علاجه صرامة المواجهة

● إن الإرهاب بأفكاره المتطرفة والمنغلقة أثبت أن كل أعمال عناصره وقياداته تعتمد على القتل وسفك للدماء º والتخريب والتدمير º الرعب والتشرد º التطرف والانحراف º الحقد والتعصب º الابتذال والارتهان.

إن الإرهاب بأفكاره المتطرفة والمنغلقة أثبت أن كل أعمال عناصره وقياداته تعتمد على القتل وسفك للدماء º والتخريب والتدمير º الرعب والتشرد º التطرف والانحراف º الحقد والتعصب º الابتذال والارتهان º .. يشير كثير من الخبراء والباحثين بشأن القاعدة أن الإرهاب بمبادئه وأفكاره يعد خطر عالمياٍ ومرضاٍ يجب تكاتف كل العالم ضده لأنه داء عالمي عابر للحدود وقاتل للشعوب .. وانه أنتج مطلع سبعينيات القرن الماضي بمشاركة دول عالمية واستخدم لأغراض سياسية واستهداف وزعزعت أمن واستقرار بعض الدول ليتحول بعد ذلك إلى مرض وكابوس يجوب العالم ولم يستثن أحد
القيادات العسكرية والأمنية طالبت وتحدثت في هذا  الجانب مراراٍ وتكراراٍ وفي غالب المناسبات أن اليمن أول من اكتوى بنيران الإرهاب العابر للحدود منذ العام 2001م º وأن مواجهة هذه العناصر الإرهابية والتخريبية يجب أن تواجه بحزم وأنه لا هوادة ولا تهاون أو تفاوض مع الإرهاب وعناصره .
عسكريون من مواقع الشرف والبطولة من محافظات مختلفة تحدثوا للصحيفة أنهم عازمون على تطهير البلاد من رجس وشرور العناصر الإرهابية وأن  وزارة الدفاع والداخلية ومعها كل الشرفاء عازمة على العمل في مكافحة الإرهاب وكسر شوكته ومطاردة وتتبع وملاحقة عناصر الإرهاب أينما وجدوا وحيث ما كانوا .. مؤكدين على أهمية ملاحقتهم وتطهير البلاد من شرورهم ومحاصرة تحركاتهم وأفكارهم التي دمرت الوطن º وتسببت أعمالهم الإجرامية بالعبث بكل مقدرات ومقومات الحياة والتنمية والاستقرار في بلادنا .
وبهذا الخصوص يقول الأخ حسين باصالح رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات  بمحافظة حضرموت: إن الإرهاب يؤدي إلى عرقلة سير المجتمعات  نحو السلوك الديمقراطي  والمشاركة السياسية  وينتج عنه أيضا انقسام المجتمع وظهور الفوضوية لاختلاف  الرؤى تجاه هذه الظاهرة  التي يرى البعض  انه عمل مشروع والأمل الوحيد للتحرر والإنعتاق وتقرير المصير وهذا ما يؤدي إلى الخلط بين المقاومة والإرهاب  .. رغم أن الفرق واضح بين هذين الوصفين  فالمقاومة عمل مشروع للدفاع عن النفس والإرهاب عمل إجرامي غير مشروع ..
ويرى باصالح  أن الحديث عن التأثيرات الاجتماعية لظاهرة الإرهاب يجعلنا نتوقف لاستيعاب هذه الظاهرة المعقدة في شبكة واسعة من الأسباب  التي تنبع من ظروف  سياسية  واجتماعية واقتصادية وفكرية قائمة في هذه المجتمعات  وجملة هذه الأسباب تلقي بنفسها على التأثير سلبا في الحياة الاجتماعية  ومن أبرزها  ازدياد البطالة مما يؤدي إلى خلق حالة من الاضطرابات النفسية والتوتر الانفعالي وفقدان الشعور بالأمان  .وكذا ضعف السلم الاجتماعي والتعبة الدينية التي ترتكز على التعصب الديني والفكري .
أما الأسباب والدوافع للإرهاب فقد تختلف من زمان إلى آخر º وبحسب علماء الاجتماع والسياسة فإن التعصب لأي شيء هو السبب الرئيسي وراء العنف والإرهاب  كالتعصب لفكرة أو مذهب أو عرق  أو مكان .. وعدم التسامح º والتعصب لتلك الأفكار يشكل بطبيعة الحال خطرا كبيرا لأنه يولد لدى هذه الفئة أو تلك الحقد وعدم القبول بالآخر .. وتكون النتيجة حتمية مصبها الصراع والاقتتال  والعنف .
والإرهاب قد تخطى كل المحاولات التي قام بها العالم لأجل كبحه والسيطرة عليه خصوصا في العشر السنوات الماضية º فلم يصلوا إلى اليوم إلى تعريف أو اسم له º فالعرب عرفه في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1998م والمكونة من 51 مادة  حيث نصت المادة الثانية من الاتفاقية أن الإرهاب ( كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أين  كان بواعثه أو أعراضه يقع لتنفيذ مشروع إجرامي فردي أو جماعي  ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم  أو أمنهم للخطر وإلحاق الضرر بالبنية التحتية  أو احد المرافق أو الأملاك الخاصة أو العامة  أو احتلالها  والاستيلاء عليها  أو تعريض احد الموارد الوطنية للخطر .
هذا تعريف العرب أما الغرب فقد حاول الوصول إلى تعريف للإرهاب ولكن بطريقته بحسب بعض المختصين بالإرهاب º حيث أكدوا أن الغرب حاول تعريف الإرهاب بالطريقة التي  يمكن من خلالها الاستفادة من هذا المرض العصري º انظروا صيغة التعريف الغربي بعد أن جمع كل المحددات والمحاذير التي صاغها في الاتفاقيات والقوانين الأممية وأقصد منظمة الأمم المتحدة .. ففي مؤتمر للأمم المتحدة حول جريمة الإرهاب خلص المؤتمرون لأكثر من 155 دولة إلى صيغة لتعريف الإرهاب على انه ( القيام بأفعال عنف أو تنظيمها أو الإشراف عليها أو الأمر بها  أو التستر عليها  أو تمويلها  أو تشجيعها  أو التغاضي عنها عندما تكون هذه الأفعال موجهة ضد دولة أو استهداف الأشخاص أو التجمعات  وتكون ذات طبيعة  كافية بإشاعة جو من الإرهاب  أو الخوف أو عدم الأمان  في نفوس الناس  بمختلف شرائهم  أو أغراض ذات طبيعة سياسية أو فلسفية أو عنصرية أو أثنية أو طبيعة أخرى).
إذاٍ يبقى الإرهاب ذلك الاسم الفضفاض المخيف والمرعب لكل دول العالم بحاجة إلى مواجهة حقيقية من كل الشعوب والدول وبالذات تلك التي تعاني منه.. على أن تبدأ مواجهته في تجفيف منابعه التي تدعم التطرف والتعصب وتزرع النعرات الطائفية والمذهبية, وكذا مكافحة الفقر ونشر الوعي والتوعية حول مخاطر كل تلك المسببات التي تصنع وتنتج لنا هذه الظاهرة الخبيثة.

https://www.althawranews.net/pdf/2015/03/22/11.pdf

قد يعجبك ايضا