزم في ذلك في كتابه المحلى : «وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويجبرهم السلطان على ذلك إن لم تقم الزكوات بهم ولا في سائر أموال المسلمين بهم فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك وبمسكن يكنهم من المطر والصيف والشمس وعيون المارة ) فمن لا يرحم لا يرحمه الله و ومن كان على فضله ورأى المسلم أخاه جائعا عريانا ضائعا فلم يغثه فما رحمه»
أهمية الاصطفاف
مؤكدا أهمية الاصطفاف  في الظرف الراهن حيث  أصبح ضرورة وطنية ودينية بل وإنسانية خالصة فالمؤامرة الداخلية والخارجية تحيك خيوطها لتدمر ما تبقى من نبض وقيم وأخلاق وأرض وإنسان فإن لم نعى وندرك عدونا الحقيقي القادم فإننا لا محال متجهون للتمزق ,  داعيا  كل الشرفاء والأحرار وكل العقلاء أن يصهروا هوياتهم الأولية من دينية ومناطقية ومذهبية في بوتقة واحدة وهوية واحدة اسمها الدين و الوطن والترفع عن الأحقاد وثقافة الكراهية  وإلا سنندم ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان وبعد أن يهوي الفأس على الرأس والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
 الثبات والصمود
العلامة إبراهيم العلفي حيا صمود وثبات أبناء الإيمان والحكمة وبما أثبتته الوقائع من دعم الثوار في  مختلف المناطق اليمنية بقوافل من الدعم والتبرعات والمعونات الغذائية والمالية والعينية , وبكونهم جسدوا أروع أمثلة البذل والعطاء والإيثار والجهاد الذي قدمه الله سبحانه وتعالى على جهاد النفس  ..
وقال : إن هذه المشاهد الإيمانية تذكرنا بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  في الاقتداء بطرق العطاء ومسالكه فأبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدم ماله كله لله والفاروق رضي الله عنه يقدم نصف ماله لله وعثمان رضي الله عنه يشتري الجنة من الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة حين حفر بئر رْوúمِة ومرة حين جهز جيش العسرة .فنفع  من صفات الأنبياء والرْسلº فالكريم يوسف – عليه السِلام – مع ما فعله إخوتْه جهِزهم بجهازهم ولِم يبخسهم شيئٍا منه وموسى – عليه السِلام – لِمِا ورد ماء مدين وجد عليه أمِة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتِيúن رفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتِى رويت أغنامهما وخديجة – رضي الله عنها – تقول في وصف نبينا – صلِى الله عليه وآله وسلِم -: “إنِك لتِصل الرِحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .
 كما أحسن الله
 ومن وسع الله عليه الرزق, وآتاه المالº فإن عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطرق التي شرعها, فيقضي الحاجة, ويواسي المنكوب, ويفك الأسير, ويقري الضيف, ويطعم الجائعº تحقيقٍا لقوله سبحانه:{ وِأِحúسنú كِمِا أِحúسِنِ اللِهْ إلِيúكِ.)  وهنا يقول جابرَ – رضي الله عنه -: “ما سْئل رسولْ الله – صلى الله عليه وسلم – شيئٍا قطْ فقال: لا سألِه رجلَ غنِمٍا بين جبلِيúن فأعطاه إيِاها” وبلغِ من عطائه: أنه أعطى ثوبِه الذي على ظهره ومن عطائه لأمِته: أنه سخِر حياتِه لها نذيرٍا وبشيرٍا قائلاٍ:  إنú هْوِ إلِا نِذيرَ لِكْمú بِيúنِ يِدِيú عِذِابُ شِديدُ )  وقال في أبي بكرُ – رضي الله عنه -: «ما نفعِني مالَ قطْ ما نفعِني مالْ أبي بكر» فبكى أبو بكرُ – رضي الله عنه – وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله¿!

قد يعجبك ايضا