الإرهاب مفهومه وحقيقته

إن العالم اليوم قد ذاق الأمرين من ظاهرة غريبة على الدنيا وبعيدة عن كل الأخلاق الكريمة ما يسمى بالإرهاب, والأغرب من هذه الظاهرة أن بعضا من يدعون المدنية وهم عن ذلك بعيدون يلصقون هذه الظاهرة بالإسلام والمسلمين مع أن الإسلام الحق الصافي الذي هو منهج الله على الأرض أبعد ما يكون من هذه الظاهرة.
وإذا أردنا أن نتكلم عن مفهوم الإرهاب نجده في اللغة الإرهاب بالفتح ما لا يصيد من الطير وبالكسر هو قرع الابن عن الحوض ورهب بمعنى خاف ” والخوف والوعيد وإبعاد الآخرين عن طريق الحق” القاموس المحيط.
وإذا أردنا أن نعرف الإرهاب فإنه هو استعمال العنف أو التهديد باستعمال العنف من أجل إحداث جو من الذعر بين الناس, ويستهدف الإرهاب مجموعات دينية أو حكومات أو أحزاب سياسية أو شركات أو مؤسسات إعلامية.
وقد يعرف بأنه عنف واقع عن قصد وترويع للأمنيين بدوافع سياسية أو منظمات وطنية يقصد منه في الغالب التأثير على مستمعين أو مشاهدين.
وفي اللغة العربية كلمة ” الإرهاب ” هي كلمة مثل القتال والحرب قد تدل على معنى محمود كما تدل على معنى مذموم بحسب نوع الإرهاب أو القتل, ففي القرآن قول الله: “ترهبون به عدو الله وعدوكم” وهي في حالة قتال الكافرين الذين يبدأون بالقتال ويعتدون على البلاد والعباد, وهذا المعنى مقيد بشروط وضوابط.
أما ما يقع الآن على الساحة الدولية والعربية والإسلامية من قتل وترويع للآمنيين واستهداف لرجال الأمن والمنشآت العامة والحكومية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية فإن ذلك هو المعنى الحقيقي للإرهاب الذي هو عدو لكل الديانات والبلدان والذي تجرمه كل الدول وكل الديانات لا سيما الإسلام الدين الحق الذي هو أبعد شيء عن الإرهاب وترويع الآمنيين وقتلهم فاستعمال القوة في الإسلام لا تكون إلا ردا على عدوان أو دفع لظلم أو عقاب على جرم, والإسلام لا يكتفي بإدانة الإرهاب العدواني بل يتعدى ذلك إلى وضع عقوبة لذلك وكذلك وضع علاج لهذه الظاهرة قبل وجودها.
فالقتل بكل صوره بغير سبب في شرع إرهاب واعتداء على الله سبحانه وعلى النفس الإنسانية التي أمر الله سبحانه بالمحافظة عليها ” الآدمي بنيان الرب, ملعون من هدم بنيان الرب”, “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” فلا يجوز قتل الغير أو النفس بغير وجه حق ومن فعل ذلك كان متعديا لحقوق الله له عقوبة في الشرع.
الاعتداء على المال والعرض وإتلاف الممتلكات إرهاب وجرم حرمه الدين الإسلامي بكل صوره ” لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب النفس”, ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”. من هنا نجد أن الإسلام يحرم الاعتداء على الغير ويحارب هذه الظاهرة التي تسمى بالإرهاب بكل صوره من اعتداء على النفس أو المال أو العرض أو الفكر أو العقيدة, فكل ذلك له حق الصيانة في الإسلام كما قال الله تعالى”لا إكراه في الدين” ومن يظن أن حمل السلاح على الناس أو تخويفهم من الدين فهو ظالم لنفسه وللدين فالإسلام رحمة وأخلاق وطمأنينة وسلام وحب وعطف أبعد ما يكون عن العنف والغلو والتطرف وترويع الآمنيين.
حفظ الله اليمن ومصر وبلاد المسلمين,, آمين.
عضو البعثة الأزهرية باليمن

قد يعجبك ايضا