الشيخ الصنعاني: نصرتنا لنبي الرحمة تكون بنشر تعاليمه السمحة والاقتداء بأخلاقه الكريمة

● سْئل الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ عن رأيه في كتاب أحد المستهزئين بالإسلام الذي كِثْر عنه الحديث في التسعينيات. فرد قائلاٍ: لم أقرأه ولن أقرأه. فقالوا: كيف وقد كثر الكلام عنه¿!
فقرأ عليهم الشعراوي رحمه الله قول الله تعالى في سورة النساء: (وِقِدú نِزِلِ عِلِيúكْمú في الúكتِاب أِنú إذِا سِمعúتْمú آيِات اللِه يْكúفِرْ بهِا وِيْسúتِهúزِأْ بهِا فِلِا تِقúعْدْوا مِعِهْمú حِتِى? يِخْوضْوا في حِديثُ غِيúره إنِكْمú إذٍا مثúلْهْمú إنِ اللِهِ جِامعْ الúمْنِافقينِ وِالúكِافرينِ في جِهِنِمِ جِميعٍا) فكفار قريش كانوا يقولون قصائد تذم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ولم تصل لنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فاندثرت. ونحن علينا أن نهمل كل ما يسيء للرسول والإسلام حتى لا نساعد في انتشاره. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا فيه فينتبه الشامتون”. حول هذه الموضوع التقينا الشيخ زايد الصنعاني خطيب جامع الحسن بن علي رضي الله عنهما وخرجنا بالحصيلة التالية:

● بداية كيف تفسرون الحملات الشرسة على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم¿
ـ من يقوم بمثل هذه الأفعال المشينة هم من ينقمون على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم ينقمون منه أنه دعا إلى توحيد الله تعالى وهم لا يؤمنون لله بالوحدانية وينقمون منه أنه عِظِمِ ربه – تبارك وتعالى- ونزِهه عما يقوله هؤلاء المفترون وهم ينسبون إليه النقص والصاحبة والولد وينقمون منه أنه دعا إلى معالي الأخلاق وتِرúك سفاسفها ودعا إلى الفضيلة وسد كل باب يؤدي إلى الرذيلة وهم يريدونها فوضى أخلاقية عارمة يريدون أن يغرقوا في مستنقع الشهوات والرذيلة وقد كان لهم ما أرادوا! ينقمون منه أنه رسول اللهº والله – تعالى- هو الذي اصطفاه على الناس برسالته ووحيه ودلائل نبوته – صلى الله عليه وآله سلم- أكثر من أن تحصر بل من أعظم الأدلة على صدق نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم بقاء دينه هذه القرون الطويلة ظاهراٍ منصوراٍ.
ولم يزل الكثير من مفكريهم وكتابهم ومؤرخيهم المنصفين يعلنون الثناء على محمد – صلى الله عليه وسلم فهذا برنارد شو الإنكليزي له مؤلف أسماه (محمد) يقول: “إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلُ في تفكير محمد وإن رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجةٍ للجهل أو التعصب قد رسموا لدين محمدُ صورةٍ قاتمةٍ لقد كانوا يعتبرونه عدواٍ للنصرانية لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل فوجدته أعجوبةٍ خارقةٍ وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوٍا للنصرانية بل يجب أنú يسمى منقذ البشرية وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم لوْفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها”.
* ماذا عن من ينصر الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأفعال تغلبها العنف¿
– إن ما نراه من ردود فعل غاضبة من المسلمين وعمل جاد لمواجهة تلك الهجمة التي يتعرض لها الإسلام لِيبعثْ البهجة والسرور والأمل في نفس كل مسلم غير أن بعض المسلمين وهم بحمد الله قلة قد مال بهم حماسهم عن الصواب والمأمول من المسلمين أن يلزموا العدل والإنصاف حتى مع أعدائهم: (يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا كْونْوا قِوِامينِ للِه شْهِدِاءِ بالúقسúط وِلاِ يِجúرمِنِكْمú شِنِآنْ قِوúمُ عِلِى أِلاِ تِعúدلْوا اعúدلْوا هْوِ أِقúرِبْ للتِقúوِى وِاتِقْوا اللِهِ إنِ اللِهِ خِبيرَ بمِا تِعúمِلْونِ) (المائدة: 8) كما أن الشتم والسب قد نهينا عنه: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواٍ بغير علم) فليس من النصرة:
1 – الاعتداء على معصومي الدم والمال كالمستأمِنين من أي دين كان.
