( وما ادراك ما الجواسيس )

فهمي اليوسفي

 

نجاح صنعاء في القبض على شبكة الجواسيس المجندين من قبل الطرف الانجلوامريكي والسعيواماراتي + إسرائيل يمثل نجاحا لأجهزة الأمن في بلدنا ودليلا على فاعليتها ويعتبر فشلا للكوكتيل الاستخباراتي لدول الرباعية + إسرائيل.

هذا النجاح يمثل فشلا عسكريا للرباعية + الكيان الصهيوني باعتبار هذا الكوكتيل لازال يعد ويحضر منذ فترة لاستهداف اليمن عسكريا وفقا لبعض المعطيات التي توحي بذلك ولأن الخطط العسكرية في العلم العسكري تبنى على خارطة معلومات استخبارية..

لو تم التدقيق وتحليل حديث هذه الخلية من الجواسيس التي تناولت نشرها وسائل الإعلام سنجد أنهم حديثو العمل في مشاريع التجسس في الداخل لصالح الخارج لكنهم تورطوا بالخيانة وبالجرائم المرتكبة وانهم يعملون بأجر يومي أو موسمي ومجبرين على التنفيذ ربما لأن البعض منهم متورط بجرائم أخلاقية أو غير ذلك لكن محاكمتهم واجبا قانونيا ومن الثوابت أن أجهزة الاستخبارات للناتو الغربي والعربي إضافة للإسرائيلي يستثمرون المنحرفين أخلاقيا باعتبارهم قد تجردوا من الكرامة والضغط عليهم بذلك بكشف حقيقة انحرافهم يجعلهم مجبرين على تنفيذ جرائم التجسس على سيادة بلدهم والمشاركة بالجريمة. لأن كرامتهم قد أصبحت مطعونة وفقدوا الرجولة وتجردوا من أي غيرة على وطنهم لأن من لا يحافظ على ماء الوجه يصبح بلا كرامة ولا نلتفت لضجيج المنظمات الخارجية وللإعلام المضاد بل الاستمرار في المكافحة هو الحل لمواجهة التحديات.

ولطالما هؤلاء الجواسيس تم تجنيدهم من العام 2018م وآخرهم في هذا العام فان ذلك مؤشر على أن الكوكتيل الخارجي الذي جند هذه الشبكة قد استعان بالجاسوس الأكبر وصاحب الخبرة الكبيرة والطويلة في التجسس والتجنيد من سوق الدعارة هو المرتزق البوليس رشاد العليمي الذي يعد المسؤول الأول عن إحداثيات العدوان من عام 2015م وباعتراف الصريع عفاش، مع أن هذا المرتزق العليمي هو في حقيقة الأمر المرتزق ابن عيلوم ومن العشرة المبشرين بالخيانة والارتزاق والتجسس منذ أن تم إبتعاثه للدراسة في الأكاديميات بمصر مروراً بمشاركته في لجنة التنازل عن أراضي اليمن التاريخية للسعودية ومنحه الجنسية السعودية بذلك الحين هو وأسرته ثم تعيينه وزيرا للداخلية عبر نائف ابن عبدالعزيز والسفير السعودي آل جابر فأصبح ضمن نظام الصريع عفاش ما قبل 2014م والكل يدرك أن ذاك النظام جاء من رحم أجهزة المخابرات لدول الرباعية + إسرائيل بل كان نظاما يدار بالريمونت كنترول من الملحقات الاستخباراتية لسفارات دول الرباعية أي أن ذاك النظام كان يعمل في صنعاء كمنظومة جاسوسية متكاملة في الداخل لصالح الخارج بدءا من رئيس النظام السابق الصريع عفاش مرورا بالجاسوس البوليس رشاد العيلوم حتى أن معظم قيادات الدولة من الصف الأول أو حتى الوسطى كان يخضع تعيينهم للسفارات الانجلوإمريكية والسعيوإماراتية وبمباركة من إسرائيل .

نجاح صنعاء من عام 2015 م في الإطاحة بذاك النظام يمثل نجاحا في القضاء على نظام الجواسيس من اعلى الهرم إلى أدناه فضلا عن النجاح الذي تحقق على يد هذه الأجهزة في القبض على شبكات التجسس التابعة للسفارة الأمريكية وكذا شبكات أخرى يعملون في منظمات أجنبية يعد انتصارا كبيرا للقيادة الراهنة الثورية والسياسية بصنعاء من عام ٢٠١٥م وكل ذلك ساهم في إضعاف نشاط منظومة الاستخبارات الغربية وكوكتيل دول البترودلار في عمق بلدنا وبنفس الوقت فإن هذا الإنجاز يعد نجاحا لصنعاء في عملية مكافحة كل مشاريع الأمركة أو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

