استنكر علماء ودعاة ما تقوم به دول التحالف العدواني من اعتداء على الأبرياء والأطفال والنساء وترويع الآمنين وتدمير البنية التحتية بغير وجه حق معتبرين ذلك حرابة وعدوانا على حرمة الله ونددت به الشريعة الاسلامية .. نتابع:
من جانبه العلامة محمد القاضى يقول : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون , إن الاعتداء على دماء الشعب اليمني العربي المسلم بغير وجه حق لهو أعظم عند الله ظلما وعدوانا وفتكا , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما خطب الناس يوم النحر وكان أعظمِ ما أكد عليه تحريمْ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ((يا أيها الناس أيْ يوم هذا¿ قالوا: يوم حرام. قال: فأيْ بلد هذا¿ قالوا: بلد حرام. قال: فأيْ شهر هذا¿ قالوا: شهرَ حرام. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مراراٍ ثم رفع رأسه فقال: اللهم هل بلغت¿ اللهم هل بلغت¿ ـ قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهدْ الغائب لا ترجعوا بعدي كفاراٍ يضرب بعضكم رقاب بعض)).
حرمة الاعتداء
من جهته يقول العلامة محمد الذيفاني: أي جرم يتجرأ فعله هؤلاء المجرمون والمعتدون بحق هؤلاء الأبرياء النساء والأطفاء والعزل الآمنين في ديارهم الذين لم يرتكبوا جرماٍ حتى تسفك دماؤهم بهذه الوحشية , وكما أوضح فضيلة من العلماء أنه لم تقف العلاقة بين المسلمين على تحريم العدوان والإثم بينهم فحسب بل حث الله المسلمين على التعاون المثمر فالمسلم أخو المسلم وهل يقتل الأخ أخاه. وإن حدث اختلاف ـ والاختلاف وارد بطبيعة النفس البشرية ـ فيجب ألا يكون الاحتكام فيه إلى القتال لأن هذا مما لم يأمر الله به بل الذي على المسلمين فعله حال الاختلاف أن يحكموا بينهم كتاب الله وسنة نبيه ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) . ويكفينا حديث صلى الله عليه وآله وسلم ـ يطوف بالكعبة وهو يقول ” ما أطيبك وأطيب ريحك وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله تعالى حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرٍا . وقوله : المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام.. عرضه وماله ودمه التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ).
وأضاف : أن من يقتل ويعتدي على مسلم فقد حقت عليه النار واللعنة وغضب الله لقوله تعالى : (ومن يقتل مؤمنٍا متعمدٍا فجزاؤه جهنم خالدٍا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا). وقوله : (من قتل نفسٍا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعٍا ).
ومضى يقول : وكما بين لنا أئمة العلماء أن من واجب المسلمين جميعٍا إذا اختلفوا أفرادٍا وجماعات وشعوبٍا وحكومات ـ والاختلاف سنة من سنن الله في كونه واجبهم جميعٍا أن يحتكموا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال تعالى: [ وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله] وألا يسرعوا إلى الاحتكام إلى القتال والعدوان فتسيل بينهم الدماء التي أمر الله تعالى بصيانتها وعظم حرمتها.
إجرام منقطع النظير
فيما استهل العلامة مصطفى الريمي حديثه بقول النبى صلى الله عليه وآله و سلم ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزانى والمارق من الدين التارك للجماعة ) وعن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم , فأين هؤلاء المعتدون من الوعيد الذي أعده الله لهم , ألا ساء ما يقعلون بحق شعب بريء أعزل لم يسئ يوما إلى جوارهم وحقهم ولم يعتد على أراضيهم وليتذكروا قول اسامة بن زيد رضى الله عنهما : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت انا ورجل من الانصار رجلاٍ منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ¿ قلت كان متعوذاٍ فما زال يكررها حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت , وقوله صلوات الله عليه وآله : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في بطنه في نار جهنم خالداٍ مخلدا فيها ابداٍ ومن شرب سماٍ فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداٍ مخلداٍ فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداٍ مخلدا فيها أبداٍ
إجماع عام
وأضاف بالقول : هذا وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الإسلام بالضرورة. ومن ذلك تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر. وأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله قريناٍ للشرك في عدم مغفرة الله لمن فعله. وأن من قتل مسلماٍ متعمداٍ فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الأليم والخلود في النار. وأن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضى بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلماٍ بغير حق.
وأن قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها. وعظم حرمة المسلم حتى إنه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم. وأن الإعانة أو الإشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعا متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والأرض لعظم حرمة دم المسلم. وأن من فرح بقتل رجل مسلم بغير حق لم يقبل الله منه صرفاٍ ولا عدلاٍ. وأن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله إبليس عليه لعنة الله.
تحدث العلامة محمد الباشق بقوله: أن من ينظر في تاريخ البشرية ومجيء الليل والنهار والصيف والشتاء ومجيء الأيام سنن واضحة لا تستقيم الحياة على الأرض إلا بها.
