الثورة نت /..
أكدَّ رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة، زاهر جبارين، اليوم الخميس، أن “الحركة ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي يضمن وقف الحرب وحماية شعبنا من العدوان، والبدء بالإعمار. كما أننا نرفض أي شكل من أشكال الوصاية الدولية على شعبنا”.
وقال: “اليوم تكتب المقاومة مرة أخرى صفحة جديدة من الحرية والكرامة والعزة في تاريخ نضال شعبنا وعلى طريق تحقيق أهدافه بالتحرير والعودة”.
وأضاف جبارين في تصريحات متلفزة،: “نعيشُ أيامًا عظيمةً من أيام الله، كبت الله فيها عدونا وكفَّ بأسه عن شعبنا الصامد في غزة العزة والكرامة، وبفضل الله أولا ثم بفضل مقاومتنا الباسلة وبثبات شعبنا العظيم، تمكّنت المقاومة من عقد صفقة أفرج من خلالها عن أكثر من ألفين من أسرى شعبنا الأبطال”.
وتابع: “في هذا المقام نقول سلام على غزة في العالمين بما قاومت وصبرت، وبما جادت به من البطولة والتضحية والفداء، سلام على أهلها الذين تحملوا الجوع والعطش والقتل ورفضوا الاستسلام. فكانت غزة وستبقى عصية على أعدائها، لا تعرف الانكسار، تعشق الحياة وتعزف أناشيد الحرية والنصر من وسط الركام والدمار”.
وبارك جبارين للأسرى البواسل حريتهم التي جاءت ممهورة بدم الشهداء؛ فهذه الحرية معها عهد وميثاق على مواصلة طريق المقاومة والحرية.
وأكدَّ : “اليوم عهد القادة الشهداء ينتقل إلى ثلةٍ جديدةٍ من أبناء شعبنا عرفت معنى وعد الرجال، فكان الوعد الذي قطعه الشهيد القائد أبو إبراهيم السنوار وإخوانه هو بوابة الأمل التي فتحت أبواب السجون لأسرانا، وهذا الوعد هو أمانة لبقية الرجال والأسرى المحررين من شعبنا”.
وقال جبارين إن “صفقة طوفان الأقصى ستُسجل من أعظم المحطات النضالية في تاريخ شعبنا؛ فهي كسرت قيد أكثر من ٤ آلاف أسير، بينهم ٥٠٠ أسير من الأسرى المحكومين مدى الحياة، وأخرجتهم رغما عن المحتل المجرم الفاشي، في مشهد مهيب يليق بشعب عزيز كريم مثل أبناء شعبنا الفلسطيني البطل”.
وأضاف: للعدو المجرم نقول” حقوقنا الوطنية ليست للمساومة، والدولة الفلسطينية ليست منَّة من أحد بل حق لشعبنا”.
وأشار إلى أن العالم اليوم يقف أمام اختبار حقيقي، ومن يريد السلام للمنطقة فعليه البدء بتطبيق الموقف الدولي الجامع بإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء قضية الأسرى بضمان الإفراج عمن تبقى منهم في سجون العدو بدون حروب.
وأوضح أن بقاء الأسرى في السجون سيجعل جذوة الصراع مشتعلة، وأن ما تتعرض له ضفة العياش من محاولات ضم وتوسيع للاستيطان ومحاولات تهويد القدس سيجعل برميل البارود في المنطقة قابلا للانفجار والاشتعال.
وتابع مخاطبا رفقاء الأسر : إن “حريتكم أمانة في أعناقنا، وإن العمل على تحريركم هو عهدنا لكم، فقضيتكم هي قضية كل حر مقاوم من أبناء شعبنا، وستظل هذه القضية جزءًا من عقيدة الصراع مع هذا المحتل المجرم، يحملها الأبطال جيلا بعد جيل، باعتبارها قيمة إنسانية ووطنية عليا”.
ولفت إلى أنه “آن الأوان لإعطاء شعبنا حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، ولا تبقى الدولة الفلسطينية رهينة للانحياز الأعمى الذي يمارس لصالح العدو الصهيوني، فالشعب الفلسطيني وحريته قيمة إنسانية عُليا بين كلّ شعوب الأرض”.
ودعا جبارين إلى استمرار ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم نتنياهو المجرم، وعزل هذا الكيان النازي الغاصب.
وحذّر من العودة لمسار التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، قائلا إن اللحظة التاريخية التي صنعتها معركة طوفان الأقصى يجب استثمارها عربيًا وإسلاميًا في إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال: “الرحمة لشهداء شعبنا، وعلى رأسهم القادة الشهداء هنية والسنوار والعاروري والضيف، الذين تقدموا شعبهم في معركة بطولية من أجل حرية الوطن، تلك الثلة المباركة من القادة الشهداء آمنوا بأن حرية الأوطان تستحق التضحية، فاختاروا وقف تصفية القضية وشطب حقوق شعبنا بخوض هذه المعركة البطولية التي قدموا فيها أرواحهم، “وللحرية الحمراء باب، بكل يدّ مضرجة يدق”.
وأضاف: “عهدنا لتلك الثلة المؤمنة من سادتنا الشهداء أن نسير على ذات الطريق، وإن محاولات الاغتيال لن تخيفنا ولن تكسر إرادتنا، ونحن مستعدون لدفع الأثمان من أجل حرية شعبنا وحقوقه المشروعة”.
وتابع: “الرحمة لشهداء شعبنا الأطهار، الحرية لأسرانا البواسل، الشفاء العاجل لجرحانا الميامين، والتحية لجماهير شعبنا في كل أماكن تواجدهم، فالمعركة لم تنته بنهاية صوت البنادق، بل هي متواصلة، وعنوانها الحقوق الوطنية والدفاع عن الأرض، وحرية الأسرى وحماية المقدسات”.