لو تم الغوص بتحليل الأبعاد الخطيرة لتجنيد مثل هؤلاء الجواسيس سنجد أن مثل هذه الأعمال التي ينفذها مثل هؤلاء الجواسيس لها ارتباط بمخرجات صفقة القرن ومشاريع التطبيع وبالخطة الاقتصادية لمحمد بن سلمان 20 . 30 وباتفاقات ابراهام ومشروع أنور عشقي لتقسيم المنطقة وبكافة المؤتمرات والمحافل الدولية التي تديرها الرياض مع منظومة الناتو وإسرائيل المتعلقة في البحر الأحمر وباتفاق الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان أو حتى بالخطاب الذي القاه المجرم نتنياهو في الكونغرس الامريكي خلال الفترة الماضية حينما اعلن عن اتفاق ابراهام وصرح بان هناك العديد من الدول العربية ستنضم لهذا الحلف مع أن تناول شرح ذلك يتطلب حلقات كثيرة حتى على مستوى تزامن هذا الإنجاز الأمني لصنعاء مع إشهار انضمام كازاخستان لاتفاق ابراهام باعتبار ذلك رسالة واضحة لروسيا والصين وإيران وتلويح ترامب أن لديه علاقة تربطه بدول آسيا الوسطى 5+1في ظل التوتر القائم ما بين المنظومة الغربية وإسرائيل ضد روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران وبقية اطراف محور المقاومة.

وهنا نضع أكثر من علامة استفهام؟؟ كيف ولماذا؟ وبالإشارة لهذه الجزئية الكل يتذكر خطاب المجرم نتنياهو في الكونجرس الأمريكي عن توجهاته لاتفاق ابرهام والذي على ضوء ذاك الخطاب استشعر جهاز المخابرات الروسية KGB خطر ذاك الاتفاق مما جعل بوتن يلوح بتشكيل حلف (ألاوراسي الإسلامي) كحلف مضاد لاتفاق ابرهام. وتناولت الكتابة بهذا الصدد خلال الفترة الماضية. ..

مع ذلك استمرارية صنعاء في تحقيق مثل هذه الإنجازات النوعية على الصعيد الأمني و المخابراتي تحديدا كرديف لتحقيق انتصارات عسكرية ضد أي طرف معادي يساهم بإضعاف نفوذ دول الرباعية في المنطقة ولرفع درجة الجاهزة العسكرية لديها في مواجهة أي تحديات ..

هذه الإنجازات متواصلة للجهاز الأمني منذ تشكيل اللجنة الثورية وحتى اليوم بل تعتبر أحد عوامل صمود صنعاء في مواجهة عدوان 18 دولة منها الناتو الغربي والعربي وإسرائيل.

هذا الانتصار الأمني في ظل برنامج المفاوضات الراهنة بين صنعاء والرياض عبر الوسيط العماني كشف في حقيقة الأمر نوايا دول الرباعية+ إسرائيل بأنها تعد وتحضر لعدوان جديد على اليمن والتي كانت تسعى للاستمرار في تحديد بنك الأهداف وفقا للمعلومات التي يحددها الجواسيس وان المفاوضات ماهي إلا لعبة لاستنفاد وقت من قبل الرباعية.

هذا الإنجاز النوعي لصنعاء يمثل صفعة بين العيون لمن جند هذه الشبكة من الخارج. وإثبات بالدليل القاطع على تورط الأطراف الخارجية المعادية لان ذلك يمثل خرقا من قبل الرباعية لمجمل الاتفاقيات السابقة واللاحقة بين صنعاء والرياض وبين صنعاء والبيت الأبيض في عهد هذا المعتوه ترامب عندما عادت أيزنهاور خائبة وعاجزة عن الإبحار.

على هذا الأساس طالما اتضح للعالم تورط (الرياض وأبوظبي وواشنطن ولندن+ إسرائيل) في تجنيد هؤلاء الجواسيس ومشاركتهم بتنفيذ جرائم تمس سيادة اليمن منها استهداف حكومة التغيير والبناء هنا من حق صنعاء أن تقول فيتو لأي تفاوض عبثي مع الرياض وأبوظبي وواشنطن ولندن وحان الوقت للرد عسكرياً على قاعدة العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص. والبادئ أظلم.. ويستحسن أن تسارع باتخاذ قرار بإيقاف تصدير النفط من أراضي اليمن المغتصبة منها الواقعة في عروق الشيبة وبقيق وشرورة والوديعة والخراخير والشروع في تحرير المحافظات الخاضعة للاحتلال وفي مقدمتها محافظة تعز. كما اتمنى من أجهزة الأمن أن تلتفت أيضا لكل من التحق بمنظمات أجنبية منه مارست وتمارس التجسس والرصد في بلدنا وفي مقدمتها (منظمة اكسفام البريطانية) التي تنشط بسوق الدعارة لأن بصمات مثل هذه المنظمات ربما واضحة إذا تم الغوص في ارشيفها ومن عمل معها من الماضي للحاضر.. حتى نردد جميعا. النشيد الوطني. لن ترى الدنيا على أرضي وصيا. والزوامل الثورية للشهيد لطف القحوم.. وبمكبرات الصوت الذي يقول في مطلع الزامل (حان وقت الرد والبادئ أظلم ياملوك العهر والعنجهية. لأن ذلك ربما هو خارطة طريق لاستعادة جغرافية الدولية الرسولية وهو المراد والأمل ومن قال حقي غلب والحليم تكفيه إشارة..

 

قد يعجبك ايضا