أخـــــــــلاق المسـلــــم

الشيخ/ رفيق سليمان ناصف الشناوي

● أكد الإسلام على أهمية الأخلاق ودورها في صلاح الفرد والمجتمع وما لها من المكانة الرفيعة في الإسلام ويتحدث الإسلام في كثير من سور القرآن من الأخلاق وأنواعها وصفاتها ودورها في تهذيب السلوك وتقويم النفس وما يترتب عليها من الأجر والثواب في الدار الآخرة يقول تعالى: (وسارöعوا إöلى مغفöرة مöن ربöكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعöدت لöلمتقöين133/3الذöين ينفöقون فöي السراء والضراء والكاظöمöين الغيظ والعافöين عنö الناسö والله يحöب المحسöنöين).
والعفو والصفح عن المسيء وكظم الغيظ عند الغضب والإحسان إلى المخلوقين هي من أخلاق القرآن التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
ولقد مدح الله تعالى المؤمنين الصادقين بكونهم يتحلون بمكارم الأخلاق إن قدوتنا في الأخلاق الحسنة والسيرة الطيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف لا وقد مدحه الله تعالى في القرآن الكريم بقوله تعالى: (وإöنك لعلى خلق عظöيم).
وقد وصفته السيدة عائشة –رضي الله عنها- بقولها إن النبي صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرآن) أو (كان قرآنا يمشي على الأرض) بمعنى أن امتثال القرآن أمرا ونهيا وانقيادا وعملا ظاهرا وباطنا له سجية وصنيعا.
وعندما سئلت السيدة عائشة –رضي الله عنها- كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله¿ قالت: (كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا من الأسواق ولا يحزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولما رجع من غار حراء يرتجف فؤاده وقفت السيدة خديجة في محنته وطمأنت فؤاده ودللت على نبوته وصدق دعوته وما يحمله من رسالة للعالمين بكونه كان صاحب خلق عظيم وأدب رفيع ومزايا حسنة وسيرة كريمة فقالت رضي الله عنها: (كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق).
لقد اهتم الإسلام بقضية الإسلام وما لها من فضائل وفوائد وما لها من دور في نشر الفضيلة في المجتمع فمن فضائلها:
1- أنها أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة فلقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل من الميزان من حسن الخلق) .. وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء).
2- ومن فضائلها أن صاحب الخلق الحسن أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون).
3- من فضائل حسن الخلق أن صاحب الخلق الحسن يدخل الجنة بسلام فلقد قال صلى الله عليه وسلم: (ياأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
إن الإسلام ربط الأخلاق الكريمة بمعاني العقيدة السليمة كي يكتب لها الدوام والاستمرارية وتثبت في قلب المؤمن وحتى تؤتي أكلها وثمارها اليانعة قال تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلöمة طيöبة كشجرة طيöبة أصلها ثابöت وفرعها فöي السماء. تؤتöي أكلها كل حöين بöإöذنö ربöها ويضرöب الله الأمثال لöلناسö لعلهم يتذكرون) .. والشجرة كما جاء في تفسيره هي كلمة التوحيد ممتدة في جذور الأرض وللشجرة الفروع والسيقان والأوراق هي ما تتفرع عنها من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة وكلما كان المسلم أكثر تمسكا وعملأ بمعاني العقيدة كان أعظم خلقا ولذلك جاء في الحديث: (الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).
ولقد انتشر الإسلام في ربوع المعمورة بفضل ما كان يحمله تجار المسلمين من الأخلاق الكريمة والتعامل الحسن وقد أسلم كثير من المشركين بمجرد أنهم شاهدوا أخلاق التجار وعلموا أن هذه الأخلاق هي أخلاق الإسلام وهي أيضا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
فهكذا نستطيع أن نكون بأخلاقنا الحسنة قدوة حسنة لنشر الصورة الصحيحة للإسلام ولهذا ندعو إلى الله تعالى بأخلاقنا الحسنة فضلا عن بيان ما في القرآن والسنة من الخير والنفع للبشرية جميعا.
هدانا الله وإياكم إلى مكارم الأخلاق وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
*

قد يعجبك ايضا