أكد الخبير في القانون الدولي الدكتور حسن جوني ان “العدوان الخليجي الاميركي على اليمن هو عدوان موصوف ينتهك ميثاق الامم المتحدة والقواعد والاعراف في القانون الدولي العام.
ولفت جوني في حديث لقناة المنار اللبنانية الى ان هذا العدوان ينتهك مبادئ عديدة من المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة ومنها مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول ومبدأ احترام سيادة الدول ومبدأ عدم استخدام القوة ضد دولة اخرى وعدم التهديد بها.
واشار الى ان انتهاك هذه المبادئ يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين اي ان العدوان على اليمن يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين.
وقال جوني إنه “لو تركنا لكل دولة الحق بالتدخل في شؤون دولة اخرى وتحديد ماهية نظامها السياسي سيؤدي ذلك الى ما لا يحمد عقباه في هذا العالم وعندها كل دولة اقوى من دولة اخرى ستتدخل بشؤونها وتعتدي عليها ما يعني اننا سنعود الى شرعة الغاب كما في القرون الوسطى حيث كانت الدول الكبرى تأكل الدول الاصغر منها او الدول الصغرى”.
واوضح ان الحجة التي تستخدم دائما للاعتداء على الدول كانت منذ الاستعمار حماية الناس بالإضافة للحديث عن الشرعية.. مؤكدا أننا أمام عدوان بمعزل عن الحجة والذريعة وليس هناك شيء يبرر الاعتداء على دولة اخرى.
وأضاف قائلا ” ليس هناك جهة في العالم لها الحق ان تستخدم القوة من اجل فرض اي شيء الا بقرار من مجلس الامن وتى مجلس الامن ليس له الحق بالتدخل العسكري مباشرة بل عليه التدرج بذلك بدءا من العقوبات السياسية والاقتصادية وفي النهاية قد يقدر ضرورة للجوء الى العمل العسكري أما ان تأتي دولة وبذريعة ان دولة اخرى فيها نظام سياسي سيؤثر فيها فلا يمكن القبول بهكذا ذريعة لتبرير عداونها”.. مشيرا إلى ان هذا غير مقبول من وجهة نظر القانون الدولي ويشكل جريمة عدوان ضد دولة اليمن المستقلة وصاحبة السيادة”.
وحول قرارات جامعة الدول العربية قال جوني “كان ممكنا لهذه الجامعة ان تتدخل ضد دولة معينة ولكن ليس بالطريقة التي حصلت بأن تؤيد القرار السعودي بالاعتداء على اليمن”.
ولفت الى ان تدخل الجامعة هنا كان يحتاج الى مقدمات قبل تدخلها العسكري في اليمن منها العقوبات الاقتصادية والسياسية وسحب السفراء”.
واشار الى ان تدخل الجامعة العربية عسكريا يحتاج لوجود ما يهدد الامن والسلم في المنطقة قامت به اليمن وهذا ما لم يحصل في الحالة الراهنة.
وتساءل الخبير جوني “ماذا فعلت اليمن وماذا جرى فيها يهدد الامن والسلم حتى تتحرك الجامعة العربية لتؤيد القرار السعودي¿.. مؤكدا ان “قرار الجامعة العربية المؤيد للعدوان يشكل انتهاكا جسيما لميثاق الامم المتحدة”.
وبالنسبة للجرائم التي ترتكبها السعودية ومن معها في العدوان على اليمن قال جوني “اليوم نحن أمام جرائم تنتهك القانون الدولي العام وتنتهك القانون الدولي الانساني وكل أعراف ومواثيق حقوق الانسان وهناك انتهاك لمبادئ اساسية في القانون الدولي الانساني وقانون الحرب أهمها عدم استهداف المدنيين وضرورة التمييز بين المدنيين والعسكريين في أوقات الحروب وعدم القصف العشوائي لاسيما ضد المدنيين وكل ذلك يشكل جريمة حرب بحسب اتفاقية روما وبروتوكول جنيف”.
وتابع جوني بالقول انه يمكن الذهاب اكثر من ذلك واعتبار أن هناك جريمة ضد الانسانية ترتكب في اليمن خلال هذا العدوان بحسب المادة 7 من نظام روما المتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية باعتبار ان هناك استهدافا ممنهجا ومستمرا للمدنيين ما يشكل جريمة ضد الانسانية”.. مذكرا ان الجريمة الاساسية التي ترتكبها السعودية ومن معها هي جريمة عدوان تمثل بالعدوان على سيادة اليمن بحسب اتفاقية روما.
ورأى ان “انتهاك الاعراف الدولية هي جرائم موصوفة خطيرة جدا لانها تشكل خطرا على السلم والامن الدوليين.
سبأ