إلى إنسانٍ خارج النص..

زاهر حبيب

 

مَــعـنـاكَ نَـــصٌّ يَــأنَـفُ الـتَّـصـحيفا

فـاحـفَـظـهُ مَــتـنًـا هـــادِرًا وكَـثـيـفا

واقرأهُ جَهرًا ما استَطعتَ، وعِش بهِ

فَـــردًا، وجِـئـهُ – إذا دَعــاكَ – لَـفـيفا

هـو خَـيرُ مَـن يُـصغي لجُرحِكَ كُلَّما

غـنَّـى عـلـى وَتَـرِ الـشُّحُوبِ – نَـزيفا

هــو دَربُـكَ الأحـرَى بـدَأبِكَ، لا يَـرَى

إلاكَ فــــيـــهِ، مُــبَــشِّــرًا وأَســيــفــا

إنَّ ارتـحـالَكَ – فـيـهِ – فِـعـلٌ جـامِحٌ

لا يَــقــبـلُ الإرجـــــاءَ والـتَّـسـويـفـا

فـاسـلُـكهُ مُـعـتَـنِقًا يَـقـينَكَ واتَّـخِـذ

مِــن دُونــهِ قَـلـقَ الـريــاحِ رَصِـيـفا

واحـذَر، إذا اسـتَثقَلتَ ظِـلَّكَ لا تَقُل

أُفٍّ، فــأنــت لـــهُ تَـعـيـشُ وَصـيـفـا

فــلـقـد وَفَــــدتَ عـلـيـهِ أولَ مَـــرّةٍ

ضَـيـفًـا، لـتَـحـيا الـبـاقياتِ مُـضـيفا

**

فــي هـامِـشِ الـنِّـسيانِ ثَـمّةَ حِـكمةٌ

لـلـطِّـيـنِ، ألــقـاهـا وســـارَ خَـفـيـفا:

لـــن يَـعـبُــرَ الإنـسـانُ لُـجَّــةَ لَــيـلَـهُ

حـــتــى يُــعَـلِّـمَ شَمسَهُ الـتَّـجـديـفا

وإن اسـتـطابَ الـنـأيَ عــن إنـسـانهِ

كَــيــمــا تُــبــايـعـهُ أنـــــاهُ عَــريــفـا

سـيَـظَلُّ فــي سَـطـرِ الـغِوايةِ عـالِقًا

يَـمـحـو ضَـيـاعًا طاعِـنًا لـيُـضِيـفـا ..

ويَــظَـلُّ فـــي زَبَــدِ الـمُـنَى مُـتـغرِّبا

يَــرتــادُ أمــــواجَ الــحَـيـاةِ كَـفـيـفـا

يَـشـقَى ويَـجـتَرِحُ الـفَراغَ فـلا يَـرى

فــي كــل جـارحةٍ سـوَى (سِـيزيفا)

فـاكـفُـر بـفُـلْكِ أَنَــاكَ، كُـفـرُكَ ضَـفَّـةٌ

مـنـهـا سـتَـدخُـلُ مُـشـتَـهاكَ حَـنـيفا

وتَـسـيرُ تَـفـتحُ فــي الـبَـعيدِ مَـدائنًا

ظَــلَّـت تُـفَـتِّـشُ عــنـكَ رِيـفًـا رِيـفـا

فـإذا دَخـلتَ عـلى رَبـيعِكَ – فاتِحًا –

قُـل: في سَـبيلِكَ كم نَحَرتُ خَريفا!

إنـي احـتَطبتُ جُمُوحَ ذاتي، لم يَعُد

شَـجـرُ انـتـشائي يَـستطيبُ حَـفيفا

مـا عُـدتُ أشـحَذُ بِـئرَ عُـمري رَشـفَةً

أو أســتَـدِرُّ رَحَـــى الـبَـقـاءِ رَغـيـفـا

فــالــمَـرءُ لــيــسَ بــمُــدركٍ لَــذَّاتِــهِ

إن لــم يَـسِـر نَـحـوَ الـخُـلودِ عَـفـيفا

قد يعجبك ايضا