فإن من هذه السنن أن من سل سيف البغي قتل به وعلى الباغي تدور الدائرة وأن غضب الله وعقابه وانتقامه ينزل على الطغاة وأن مصير وحاضر ومستقبل كل طاغية الذل والهوان والخزي والعار والآخرة أشد بطشا وأشد تنكيلا فأين إخوة سلمان من الظالمين والطغاة رحلوا إلى مزبلة التاريخ تلاحقهم اللعنات والعار إن دماء الشهداء من شعبنا أعلى وأعظم وأن الدماء أعظم عند الله من الكعبة المشرفة بل أن زوال السموات والأرض أهون عند الله من إراقة دم مسلم كما نطقت بهذا الأحاديث.
فإن الأجسام والأنفس والأرواح التي فيها خلق الله والله غيور على عباده وليعلم المعتدي سلمان ومن معه ومن رضي بفعله أنهم بارتكاب هذه المجازر في حق شعبنا قد استحقوا اللعنة من الله ورسوله وجميع الخلق حتى الحيتان في البحار والحيوانات بعد سفكهم لدماء الشعب اليمني المؤمن المسلم المسالم وليوقن سلمان وآل سعود بزوال ملكهم وأن كل قطرة دم من أطفال ونساء وشيوخ وأبناء اليمن محيطه بهم تنغص عليهم حياتهم وهي عليهم خزي ولعنة .
واختتم الباشق حديثه بقوله: واثقون أن ربنا الجبار المنتقم القوى العزيز القهار المهيمن سريع الحساب شديد البطش سينصرنا وأن خطة سلمان هي خطة فرعون عندما اقتحم البحر وراء موسى والمؤمنين ليقتلهم غرقاٍ ومن معه وهذا مصير هذا المجرم سلمان وإن شعب اليمن اليوم لسان حالهم ومقالهم اللهم أرنا في الطاغية سلمان عجائب قدرتك وسريع نقمتك وأليم سخطك اللهم إن سلمان ومن معه عزتهم أمريكا وأنت يا الله حسبنا ونعم والوكيل بك نعتز وبك نثق فكما حرست البيت يوم هجم عليه أبرهة ففر أصحاب الفيل أحرس اليمن شعبا وأرضا من شر من جمعوا للحرب ووالله إن النصر أقرب مما يظن الكثير وسنشاهد جميعا بفضل الله زوال دوله آل سعود قريبا فنقطع دابر القوم الذي ظلموا والحمد لله رب العالمين.
حجج باطلة
وأما الداعية محمد مصطفى إمام وخطيب جامع الحسن فيقول :
أن الأوطان محبتها فريضة وشريعة , فهي لا ترتفع إلا بهمة أبنائها, ولا ترتقي
إلا بسواعد شبابها ,ولاتسمو إلا بعقول رجالها ,ولا تعلو إلا بحكمة قادتها وعلمائها, ولا تحترم إلا بالمحافظة على مبادئها ودينها , فإذا ما تعرضت بلادهم لما يعيق سيرها , أو يقف تقدمها , أو يمس استقلالها , هبوا جميعاٍ يبتغون :
إدفع عن الأوطان أسباب الأذى وكن لها يوم الرزايا منقذا
وابذل لها النفس ووحد شعبها لا تنهض الأوطان إلا هكذا
وأشار مصطفى بقوله : تحت مبررات واهية وحجج باطلة سقوطها يغني عن إسقاطها وبطلانها يغني عن إبطالها جاءت ما يسمى : بـ ” عاصفة الحزم ” وكان الأولى بها عدو الأمة وهم اليهود , ومن يتربص بنا الدوائر ويحتل ديارنا , ويدنس مقدساتنا, ويمشي بغرور وصلف في أرضنا, فكيف نعينه على أنفسنا ونتركه ينعم بالأمن ويقر عيناٍ في بلادنا
وصدق القائل :
قلنا ولم نفعل أمام عدونا وعلى أحبتنا نقول ونفعلْ
وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد ودار ندوة أخرى أراد من خلال قمته المأزومة والمأجورة أن يتفرق دم اليمنيين على كل الدول المشاركة في القتال , ولكننا نقول بقول الله : ((وجعلنا من بين أيديهم سداٍ ومن خلفهم سداٍ فأغشيناهم فهم لا يبصرون))
وقال تعالى : “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فا خشوهم فزادهم إيماناٍ وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل “
والنتيجة بإذن الله ” سيهزم الجمع ويولون الدبر “
“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ”
ويؤكد مصطفى بقوله: لو تحول رعاع أهل الأرض من عبدة الدرهم والدينار مع حثالة آل سلول إلى زبالين ليغبروا على سماء هذا الوطن لبقيت السماء صافية متلألئة ,تم لم يرجع الغبار إلا على رؤوس من أثاروه ” قل موتوا بغيظكم ”
ووالله لو بذلنا كل غال ونفيس لندرك الخير الذي جاء من هذه المحنة لكان قليلا , ولكن بحمد الله خير جاء من حيث لم نبذل ولم نحتسب
” لا تحسبوه شراٍ لكم بل هو خير لكم “
وقديماٍ قيل : فلربما صحت الأجسام بالعلل ..
فها هي المؤامرة تجلت للعيان , وتبين من بكى ممن تباكى ” ليميز الله الخبيث من الطيب ”
وما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله
واختتم مصطفى حديثه بقوله : لا خير في كثير من نجواهم ونسأل الله أن يحفظ بلاد الإيمان والحكمة من كل شر ومكروه.
قد يعجبك ايضا