الإرهاب وخطره على المجتمعات

من الأخطار التي تواجه المجتمعات الإسلامية في هذه الأيام خطر الإرهاب هذه الظاهرة الخطيرة التي غالبا ما تنتج عن عدم فهم الدين فهما صحيحا أو عن أغراض شخصية يحب أصحابها تحقيقها في مجتمعات الإسلام أو عن خلافات تجر أصحابها إلى التقاتل الذي يرهب الآمنين ويروع المطمئنين.
فمعنى الإرهاب إذن هو التخويف وبهذا المعنى جاء في كتاب الله تعالى: (وأعöدوا لهم ما استطعتم مöن قوة ومöن رöباطö الخيلö ترهöبون بöهö عدو اللهö وعدوكم) سورة الأنفال آية رقم 60.. ولكن معنى الترهيب هنا في الآية التخويف لأعداء الله تعالى حتى لا يجرؤوا على قتال المسلمين, أو صدهم عن دينهم أي أن قوة المسلمين ترهب الأعداء فتمنعهم من القتال وفي ذلك حفظ للدماء وصيانة لها.
أما معنى الإرهاب في العصر الحاضر والذي تعارف عليه الناس في هذه الأيام فيطلق على كل ما يسبب للناس فزعا أو خوفا سواء كان تصرفا عنيفا أو قولا متشددا أو إشارة بسلاح أو غير ذلك من التصرفات التي تسبب الفزع للآمنين أو الترويع للمطمئنين.
والكلام هنا عن الأخطار الجسيمة التي يمثلها الإرهاب على المجتمعات التي تتعرض لهذه الظاهرة الخطيرة.
وتتمثل هذه الأخطار بإيجاز فيما يلي:
أولا: انعدام الأمن والأمان: والأمن والأمان نعمة عظيمة لا تستطيع المجتمعات أن تعيش بدونها إذ إنها تعتبر أهم حتى من نعمة الطعام والشراب والمسكن والملبس ولقد بين الرسول الكريم أن من تحققت له نعمة الأمن مع قليل من الرزق فكأنما حاز الدنيا بأكملها فقال (من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
وحينما تطل ظاهرة الإرهاب برأسها في مجتمع من المجتمعات ينعدم فيه الأمن والأمان ولا يشعر الناس بهذه النعمة العظيمة إذا لا يدرون من أين سيأتي الخطر أفي الليل أم في النهار أم في العمل أم في الشارع أم في المدرسة أم غير ذلك.
ثانيا: شيوع الفوضى في المجتمع: وهذا أيضا خطر من الأخطار التي تظهر في المجتمع حينما توجد ظاهرة الإرهاب في هذا المجتمع فقد لا يثق الناس في أن الدولة تستطيع أن تحقق لهم الأمن فيضطر بعض الناس لأن يوفروا الحماية لأنفسهم وهنا تشيع الفوضى فالناس فيهم القوي والضعيف وفيهم من يقدر على حماية نفسه ومن لا يقدر وهكذا تظهر الفوضى في المجتمع الذي يظهر فيه الإرهاب.
ثالثا: تعطيل العمل والإنتاج: وهذا أيضا خطر من الأخطار التي تظهر في المجتمع الذي يظهر فيه الإرهاب فيؤدي إلى تعطيل العمل والإنتاج في كثير من الحالات, فلا العامل يستطيع أن يذهب إلى عمله وإن ذهب فلا يستطيع أن يؤدي عمله على أكمل وجه, وكذا الطالب أو الدارس لا يستطيع أن يذهب إلى مدرسته أو جامعته. وبصفة عامة تصاب الحياة كلها بالشلل نتيجة هذه الأعمال الإرهابية الآثمة.
رابعا: سفك الدماء وقتل الأبرياء: الذي لا ذنب لهم ولا جريرة ارتكبوها بل لمجرد وجودهم في المكان الذي يتعرض لعمل إرهابي تهدر دماؤهم والأحداث الجارية في هذه الأيام دليل واضح على ذلك ما ذنب الذين أتوا من بلادهم للالتحاق بالجامعة أو لقضاء مصالحهم, ما ذنب الذين يؤدون أعمالهم!! إذن خطر الإرهاب جسيم وعظيم على المجتمعات كافة وعلينا أن نتدارك الخطر, ونقف صفا واحدا في وجه من يريدون تخريب البلاد وإشاعة الفوضى فيها حتى لا نندم بعد ذلك في وقت لا يفيد فيه الندم.
* مبعوث الأزهر الشريف إلى اليمن السعيد

قد يعجبك ايضا