التقوى علاج لكل المشكلات في الأمة الإسلامية

من الفضائل التي كثر الأمر بها في القرآن والسنة فضيلة التقوى تقوى العبد لله ـ تعالى ـ فقد قال الله عز وجل “ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون” سورة آل عمران آية (  ) وقال تعالى “ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويفغر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” سورة الأحزاب (70ـ71) وغير ذلك من الآيات الكثير والكثير جاء الأمر فيها تقوى الله ـ تعالى ـ ورسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يأمر كذلك في كثير من أحاديثة بتقوى الله عز وجل فيقول “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن” ويقول أيضا “اتق المحارم تكن أعبد الناس” إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي يحث الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم ـ الناس فيها على تقوى الله تعالى  فما هي التقوى التي نالت هذا الكبير من الاهتمام في القرآن والسنة¿.
التقوى هي أن تجعل بينك وبين ما يغضب الله وقاية تمنعك من الوقوع فيما حرم الله تعالى هذه الوقاية هي الخوف من الله ـ تعالى ـ الخوف الذي يسيطر على قلب الإنسان فيحجبه عن كل ما حرم الله تعالى ولذلك لما سئل سيدنا علي رضي الله عنه عن التقوى فقال: هي الخوف من الجليل.
الخوف الفعال الإيجابي الذي يدفع صاحبه دفعا قويا إلى الالتزام بكل ما حرم الله تعالى ولذلك قال سبحانه “وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى” سورة النازعات أية (40ـ 41).
إذن فالوقاية التي تمنع الإنسان من الماضي إنما هي الخوف من الله تعالى في كل حال كان عليه الإنسان في ليل أو نهار كان وحده أو مع الناس ـ لابد وأن يراقب المسلم الله تعالى فيبتعد عن كل ما حرم الله.
ولو أن المسلم ابتعد عن كل المحرمات والسيئات لكانت أعماله كلها طاعة لله وكان أعبد الناس” بمعنى أن عبادة الإنسان لله لاتكتمل ولاتتحقق بالاكثار من الصلاة والصيام وسائر العبادات فقط وإنما تتحقق أكثر بترك المحرمات التي لا ترضي الله تعالى.
هذا هو معنى التقوى فإذا ما تحققت التقوى في الأمة الإسلامية جعل الله لها من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا وحلت كل مشاكل الأمة أيا كانت هذه المشاكل وذلك وعد الله تعالى  الذي وعد به عباده قال تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” سورة الطلاق (2-3).
أي ومن يحقق في نفسه تقوى الله ـ تعالى ـ ويبتعد عن كل ما حرم الله يجعل الله له مخرجا من كل شيء ومن كل ضائقة ومن كل هم وغم وضيق ومن كل أمر لايعجبه يجعل الله له مخرجا من ذلك كله ويرزقه من حيث لا يحتسب من حيث لايدري لايعرف من أين يأتيه الرزق إنما يسوقه الله إليه’ من حيث لايدري ويؤكد ذلك قوله ـ تعالى “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقو لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” سورة الأعراف (96) أي لو أن أهل القرى والبلاد حققوا في أنفسهم الإيمان والتقوى لنزل عليهم الخير من السماء ولأخرج لهم الخير من الأرصد ولعم الخير جميع الأرجاء بفضل أمنهم  يتقون الله تعالى.
إذن ففضيلة التقوى تثمر على الأمة ثمرات عظيمة يكمن فيها وفي تحقيقها في الأمة الاسلامية حل وعلاج كل المشكلات التي تعترض طريق الأمة في كل زمان ومكان.
فما علينا أخوة الإسلام إلا أن نحقق في أنفسنا تقوى الله وتعالى وفي بيوتنا وفي معاملاتنا مع الناس وفي أدائنا لأعمالنا وفي كل شيء يجعل الله لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقنا الله من حيث لا نحتسب نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قد يعجبك ايضا