واجب المسلم نحو وطنه

أولا: إعلاء كلمة الله في بلدك يطمح الإنسان إلى إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى فوق كل الأرض وفي جميع أنحاء العالم ولكن الأرض التي يعيش فيها هي أقرب إليه وهو الأقدر على أن يمارس هذا الدور فيها صحيح أن واجب الدعوة والهداية هو واجب الإنسان المسلم تجاه العالم كله ولكنه يجب أن يبدأ بالأقرب إليه قال تعالى (وأمر أهلك بöالصلاةö) وقال تعالى (وأنذöر عشöيرتك الأقربöين) فواجب المسلم أن يحاول في إعلاء كلمة الله أول ما يحاول في بلده ووطنه فينشر فيه الخير والمعروف ويدعو إلى الصلاح والإصلاح.
ثانيا: الدفاع عن الوطن أمام المعتدين: يجب على الإنسان إذا ما تعرض وطنه وبلده إلى الاعتداء أن يتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن أرضه والذود عن حياضه وإذا لم يدافع عن أرضه وعرضه فمن الذي يدافع عنه هل سيدعو الآخرين إلى أن يدافعوا عنه.
إن الوطن الذي نعمنا بالأمن والطمأنينة في أكنافه وعشنا على خيراته وثمراته ليحتم على كل فرد منا أن يدافع عنه حتى يتحقق فيه الأمن والأمان والسلامة والاطمئنان فمن نعم الله تعالى على الناس نعمة الأمن قال تعالى: (لöإöيلافö قريش إöيلافöهöم رöحلة الشöتاء والصيفö فليعبدوا رب هذا البيتö الذöي أطعمهم مöن جوع وآمنهم مöن خوف) والدفاع عن الوطن يكون بأن نكون حملة خير ومصدر أمن وسلام لمن حولنا ولو ببسمة صادقة أو نيات خيرة أو كلمة طيبة أو بشارة سارة وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
ثالثا: التعاون مع المشاركين لك والمشتركين معك في وطنك
لا يعيش الإنسان منا في وطنه وعلى أرضه وحيدا كفرد ولكن هناك آخرون يعيشون ويشتركون معنا في ظلال هذا الوطن لنا ما لهم وعلينا ما عليهم وهم يحبون الوطن كما نحب وينشدون إليه وعلاقتنا بأرض الوطن هي علاقتهم به أيضا وهي القاسم المشترك بيننا وبينهم وإن كانت العقيدة القاسم الأكبر والأعظم في إطار علاقتنا جميعا ولكن حتى لو لم تكن العقيدة واحدة فالاشتراك معهم في العيش على أرض واحدة ووطن واحد يوجد علاقة معينة وارتباطا إنسانيا لا بد منه مع اختلاف العقيدة والدين ولذلك نرى النبي صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة وأقام المجتمع الإسلامي هناك عمل صحيفة معروفة في السير والتاريخ.
(بصحيفة المدينة) الصحيفة التي تحدثت عن علاقة المسلمين فيما بينهم ثم عن علاقتهم مع بطون اليهود المقيمين آنذاك في المدينة ومما جاء في تلك الوثيقة الصحيفة (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم إنهم أمة واحدة من دون الناس وأن من يتبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة وغير مظلومين ولا متناصرين).
رابعا: واجب البناء وبناء الوطن امتثال لمهمة الاستخلاف في الأرض وإعمارها قال تعالى (هو أنشأكم مöن الأرضö واستعمركم فöيها).
وقال أيضا (وهو الذöي جعلكم خلائöف الأرضö ورفع بعضكم فوق بعض درجات لöيبلوكم فöي ما آتاكم) فكل امرئ منا في موقعه مستخلف ومطالب بالبناء على قدر وسعة ويتجلى بناء الوطن في مجلات شتى يتجلى في الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة وفي الحفاظ على خيرات الوطن وثرواته وبيئته في إماطة الأذى عن الطريق وفي الكف عن الإسراف واستنزاف الموارد مهما قلت أو كثرت كل ذلك بناء للوطن.

بناء الوطن أيضا يتجلى في إتقان العمل النافع المقيد وفي حسن المعاملة فيما بيننا ومع الأجنبي الغريب وفي دعمنا للمنتج الوطن النافع ويتجلى بناء الوطن في نشر العفة والفضيلة وإقصاء الفاحشة والرذيلة.

قد يعجبك ايضا