التحكيم اليمني .. تراجع محلي .. وتهميش خارجي!

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مستوى التحكيم في بلادنا .. وأصبحت هناك الكثير من علامات الاستفهام حول سبب تراجع مستوى حكام النخبة الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على مستوى الدوري وأداء اللاعبين خلال المباريات.
ولم يقتصر انتقاد مستوى الحكام على اللاعبين في أرضية الملعب بل إنه امتد إلى المنطقة الفنية حيث يتواجد المدربون وكذلك الاداريون وفي مدرجات الجماهير بل إنه وصل إلى الحكام أنفسهم الذين أجمعوا أن التحكيم اليمني يعاني الكثير وأنه في أسوأ حالاته.
ومع استمرار التدهور التحكيمي تفاقمت الأمور بصورة غير مسبوقة حتى وصلت إلى حد الاعتداء على الحكام في الملاعب المحلية من قبل اللاعبين والجماهير والتي أصبحت ظاهرة تهدد الروح الرياضية ومبدأ التنافس الشريف .. كما برزت ظاهرة الاضراب من قبل الحكام بسبب تراكم مستحقاتهم لدى اتحاد كرة القدم.
(الثورة الرياضي) سلط الضوء على معضلة التحكيم في بلادنا وأسباب التراجع غير المسبوق وغيرها من المعوقات التي تواجههم والتي دفعتهم للامتناع عن إدارة المباريات في بعض الأحيان .. وفي ما يلي الحصيلة.

بداية الحديث كان للمدرب السوري محمد ختام مدرب فريق أهلي صنعاء عن التحكيم ومستوى الحكام خلال مرحلة الذهاب حيث قال: – لا أريد أن اتهم الحكام بتعمد اتخاذ القرارات الخاطئة تجاهنا ولكن في مباراتي وحدة عدن وشعب إب تعرضنا لظلم تحكيمي بشكل كبير وقرارات الحكام أثرت على مجرى المباراة وأشار إلى أن هناك أموراٍ كثيرة أعاقت الفريق خلال مرحلة الذهاب وأحدها الجانب التحكيمي وليس مجمل الحكام سيئين وهناك حكام جيدون وهناك حكام أقل مستوى مطالباٍ بالتركيز على النهوض بمستوى الحكام من خلال الدورات التدريبية والتوعية متمنياٍ من الحكام التركيز على نقاط مبدأ إتاحة الفرصة والمكاتفة والقادمين من الخلف والصراع في الهواء على الكرة.
للأسوأ
اللاعب الواعد أحمد ضبعان مهاجم فريق اليرموك وهداف الفريق قال: إن مستوى التحكيم في حالة تنازلية ويسير للأسوأ وأصبح التحكيم سبباٍ في تغيير مسار المباريات بقراراته الخاطئة مما يصيب المباراة في مقتل ويصيب اللاعبين بالانهيار العصبي لقرارات الحكام الخاطئة مبيناٍ أن اللاعبين المتضرر الأول من قرارات الحكام وثم مسار المباراة الذي يؤثر على وضعية الفريق في جدول الترتيب مما يتطلب إخضاع الحكام لدورات تدريبية مكثفة بما يسهم في تأهيل الحكام ويمكنهم من إدارة المباريات بكفاءة والتأني في اتخاذ القرار.
ثورة تحكيمية
الحكم الدولي المعتزل مختار صالح اليريمي تحدث عن واقع التحكيم المحلي حيث قال: اللجنة العليا للحكام باتحاد الكرة اعتمدت هذا الموسم على حكام شباب ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء وينبغي على الجميع مساندة الحكام والمشكلة أنه توجد فجوة بين الحكام السابقين والحكام الجدد الذين دفعت بهم اللجنة العليا للحكام وهو أمر ضروري رغم أنه تسبب في مشاكل.
