وقفات واحتجاجات المدارس والجامعات تؤكد:الإساءة إلى القرآن الكريم عدوان على هوية الأمة وكرامتها

الأسرة /متابعات

من أرض الإيمان، ومن بلد عرّفه الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله بأنه بلد الإيمان والحكمة، انطلقت موجة الغضب العارمة، تجلّت في حراك واسع امتد من مؤسسات الدولة إلى المدارس والجامعات، ومن الوزارات والهيئات الحكومية إلى ساحات المديريات، في مشهد وطني جامع عبّر عن موقف موحد يؤكد أن الإساءة إلى القرآن الكريم عدوان على هوية الأمة وكرامتها.

في الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية، انتظمت الوقفات الاحتجاجية بملامح غضب مسؤول، وفي المدارس بمختلف مديريات الجمهورية وقف الطلاب ومعلموهم ليعلنوا انتماءهم لهوية لا تقبل المساومة، فيما تحولت الجامعات اليمنية إلى منابر وعي ومواقف، تتقدمها جامعة صنعاء التي أكدت -من خلال حراكها القوي والواعي- استعدادها لمواجهة هذه الحرب الصهيونية الشاملة، بأدواتها الصلبة والناعمة على حد سواء.

هتف المشاركون بوجدان واحد، مندّدين بالفعل الإجرامي المشين الذي ارتكبه مرشح أمريكي للانتخابات، في سلوك استفزازي فجّ، مسّ مشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، مؤكدين أن الإساءة للقرآن الكريم ليست حرية رأي، بل جريمة وعدوان سافر على أقدس المقدسات الإسلامية.

جريمة متعمّدة وسياق عدائي ممتد

وأكدت بيانات المسيرات والوقفات أن الجريمة الأمريكية – الصهيونية الجديدة بحق القرآن الكريم، والتي تمثلت في مشهد مهين وُضع فيه المصحف الشريف في فم خنزير، ليست فعلًا فرديًا طائشًا، بل تعبيرٌ صريح عن حقدٍ متجذّر وعداء تاريخي للإسلام ورموزه، تقوده الصهيونية العالمية، وتدعمه أذرعها الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.

ولفتت بيانات الوقفات الاحتجاجية إلى أن هذه الإساءات تأتي ضمن حرب شيطانية شاملة تستهدف إذلال الأمة وترويضها، وإبعادها عن القرآن الكريم لتجريدها من عناصر قوتها، تمهيدًا للهيمنة عليها واستعبادها، وهو ما تشهد عليه الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واللبناني، والسوري، وبحق المقدسات الإسلامية، في ظل تخاذل مريب وتواطؤ مكشوف من حكام الأمة ونخبها.

استجابة لنداء القيادة

وأشارت البيانات إلى أن هذا الخروج الشعبي الواسع جاء استجابة مباشرة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، وانطلاقًا من المسؤولية الدينية والهوية الإيمانية، مؤكدين أن التحرك الشعبي هو واجب المرحلة في مواجهة الاستهداف المنهجي للإسلام، وأن الصمت تجاه هذه الجرائم يُعدّ تفريطًا خطيرًا بكرامة الأمة ودينها، وإفلاسًا في الوعي والبصيرة والقيم.

ودعا المشاركون شعوب الأمة ونخبها، وفي مقدمتها الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية، إلى التحرك الحاشد للتعبير عن سخطهم ورفضهم لهذه الإساءات، وتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم بوصفه الحصن الحصين للنجاة، إلى جانب تفعيل التحرك الإعلامي، وتوسيع أنشطة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، نصرةً لكتاب الله ودفاعًا عن عزّة الأمة وكرامتها.

وأكدت البيانات أن الصمت والتخاذل يشجّعان العدو الصهيوني على التمادي في استهداف مقدسات الأمة وثوابتها، واستباحة بلدانها وشعوبها، محذّرة من أن عاقبة هذا الصمت لن تكون إلا الخسران في الدنيا والآخرة.

وأضاف المشاركون: “أمام إجرام هؤلاء الأعداء الذين أحرقوا القرآن الكريم وقتلوا أكثر من سبعين ألفًا من أبناء فلسطين، معظمهم من النساء والأطفال، نبرأ إلى الله من كل المتخاذلين والمنافقين الذين جندوا أنفسهم لخدمة العدو، وتحوّلوا إلى أدواتٍ لتنفيذ مؤامراته”.

وشدّدت البيانات على أن هذه الجريمة تعبّر عن حقدٍ وعداءٍ شديدين للمسلمين، داعية الشعب اليمني إلى البقاء على أعلى درجات الاستعداد النفسي والمعنوي والجهادي لإفشال كل المؤامرات، مؤكدة الجهوزية الكاملة لأي جولة قادمة من الصراع، وأن جرائم الأعداء لن تزيد اليمنيين إلا ثباتًا واندفاعًا لمواجهتهم على المستويات الفكرية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

اليمن حين تتحول الكرامة إلى موقف

ويؤكد هذا الحراك الشعبي والأكاديمي والرسمي المتزامن أن اليمن -شعبًا وقيادةً ومؤسسات- يقف اليوم صفًا واحدًا في الدفاع عن القرآن الكريم ومقدسات الأمة، وأن محاولات الاستفزاز والإساءة لن تُفلح في كسر الإرادة، بل ستُعيد إشعال معركة الوعي والكرامة، وتفتح أبواب الاستعداد لجولاتٍ قادمة من الصراع، عنوانها الثبات، ووقودها الإيمان، وبوصلتها القرآن الكريم… حتى الانتصار.

قد يعجبك ايضا