
فلاش:
الناس عليها أن تصاب بالعمى ولو ليوم واحد حتى تدرك قيمة الأشياء التي تملك والأمكنة التي تسكن…ميمون حرش.
مسافات:
رغم بعد المسافة إلا أن القضية المشتركة بين اليمن والمغرب أوجدت رابطا موضوعيا لبلدان ينتجان أدبا مشتركا يحمل ذات القضية مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل الصغيرة.
ومن هذا الأدب المجموعة القصصية التي صدرت مؤخرا للقاص المغربي ميمون حرش وتكرم بإهدائي نسخة منها متجشما صعوبات إيصالها تحت عنوان “ريف الحسناء”..
تكونت المجموعة من 117 صفحة من القطع المتوسط محتوية على (26) نصا قصصيا هي ” المعلمة سعدية حضري الوليمة ليس منا من يصالح الآخر الصخرة والصرخة هو وهرته ريف الحسناء الليل الذي تهادى إلينا انتظرتك طويلا مخطئ يا سيدي الأمير الصغير ولنا في المقهى
مكان حقائب الرقم 6 في القلب بحر أولادي لا احد منهم أوراق الكنيلا العانس الزوجة المسلسلاتية السجين الشاعر داخل قلبي اللقب الدرس الأول الحمل الثقيل أكباد مقروحة رؤوس تماسيح الصعود الى عالم الكبار”
الصغير في عالم كبير:
لا مكان للضعفاء على امتداد خارطة الوطن العربي ..هذا ما أكدت عليه قصة “الصغير في عالم كبير” ولكن باستخدام الدلالات والرمز …فالسمك رمز للإنسان ..والبحر هي الأرض ..الكبير رمز للقوي والصغير رمز للضعيف ..ولكن ما مصير السمك الضعيف ان نوى الثورة على وضعه ..لنقرأ تلك النهاية المفجعة ..
“يعشق البحر ويهوى اليابسة وفي الحالين هو مجرد شöلو بينهما وفيهما الناس بالنسبة إليه صنفان : سمك في الماء وسمك خارج الماء. أما هو فلا منتم لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء هو صغير في عالم كبير ولا مكان له بينهم..وحين قرر الرحيل فاض البحر وغاصت اليابسة صـ116”
ثمة عامل مشترك بين إنسان المغرب واليمن يتمثل في أن الضعيف وحده وان أدرك حاله المرتهن البأس فان ثورته سوف تنقلب ضده!
السجين الشاعر:
المرأة هي المرأة سواء في أقصى الشرق الأوسط والمتمثل في اليمن أو في المغرب..غضبها..ضحكتها..أسلوبها.. تصرفاتها .. كل شيء..وكأن ميمون حرش يتحدث عن واقع المرأة في اليمن يورد تلك القصة.
“خرج من السجن بعد مدة طويلة وجد في لقائه حبيبته بادرها بالقول: ابرق بدا من جانب الغور لامع ام ارتفعت عن وجه ليلى البراقع و….متعجبة: ويحك من كتابة العرائض والبيانات إلى الشعر ..أتراهم كانوا يعلمونكم الشعر من الداخل¿. : أبدا..: فما هكذا يكون اللقاء الاول بين حبيبين بعد طول غياب..لم يرد تخطاها بصمت ومضى إلى سجن آخر صـ109”
اللقب:
الجمال لم يعد طريقا للوصول الى الجوائز التي تقام في إطار المسابقات فكثير من أعضاء اللجان ينخدعون بشكل المرأة الجميلة المتقدمة للمسابقة ويجعلون نصها أو ما تقدمت للمشاركة به يفوز بسبب جمالها رغم ان النص سيئ وثمة نص أفضل منه ولكن هذه الجميلة في قصة ميمون حرش والمعنونة بـ”اللقب” تصير خارج الجائزة إذ لم يعد الجمال منفذا ذا قيمة يوصلها للجمال..
“قوامها العبي الرفيع كان يكفي ليميزها عن متسابقات أخريات كانت العربية الوحيدة بينهن أخذت مكانها وسطهن في مواجهة جمهور غفير من الناس كل شيء كان يوحي بأنها الفائزة باللقب..لوحت لها الأيدي حين بسمت أمطرت لؤلؤ من فقر دفين واحتدت القاعة بالتصفيق لكن سرعان ما خبت حين أعلنت اللجنة النتيجة التي آلت لغيرها..لا مجال للتشفي.. ولا مجال لاستئناف الحكم لا مجال لمناقشة قرار اللجنة التي قالت كلمة بحد السيف : صحيح جميلة لكنها معطوبة من الداخل صـ111”
ريف الحسناء:
ريف الحسناء..مجموعة قصصية تنطق بكل الألسن العربية ..لأنها ببساطة تتعمق في كل القضايا العربية سواء الاجتماعية أو السياسية وكأنها في خلاصتها تطرح قضية واحدة مشتركة لهم واحد.. يرفض على الأقل.