الثورة نت /..
أقدمَ أمريكي على وضع نسخة من القرآن الكريم في فم خنزير خلال احتجاج مناهض للإسلام بمدينة بلانو في مقاطعة كولين في ولاية تكساس، مؤخرًا، في حادثة من حوادث الإساءة المتكررة للإسلام، والتي تشهدها الولايات المتحدة، وتمثل في جوهرها تكريسًا للكراهية الموجهة سياسيًا ضد الإسلام، وتحريضًا على العنف ضد المسلمين.
المواطن الأمريكي ظهر في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام وتداولته حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يقف على متن سيارة رباعية الدفع يحمل رأس خنزير في فمه نسخة من القرآن الكريم.
ونقلت وسائل إعلام عن لانغ قوله في خطاب عنصري حمل نبرة تحريضية:” سنردكم إلى حيث أتيتم، حاملين الخنازير في أيدينا، ومسيحنا في قلوبنا”.
أثار الفيديو موجةً كبيرةًَ من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي تؤكد على وضاعة مَن نظم ونفذ الاحتجاج، كما توضح، في الوقت نفسه، أن هذا السلوك يقدّم دليلَا جديدًا على الازدواجية الأمريكية في التعامل مع حرية التعبير.
ففي الوقت الذي يمنع القانون الأمريكي الإساءة لليهود، وفي المقدمة “الهولوكوست” بحجة معادة السامية، يتسامح القانون مع الإساءة إلى المقدسات الإسلامية، في دلالة واضحة على استخدام حريتهم فيما يخدم توجهاتهم المعادية للإسلام، وفي مقدمتها تكريس الكراهية الموجهة سياسيًا نحو الإسلام، وقبل ذلك الإمعان في التحريض على العنف ضد المسلمين؛ وهو ما عبّرت عنه مواقف مسؤولين أمريكيين، وفي مقدمتهم وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، الذي نشر صورًا له، وهو يحمل وشمًا يثير الكراهية ضد الإسلام.
كما أثار الفيديو انتقاد العديد من النشطاء في أوساط المجتمع المدني، بما فيها الولايات المتحدة، الذين أدانوا هذا السلوك ورفضوه، واعتبروه تحريضًا على الكراهية والعنف؛ ومنافيًا لقيم الإنسان والحضارة.
أثار، أيضا، هذا التصرف غضب منظمات حقوق الإنسان، التي وصفته بـالتحريض على الكراهية الدينية، مؤكدين أن هذه الأفعال تعكس تطرفًا باتجاه العنف، ورفضًا للآخر، وبقدر ما هو تكريس للعنصرية ورفض للتنوع، هو سلوك يعكس انحطاطًا يتناقض كلية مع قيم الحضارة الإنسانية التي تحترم الأديان.
الانشطة المعادية للإسلام في الولايات المتحدة ليست وليدة اليوم، وإن عُرفت وتكررت في السنوات الأخيرة، في سياق محاولات استفزازية موجهه، وذلك من خلال استخدام بعض الجماعات المتطرفة، بهدف خلق الانقسام الاجتماعي بين المسلمين وغيرهم داخل المجتمع الأمريكي، وقبل ذلك إثارة الكراهية والتحريض على العنف، في بلد ترفع حكومته شعار محاربة الإرهاب، وفق مراقبين.
مما لا شك فيه أن خلف هذه الجماعات تقف توجهات سياسية تستهدف بدرجة رئيسة الإساءة للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة والعالم.
