أعجب لاهتمام العديد من الأندية بل معظمها في بلادنا بوضع اليافطة التي تتصدر مقر هذه الأندية وعليها اسم هذا النادي أو ذاك وقد وصف بـ(الرياضي الثقافي الاجتماعي).
ولا يعني أنني اعترض على هذه التسميات أو الصفات التي تطلقها الأندية على نفسها بل أن العكس هو الصحيح إذ أنني من مؤيدي وأنصار النشاط الثقافي والاجتماعي ولكن اين هو هذا النشاط¿!.
الأنشطة الثقافية في أنديتنا شبه معدومة إن لم نقل أنها معدومة بالفعل! إذ أنه من دون الأنشطة الرياضية المتعثرة – أصلا- بسبب الإمكانيات الهزيلة للأندية وكذا المقرات والمنشآت الصغيرة والمترهلة و(الدكاكينية) لا يوجد نشاط آخر (عليه القيمة) على رأي المثل المصري إلا إذا اعتبرنا أن لعب (الكوتشينة) و(الكيرم) و(الدومينو) نشاطا ثقافيا أو اجتماعيا.
والمسؤولية في ذلك الوضع وأقصد به تهميش بل تغييب الأنشطة الثقافية والاجتماعية تقع على مجالس إدارات الأندية التي لا هم لها إلا النشاط الرياضي وبالتحديد فريق كرة القدم بالذات بل أن بعضها لا تعطي الاهتمام الكافي حتى بالفريق الكروي بالنادي فتأتي النتائج سلبية ومخيبة للآمال وتبدأ عملية تبادل الاتهامات وتزيد من الشروخ التي يتعرض لها جسد النادي وأوصاله وفي ظل هكذا وضع تبعد المسافات والمساحات أكثر فأكثر بين القيادات الإدارية في الأندية وبين – مجرد التفكير فقط في الأنشطة الثقافية والاجتماعية.
والحقيقة أني لم أجد سببا لحالة الجفاء بل العداء من هذه القيادات للنشاط الثقافي والاجتماعي رغم أنه نشاط جميل ومفيد وغير مكلف ويعطي صورة تكاملية للرياضي الحقيقي الذي من المفروض أن يكون على درجة متقدمة من الثقافة تكمل شخصيته وتفوقه الرياضي.
وهذا الرياضي لا يمكن أن ينفصم أو ينفصل عن مجتمعه في الإطار الخاص وكذا العام وأقصد به نشاطه في النادي وخارجه وما يمكن أن يقوم به من أنشطة اجتماعية بوصف هذه الأندية إحدى الإطارات التي يمكن أن تلعب دورا في الحراك الاجتماعي والمجتمعي العام.