نعمة الإخاء

الحمد لله القائل (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) وما أجلها من نعمة وهي نعمة التآخي وما أقبحها من صفة وهي صفة الكراهية ولذلك يحرص ديننا الإسلامي الحنيف على ضرورة أن يسود المجتمع المسلم التآخي والتآصر والتكاتف والتعاون فكان أول ماقام به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته من مكة إلى المدينة بناء المسجد والمواخاة بين المهاجرين و الأنصار كبداية لتأسيس الدولة الإسلامية القوية فالمسجد يجتمع فيه المسلمون كقلب واحد وجسد واحد الجميع إخوة يستظلون بمظلة دين المحبة والرحمة يقودهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويغرس في نفوسهم المودة والرحمة فهم سواسية أمام الله وأكرمهم عند الله أتقاهم هكذا رباهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا جمعهم المسجد النبوي الشريف حتى صاروا قوة لايستهان بها إن الدين الإسلامي الحنيف هو أعظم الأديان عدلا وتسامحا وإخاء من سار على نهجه وطبق تعاليمه وتجنب نواهيه اعتلى أمره وصلح شأنه, ولم يكن ديننا الإسلامي الحنيف يدعو إلى الكراهية والتفرقة والتباغض والإنقسامات والاختلافات بل كان نصرة وعزة لمن نصروه وذلة ومهانة لمن خذلوه واليوم وما أدراك ما اليوم وماذا نقول عن اليوم وقد تفجرت الجبال غضبا لما يحدث اليوم ابتعدنا عن جوهر الدين ولبه ولعبت بنا الأهواء وزاغت القلوب والأبصار وتجمدت المشاعر والأحاسيس وقست القلوب وصارت كالحجارة أو أشد قسوة وصار الأخ لايحمل في قلبه سوى مشاعر الأحقاد والكراهية وبدلا من حرص الأخ على مصلحة أخيه صار أكثر حرصا على إيذائه وقتله توغلت في القلوب سياسات القوى الاستعمارية الكافرة وهي سياسة (فرق تسد) واختلف المسلمون فيما بينهم وبدلا من أن يكون هناك مسجد واحد يجمعهم على المحبة والتقوى صارت هناك مساجد مختلفة تضم طوائف مختلفة تفرقوا تحت مظلة الإسلام والإسلام دين واضح وشفاف يدعو إلى المحبة والتآلف والتناصر والتسامح واليوم ماذا نقول وكيف نستطيع أن نقول وكيف نواسي أنفسنا ونواسي وطنا مذبوحا مجتمعا مسلما تفككت أجزاؤه ومبادئه وضاعت أخلاقه وحلت ثقافة العنف والقتل بدلا عن ثقافة الحب والتسامح وغلبت ثقافة السلاح ثقافة الحوار وصار المسلمون يجتمعون في مسجد واحد شكليا ويصطفون للصلاة لكنهم مختلفون ومتفرقون إلى أحزاب وطوائف وجماعات متفرقة ومتناحرة وها نحن نعيش وعلى وطن الإيمان والحكمة مرحلة قاسية وغير متوقعة مرحلة صراعات وصلت نيرانها إلى المساجد التي يتم تفجيرها وهي تكتظ بالمصلين فهل هذا من الإسلام هل هذا ما دعا إليه نبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضاء وعلى الشريعة السمحاء فزغنا عنها وصار الإسلام بهذا الشكل وبهذا التشويه وهو برئ كل البراءة من تلك الأعمال الإجرامية لماذا صار حالنا هكذا لماذا أختلفنا وتفرقت قلوبنا واختلفت مواقفنا وصرنا لقمة سائغة على موائد أعداء الإسلام.

قد يعجبك ايضا