دعاة وعلماء: الدين الحنيف حرم الإرهاب وحث على قيم العدل والسلام


يتفق كل العقلاء باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم على إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله واعتباره عملاٍ مقيتا ينافي الكرامة الإنسانية فضلاٍ عن مخالفته الدين والعقل والمنطق. كيف لا وهو الذي أحرم الشباب شبابهم والأطفال آباءهم والآباء أبناءهم باسم الدين الإسلامي الذي لا علاقة له بما يدعون إليه من العنف والتقتيل وتمزيق أوصال المجتمع.
حول أثر الإرهاب المقيت وما حكمه من منظور الشرع وما أسبابه وكيف نتصدى له كان لنا الاستطلاع التالي:

مشكلتهم وخبثهم باستدراجهم الشباب واستخدامهم للدين وشرائعه ومنهجيته وأخلاقه وقيمه في إقناع من حولهم هكذا استهل الدكتور محمد النوفاني -إمام وخطيب جامع التوحيد- حديثه عن الإرهابيين مبيناٍ أن لكل زرع حصاداٍ والغرس الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ومن يحرث بمحاريث الطيش ويبذر الفتنة ويرويها بالعنف سوف يتجرع غصة الشوك في حلقه وسوف يكتوي بناره..
وعن سلبيات الإرهاب المخالفة للفطرة والإنسانية فضلا عن مخالفتها للإسلام يقول: إن من آثار الإرهاب التي يراها القريب والبعيد حصد الأرواح هلاك الأنفس تدمير الممتلكات نشر الخوف والرعب زرع الضغينة والبغضاء تحجير الخير إضعاف الأمة وتبديد مكاسبها تسلط الأعداء وتمكنهم من أمة الإسلام.
فمن ذا الذي يرضى لنفسه ولغيره تلك الأمور فالله تعالى رفع عن أمة الإسلام العنت والحرج ونصرة دين الله تعالى وإعزاز شريعته لا تكون ببث الخوف والرعب أو الإفساد في الأرض أو بإلقاء الأنفس إلى التهلكة أو التضحية بالنفس على غير بصيرة فكل هذا مخالف لما جاء به دين الإسلام وإنما جاء الإسلام ليحمي للناس ضروراتهم ويعمل على حفظها وينشر الأمن والعدل والسعادة في صفوف مجتمعاته.
مشيراٍ إلى أن انفلات زمام الأمن هو فتح لبوابة الفتن والرعب والهلاك والأهواء والعصبيات والتناحر والتشاجر وهي من أعظم أسباب الشر والفساد وكل ذلك من مسببات هلاك اليمن والعياذ بالله وضياعها.
داعياٍ جميع الأحزاب والقيادات للاتجاه نحو بناء دوله قوية يسودها العدل متناسين جميع الخلافات في مواجهتهم للعنف والإرهاب
وأما الدكتور محمد العولي -مدير مركز السلام للعلوم الشرعية- فيقول: إن الإسلام دين السلام لا يبدأ بعدوان ويؤثر السلامة قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) وهو دخول فى السلم بين المسلمين بعضهم مع بعض وبينهم وبين غيرهم.
وذلك إيثار للسلم والأمن الذى هو نعمة أساسية فى حياة الإنسان كما فى الحديث الذى رواه الترمذي “من أصبح آمنا فى سربه معافى فى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.
والله شرف السلام فكان اسما من أسمائه وسمى به الجنة وجعله تحية المسلمين فيما بينهم وتحية الملائكة لهم فى الجنة وكان نزول القرآن فى ليلة السلام .
ومن أجل الحفاظ على الأمن والسلام حرم الاعتداء والإرهاب وترويع الآمنين من العسكريين والمواطنين وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على أمن الناس حين قال: “من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه” رواه مسلم.
وقال: “من أخاف مؤمنا كان حقا على الله ألا يؤمنه من فزع يوم القيامة” وكذلك حتى النظرة المخيفة نهى عنها الحديث الذي رواه الطبراني “من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها بغير حق أخافه الله يوم القيامة”.
وردف العولي قائلاٍ: “فكيف بمن يقتل الآمنين من الجنود والمواطنين غدراٍ وظلماٍ بدون أي ذنب فيكون بذلك قد خان الله و الوطن”.
وأضاف العولي أن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله ولا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماٍ حراماٍ وهو ذنب عظيم موجب للعقاب في الدنيا والآخرة واستدل على ذلك بالآية القرآنية والأحاديث النبوية الآتية:
-قال الله تعالى: (وِمِنú يِقúتْلú مْؤúمناٍ مْتِعِمداٍ فِجِزِاؤْهْ جِهِنِمْ خِالداٍ فيهِا وِغِضبِ اللِهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِاباٍ عِظيماٍ)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله وقتل النفس وعْقوق الوالدين وقول الزور أو قال: وشهادة الزور). متفق عليه.
– عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسْول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة). متفق عليه.
المؤمنون تتكافأ دماؤهم فهم متساوون في الدية والقصاص فليس أحد أفضل من أحد لا في النسب ولا في اللون ولا في الجنس قال الله تعالى: (يِا أِيْهِا النِاسْ إنِا خِلِقúنِاكْمú منú ذِكِرُ وِأْنثِى وِجِعِلúنِاكْمú شْعْوباٍ وِقِبِائلِ لتِعِارِفْوا إنِ أِكúرِمِكْمú عنúدِ اللِه أِتúقِاكْمú إنِ اللِهِ عِليمَ خِبيرَ) من الضرورات الخمس التي أجمعت عليها أمم الأرض من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة حفظ الأنفس وعدم الاعتداء عليها ولهذا شدد في عقاب من قتل نفسا بغير حق في الدنيا والآخرة فعقابه في الدنيا إزهاق نفسه كما أزهق نفس غيره قال تعالى: (وِكِتِبúنِا عِلِيúهمú فيهِا أِنِ النِفúسِ بالنِفúس وِالúعِيúنِ بالúعِيúن وِالأِنفِ بالأِنف وِالأْذْنِ بالأْذْن وِالسنِ بالسن وِالúجْرْوحِ قصِاصَ فِمِنú تِصِدِقِ به فِهْوِ كِفِارِةَ لِهْ وِمِنú لِمú يِحúكْمú بمِا أِنزِلِ اللِهْ فِأْوúلِئكِ هْمú الظِالمْونِ) وأكد العولي أن على الجميع وفي مقدمتهم الإعلام والعلماء توضيح خطر الإرهاب ومخالفته للشريعة المطهرة.
وأخيرا دعا العولي أصحاب الضمائر الميتة الذين يستغلون جهل الناس وفراغ الشباب وحاجتهم فينشرون الفكر المتطرف بل ويجعلون المسلمين المقصرين -وكلنا مقصرون- كفاراٍ اتقوا الله وارجعوا إلى القرآن الذي قال تعالى فيه :
(وِلا تِقْولْوا لمِنú أِلúقِى إلِيúكْمú السِلامِ لِسúتِ مْؤúمناٍ تِبúتِغْونِ عِرِضِ الúحِيِاة الدْنúيِا).

قد يعجبك ايضا