علماء ودعاة: نصرة الرسول الأعظم تكون بإتباع نهجه في نشر قيم المحبة والسلام


إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هادياٍ مهدياٍ). ومعنى قوله ما حجبني: أي ما منعني الدخول عليه متى ما أردت ذلك.
ويضيف المرتضى أن الصحابة رضوان الله عليهم قد ترجموا حب النبي صلى الله عليه وسلم ترجمة عملية فبذلوا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله وطاعة وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعبر عن ذلك سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ حين قال للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما ذكر ابن هشام وغيره في السيرة النبوية: ” يا رسول الله هذه أموالنا بين يديك خذ منها ما شئت ودع منها ما شئت وما أخذته منها كان أحب إلينا مما تركته لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا أحد إنا والله لِصبرَ في الحرب صدق عند اللقاء فامض بنا يا رسول الله حيث أمرك الله ” فكان لسان حالهم ومقالهم عن النبي ـ صلى الله عليه آله وسلم ـ هو المْقِدم في نفسي على نفسي وأهل بيتـي وأحبابـي وخلانـي.
وقد سْئل علي ـ رضي الله عنه ـ كيف كان حبكم لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ “.

“صور من حْب”
وأشار المرتضى إلى أنها ظهرت صور كثيرة من حب الصحابة للنبي ـ صلى الله عليه وآله – بصورة عملية وذلك حينما حاصر المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في غزوة أحد وخلال هذا الموقف العصيب سارع المسلمون إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وأقاموا حوله سياجاٍ بأجسادهم وسلاحهم وبالغوا في الدفاع عنه فقام أبو طلحة يسور نفسه بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ويرفع صدره ليقيه من سهام العدو ويقول: ” نحري دون نحرك يا رسول الله “.
وأبو دجانة يحمي ظهر رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – والسهام تقع عليه ولا يتحرك ومالك بن سنان يمتص الدم من وجنته ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ حتى أنقاه وعرضت لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – صخرة من الجبل فنهض إليها ليعلوها فلم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض عليه فقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : (أوجب طلحة) أي الجنة.
ودعا المرتضى في ختام حديثه كل العقلاء من الغربيين غير المسلمين أن يتعرفوا على سيرته صلى الله عليه وآله وسلم فو الله لعرفوه لما أساءوا له ورسموه. وأردف المرتضى قائلا: عليهم أن يفهموا أن محمد صلى الله عليه وآله وسلم أطيب مما يتوقعون وأخلاقه فوق ما يتصورون.

“فداه أبي وأمي”
وأما الداعية محمد شرف الدين الشرفي فيقول موجها النداء لأمة الإسلام إن الصور التي رسمتها الأيدي القذرة لا تشبه ذلك الوجه الأنور والجبين الأزهرº فوجه محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء وجه محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم استنارةٍ وضياءٍ من القمر المسفر ليلة البدر وجه محمد صلى الله عليه وسلم يفيض سماحةٍ وبشراٍ وسروراٍوجه محمد صلى الله عليه وآله وسلم له طلعةَ آسرة تأخذ بلب كل من رآه إجلالاٍ وإعجاباٍ وتقديراٍ.

وأخيراٍ يقول شرف الدين: والله مهما بذلتم فإنكم لن تستطيعوا النيل من ذاته الشريفة فكما عصمه ربه من استهزاء قريش وهجائها فكانوا يسمونه مذمماٍ فحفظ الله اسمه ورفع شأنه وصدق الله إذ يقول “إنِا كِفِيúنِاكِ الúمْسúتِهúزئينِ” النحل.

“لا عذر لك”
وعن هذا الموضوع يقول الشيخ صابر النوفاني: عجباٍ لمن يقتني من منتجات تلك البلدان ويدخلها لنفسه وأهله ويفيد بماله من يسب رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم .وإني أقول لكل مسلم أنه لا عذر لك في التخلف عن الدفاع عن رسولك صلى الله عليه وسلم فبإمكانك أن تذهب لأي مقر للهاتف لترسل منه فاكساٍ بالإنكار أو تذهب لأي محل يقدم خدمة الانترنت وترسل من خلاله رسالة الكترونية تستنكر فيها تلك الجريمة. فالله الله في رسول الله. واعلموا رحمني الله وإياكم أن الرد العملي على تلك الهجمة هو العودة لسنة وأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم وتطبيقها في مظهرنا وسلوكنا وحياتنا وأن نعلمها أبناءنا وبناتنا وننشرها للعالم أجمع فإني على يقين أن أولئك لو عرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاٍ لأكبروه ولما تجرأوا على فعلتهم تلك.

“لو عرفوه لأحبوه”
وفي نفس السياق يقول الشيخ عبدالرحمن البعداني: إن رسول الله صلى الله عليه وآله شهد له أعداؤه بالخير والصدق والأمانة والصفاء والنقاء وحمل قيم التسامح والعدل والإنصاف
وأضاف البعداني بقوله:
لوعرفوه ما استهزأوا به
لو عرفوه لأحبوه
لو عرفوه لكانوا من أنصار سنته وأتباع رسالته
مقامه عال لن يضره سبهم وهو الذي يرفع اسمه على المآذن كل خمس دقائق في العالم كله ويسلم ويصلي عليه المسلمون في كل يوم خمس مرات في كل صلاة.
أحبه الله فلن يضره بغض أحد و قربه الله فلن يبعده أحد
هذه رسالة تأنيبية لنا نحن المسلمين حتى نتبع سنته ونسير على نهجه ونقتفي أثره.

فالنجاشي قال وهو على غير ملته : “إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة” وأيضا قال ورقة بن نوفل وهو نصراني: “إن هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى” قال تعالى: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) وقال تعالى: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ” وقال تعالى : “قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” وأمثال ذلك مما يذكر فيه شهادة الكتب المتقدمة بمثل ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم …فلو أنصف هؤلاء اليوم لشهدوا أنه رسول الله.

قد يعجبك ايضا