2 – اختراق وتدمير مواقع صحف ومجلات لم تصدر منها بنبينا – صلى الله عليه وسلم- سخريةَº فمثل هذا العمل يْحرضها هي الأخرى على سب الرسول – صلى الله عليه وسلم- والنيل منه وينقلها من حيادها إلى مْصافة المعتدي في موقفه ويحرض سفهاءهم على تدمير مواقعنا.
3 – ما يصاحِبِ بعض المظاهرات التي يقوم بها المسلمون في أماكن شتى من إتلاف للأنفس والممتلكات.
* وما الواجب علينا في سبيل نصرة النبي الأكرم¿
– على كل مؤمن يحب الله ورسوله – عليه أزكى الصلاة وأتم السلام- ويغار على دينه أن ينتصر لرسوله – رسول الرحمة- وأن يقدم كل ما في وسعه لرد هذه الهجمة الشرسة ومهما بذلنا فهو قليل في حق النبي – صلى الله عليه وسلم- ومن الأعمال التي ينبغي القيام بها:
إعلان النكير على كل الأصعدة وبشدة والاحتجاج على مستوى الحكومات والهيئات الرسمية وغير الرسمية وإعلان الاستنكار من الشخصيات العامة كالعلماء والمفكرين ورجال الإعلام.
وكذلك الإنكار على المستوى الفردي كلَ حسب ما يستطيع: بإرسال رسالة أو كتابة مقالة أو اتصال هاتفي بحكومتهم وخارجيتهم وصحافتهم ومراسلة المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب ولو نفر المسلمون بإرسال آلاف الرسائل الرصينة القوية إلى المنظمات والأفراد فإن هذا سيكون له أثره اللافت قطعاٍ.
ومطالبة هؤلاء الجناة بالاعتذار الجاد الواضح ومقاطعة منتجاتهم مادام لها تأثير عليهم وهذا هو الواقع والبحث عن شركات بديلة يمتلكها مسلمون ترسيخاٍ لمبدأ الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين.
كما يجب علينا بيان حْسن الإسلام وموافقته للعقول الصريحة والرد على شبهات المجرمين عبر المؤسسات الإعلامية والصحف والمجلات والمواقع الإسلامية وأن تسطر على صفحاتها شمائل النبي – صلى الله عليه وسلم وتبين الدور العظيم الذي قام به – صلى الله عليه وسلم- لإنقاذ البشرية وأنه أْرسل رحمة للعالمين وهداية للناس أجمعين.
ومطالبة الكتاب والصحفيين والإعلاميين بل كل غيور بالقيام بدور النصرة للنبي – عليه الصلاة والسلام- من خلال محاولة إثارة الرأي الغربي ضد هذا الانتهاك والتدنيس العلني للمعتقدات الدينية.
وبيان خصائص دعوته ورسالته – صلى الله عليه وسلم وأنه بعث بالحنيفية السمحة وترجمة الكتب التي تدعو إلى الإسلام والكتب التي تعرف بالإسلام ونبي الإسلام وتبين سيرته الحسنة العطرة وفضائله بلغة هؤلاء القوم.
وكذلك نشر ما ذكره المنصفون من غير المسلمين بشأنه – صلى الله عليه وسلم إذ هو أدعى لقبول أقوامهم له.
كما يجب علينا ابتداءٍ التمسك بالسنة والتزام هدي النبي – صلى الله عليه وسلم- في كل شيء والصبر على ذلكº إذ بهذا يكفينا الله كيدهم: (وِإن تِصúبرْوا وِتِتِقْوا لاِ يِضْرْكْمú كِيúدْهْمú شِيúئاٍ) (آل عمران: 120).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصار دينه ونبيه – صلى الله عليه وسلم- بوعي وصدق وأن يعلي دينه وينصر أولياءه ويذل أعداءه: (وِاللِهْ غِالبَ عِلِى أِمúره وِلِكنِ أِكúثِرِ النِاس لاِ يِعúلِمْونِ) (يوسف: 21). وصلى الله وسلم على أشرف خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قد يعجبك ايضا