كيف نواجه الإرهاب¿

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه والتابعين لهداه إلى يوم أن نلقى الله رب العالمين.. أما بعد:
فالإرهاب هو مجموع الأنشطة والممارسات التي من شأنها أن تحدث جوا من الخوف وعدم الاستقرار من قتل وتخريب وتدمير وتفجير واعتداء على المال العام والخاص, وهجوم مسلح على المنشآت والممتلكات والأفراد واختطاف الناس وترويع الآمنين وما شابه ذلك.
والإرهاب ظاهرة عالمية موجودة في كل مكان وليس له دين حيث أن مرتكبيه يدينون بأديان مختلفة وللأسف يعتقدون شرعية ما يرتكبون.
ولا يخفى على عاقل ماله من آثار سيئة حيث تشويه صورة الإسلام وتراجع جهود الدعوة وتعريض الأقليات المسلمة في الدول الأخرى للمضايقات وإتاحة الفرص للمتربصين بالإسلام من النيل منه وإضعاف تأثير الدول الإسلامية وتراجع الاستثمار الأجنبي وتراجع السياحة والإخلال بأمن المجتمع لذلك كانت مواجهة الإرهاب ضرورة حتمية لابد منها وذلك يستلزم اتباع الخطوات الآتية:
1- التنمية الإيمانية وتربية الضمير وذلك بغرس عقيدة الإيمان الصحيحة في القلوب وتربية النفوس على الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى وهذا دور الدعاة المصلحين المخلصين قال تعالى (وما كان ربك لöيهلöك القرى بöظلم وأهلها مصلöحون).
2- التوعية بخطر الإرهاب وآثاره السلبية وتقع هذه المسؤولية على المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والأحزاب السياسية بتعاون الكل وبتضافر جهود الجميع قال تعالى (ولولا دفع اللهö الناس بعضهم بöبعض لفسدتö الأرض).
3- تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ونشر المفاهيم الصحيحة عن طريق المحاضرات والدروس والندوات وكافة الوسائل المتاحة ومحاربة الأفكار الهدامة التي من شأنها أن تفكك أوصال المجتمع وتهدد أمنه واستقراره .
4- محاربة العصبيات بكافة أنواعها سواء أكانت هذه العصبية لرأي أو لحزب أو لمذهب أو لطائفة أو لقبيلة أو أي شيء آخر ففي الحديث (ليس منا من دعا إلى عصبية, ليس منا من قاتل على عصبية, ليس منا من مات على عصبية).
5- نشر ثقافة الطاعة حيث إن الإسلام فرض طاعات مختلفة من شأنها أن توفر الأمن والاستقرار, طاعة الله, وطاعة الرسول وطاعة أولي الأمر وطاعة المعلم وطاعة القائد وطاعة رئيس العمل وطاعة الوالدين وطاعة الزوج وشعار المؤمنين (سمعنا وأطعنا).
6- نشر ثقافة التعايش وقبول الآخر واحترام الاختلاف والتعددية لأنها سنة الله في الخلق قال تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحöدة ولا يزالون مختلöفöين).
7- تطبيق عفوية الحرابة قطع الطريق وفي ذلك يقول تعالى (إöنما جزاء الذöين يحارöبون الله ورسوله ويسعون فöي الأرضö فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيدöيهöم وأرجلهم مöن خöلاف أو ينفوا مöن الأرضö ذلöك لهم خöزي فöي الدنيا ولهم فöي الآخöرةö عذاب عظöيم).
8- العمل على حل مشكلة الفقر والبطالة.
9- الاهتمام بالشباب وقضاياهم.
10- توسيع قاعدة الشورى والمشاركة الديمقراطية واعتماد الحوار كأسلوب لحل المشكلات التي تواجه المجتمع.
11- التنمية البشرية الشاملة لكافة جوانب الحياة تنمية إيمانية وتنمية عبادية وتنمية علمية وتنمية ثقافية وتنمية اقتصادية وتنمية أخلاقية وغير ذلك حتى يمكن نقل المجتمع من حال إلى حال أفضل.
والله ولي التوفيق
*عضو بعثة الأزهر الشريف

قد يعجبك ايضا