التسامح

إن الدين الإسلامي دين التسامح ولاشك أن التسامح خلق عظيم من أخلاق الإسلام الذي حث المسلمين على التخلق به في حياتهم ومعاملاتهم لما يترتب على ذلك الخلق من آثار وثمار عظيمة في حياة المجتمع المسلم الذي يتصف أبناؤه بهذا الخلق العظيم وإذا نظرنا إلى ثمار التسامح نجد أنها كثيرة منها المحبة والمودة وحب الآخرين كما نجد التعاون والتماسك من ثمار التسامح أيضا علاوة على ما سبق نجد التماسك والقضاء على الخلافات والمنازعات ونبذ الكراهية والأحقاد من أبرز ثمار التسامح في الإسلام.
وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم نجد أنه أكد في آيات كثيرة على التسامح ودعا إليه وهذا يكشف عن أهمية التسامح في الإسلام. قال تعالى “ولمن صبر وغفر إöن ذلöك لمöن عزمö الأمورö ” (سورة الشورى الآية رقم 43)
وقال تعالى ” فمن عفا وأصلح فأجره على اللهö “(الشورى آية 40)
وقال تعالى ” وأن تعفوا أقرب لöلتقوى ” (سورة البقرة جزء من الآية رقم 237).
وقد أثنى الحق سبحانه وتعالى على المتصفين بهذا الخلق – العفو عن الناس وكظم الغيظ وجعل ذلك سببا يستحقون عليه مغفرة الله وعفوه ودخول الجنة. قال تعالى ” وسارöعوا إöلى مغفöرة مöن ربöكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعöدت لöلمتقöين/الذöين ينفöقون فöي السراء والضراء والكاظöمöين الغيظ والعافöين عنö الناسö والله يحöب المحسöنöين”(سورة آل عمران آية رقم 133.134).
ولاشك أن التسامح وكظم الغيظ صفة أو خلق يغبن عليه الإنسان ويكون في تخلقه بهذا الخلق مثالا يحتذى به في سمو الخلق ولين الجانب والتسامح وحسن العشرة.
وإذا نظرنا إلى السنة المطهرة أيضا – نجد كثيرا من الأحاديث التي أرشدنا فيها الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى هذا الخلق فقال – صلى الله عليه وسلم- “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث”.
وقال في حديث آخر “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”. فما أسعد المسلم إن عفا وأصلح عن المسلمين. وقال عقبة لقيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال :”يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك”. ولذا يعد التسامح من عوامل صلاح المجتمع ولذا يجب أن يكون حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – ” أكمل المؤمنين إيمانا وأحسنهم خلقا” ينبغي أن نجعله نصب أعييننا في كل معاملاتنا وشؤون حياتنا اليومية.
● عضو بعثة الأزهر الشريف