الخلافات والأحقاد يجب ألا تكون سببا في القطيعة مع الأقارب والأرحام


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
أوضح عدد من العلماء والدعاة أنه لا مبرر لمن يعلق سبب قطيعته لرحمه لخلافات أسرية, فعظمة الصلة لا تعيقها تلك الصغائر كما أن البعض يجعل الخلافات البينية والأسرية مانعا وحائلا وحجة لعدم قيامه بصلة رحمه وبعضهم يلقى الإهانة والشتم من أقاربه إذا زارهم أيضا لخلافات أسرية متوارثة فيجد في القطيعة راحة وسلاماٍ مع أن الأسباب مهما بلغت لا يجوز اتخاذها ذريعة لقطيعة الأرحام ..

* العلامة عبد العزيز الحيمي كانت بداية الاستطلاع معه حيث أفادنا بالقول : من وصلها وصله الله .. هذه هي عظمة صلة الأرحام وزيارتهم والإحسان إليهم.
ويكفينا تبيانا لعظمتها وفضلها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراٍ أو ليصمت ) . أضف لما ترسمه صلة الرحم من زيادة الألفة والمحبة وإضفاء جو التسامح والأخوة وتوطيد العلاقة الأسرية والتمسك المجتمعي ولما لها من آثار في الرزق في المال والبركة في العمر لقوله صلوات الله عليه وسلامه : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) وقوله : الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله .
الخلافات البينية
موضحاٍ: أنه لا مبرر لمن يعلق سبب قطيعته لخلافات بينية , فعظمة الصلة لا تعيقها تلك الصغائر لأن هناك بعض الناس يجعل الخلافات البينية والأسرية مانعاٍ وحائلاٍ وحجة لعدم قيامه بصلة رحمه وبعضهم يلقى الإهانة والشتم من أقاربه إذا زارهم أيضا لخلافات أسرية متوارثة فيجد في القطيعة راحة وسلاماٍ مع أن الأسباب مهما بلغت لا يجوز اتخاذها ذريعة لقطيعة الأرحام لحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاٍ قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تْسفهم المِل ولا يزال معك من الله ظهيراٍ عليهم ما دمت على ذلك ] وقوله : (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) . ولا نغفل عنها تحت أي حجة فهي سبب من أسباب دخول الجنة ) فياأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
أقرب الناس
فيما ذهب فضيلة الشيخ محمد الفسيل بالقول : ما يؤسف القلب والعقل والمنطق أن هناك من يقاطع أقرب الناس إليه ألا وهي أمه وأبيه بذريعة مبررات واهية هي صلب العقوق والجحود بطاعة الأم والأب والإحسان إليهما ” إنِ اللِهِ حِرِمِ عِلِيúكْمú عْقْوقِ الúأْمِهِات وِوِأúدِ الúبِنِات وِمِنúعٍا وِهِات وِكِرهِ لِكْمú قيلِ وِقِالِ وِكِثúرِةِ السْؤِال وِإضِاعِةِ الúمِال ) فقطيعة الوالدين من أشد الذنوب وأعظمها حيث توعد الله صاحبها باللعن لقوله تعالى : ( فِهِلú عِسِيúتْمú إنú تِوِلِيúتْمú أِنú تْفúسدْوا في الأرúض وِتْقِطعْوا أِرúحِامِكْمú * أْولِئكِ الِذينِ لِعِنِهْمْ اللِهْ فِأِصِمِهْمú وِأِعúمِى أِبúصِارِهْمú ) فقد خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحق الرحمن عز وجل فقال : مه ! فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . فقال : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ¿ قالت : بلى قال : فذاك ” وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم.
الاستدراج في الدنيا
موضحا : إن ضيق الرزق وإن وسع عليه فمن باب الاستدراج وأنه لا يْنسأ له في أجله كما ينسأ للبار لوالدته والواصل لرحمه ولا يْرفع له عمل ولا تفتح أبواب السماء لعمله يبغضه الله ويبغضه أهله وجيرانه ويخشى عليه من ميتة السوء ويلعنه الله وملائكته والمؤمنون ولا يستجاب دعاؤه بالإضافة إلى أن يعقه أبناؤه وأحفاده ولا ينظر الله إليه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث ) وقوله : رِغمِ أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ” قيل : من يا رسول الله ¿ قال : (من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة).
تعجيل العقوبة
من جهتها استهلت الداعية أماني الريمي – جامعة القرآن الكريم وعلومه حديثها بقوله تعالى : (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) وهذه الآية تبين لنا عقوبة قاطع الرحم بكونه استحق اللعن ولقوله تعالى: ( وما يضل به إلا الفاسقون الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) ومن ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة : قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ¿ قالت : بلى قال : فذلك لك ] .

قد يعجبك ايضا