وعن ظاهرة الاعتداء على الحكام أوضح الحكم السابق مختار صالح أن سبب ذلك يعود إلى غياب التوعية من قبل الأندية للاعبيها والتأكيد على أن الحكم يجب أن يحترم مهما كانت قراراته ويستوجب على الأجهزة الفنية في الأندية تقبل واحترام قرارات الحكام ما لم ستكون النتيجة انقراض الحكام الجدد وانسحابهم من التحكيم وعبر مختار عن حزنه لما وصل إليه التحكيم اليمني من تراجع محلي وخارجي مؤكداٍ أنها مشكلة تعود لاتحاد القدم الذي ينبغي عليه صياغة إستراتيجية من خلالها يدفع بالحكام خارجياٍ خاصة بعد أن وضع الاتحادان الآسيوي والعربي معايير خاصة بالحكام منها عدم إشراك أي حكم في أي بطولة ما لم تنطبق عليه المعايير وهذا ما شاهدناه في بطولة خليجي 22 وسيتجدد هذا في البطولات المقبلة بسب عدم توفر المعايير. وعن إضراب الحكام قال اليريمي إن السبب اتحاد الكرة الذي أوصل التحكيم والحكام إلى هذه المرحلة فالحكم لن يبدع ما لم تتوفر مستحقاته أولاٍ بأول .. وإضراب الحكام ناتج عن مطالب مشروعة ليست لرفع الأجور أو لتحسين المواصلات والسكن وإنما للمطالبة بأجور المباريات وأجور السفر المعتمدة منذ 5 سنوات.
وأكد اليريمي أن التحكيم بحاجة لثورة وإعادة تقييم من الإتحاد وإذا لم يلتفت الاتحاد للتحيكم سيكون التحكيم أسوأ مما هو الآن خاصة أن الحكام الدوليين أصبح مكانهم شاغراٍ ولا يوجد حكام دوليون قادرون على المشاركة الدولية لغياب إستراتجية العمل.
مستوى مقبول
اللاعب الشاب معاذ درويش لاعب نادي الشعلة قال: في اعتقادي أن قرارات الحكام لم تؤثر بشكل كبير في نتائج المباريات وواقع التحكيم من حال منظومة الكرة المحلية فمستواه متوسط ومن خلالنا في نادي الشعلة لم نتعرض لأخطاء كبيرة يمكن أن تحدث بلبلة وليست أخطاء فادحة.
الصبر مطلوب
من جانبه أوضح محمد نعمان سكرتير لجنة الحكام باتحاد الكرة أن التذمر الحاصل من مستوى التحكيم خلال مرحلة الذهاب سببه بعض الفرق التي تتعرض للخسارة وتلجأ إلى حكم المباراة لتبرير الخسارة مشيراٍ إلى أن الحكام ليسوا معصومين من الخطأ وبالإمكان أن تحصل أخطاء ولكن ليست أخطاء جسيمة تؤثر على نتائج المباريات.
وأضاف: نحن مطلعون على كل تقارير المباريات ونمر حالياٍ بمرحلة تجديد لحكام جدد وحكام الساحة اختلفوا فكان الموسم الماضي لدينا 23حكماٍ وهذا الموسم لدينا 13 فقط حكم ساحة وتم ترفيع مجموعة من الحكام الشباب من الدرجة الثانية ويجب على الأندية أن لا ترمي بثقلها على الحكام وأن تصبر علينا وإذا لم يتقبلوا حكامنا فمتى يتقبلوهم .. ونؤكد أننا نقوم بتقييم ومتابعة مستوى الحكام وأي حكم تحدث منه إشكالية فإننا نتخذ إجراءات دون الإعلان عنها لافتاٍ إلى أنه يتوقع أن يكون مستوى التحكيم خلال مرحلة الإياب أفضل من الذهاب بعد تصحيح أخطاء دور الذهاب وإبعاد الحكام الذين تسببوا في بعض الإشكاليات خلال مرحلة الذهاب بحيث لا تتجدد الصراعات خاصة وأنه ستقام دورة ترفيعية لحكام الدرجة الثانية لتأهيلهم للمشاركة خلال مرحلة الإياب. وأرجع سبب الإضراب إلى عدم صرف المخصصات المالية للحكام بتقصير من اتحاد الكرة وليس لجنة المسابقات.
لم نتضرر
مدرب فريق العروبة شفيق سلام تحدث قائلاٍ: أرى المستوى التحكيمي جيداٍ بل في تطور خلال مرحلة الذهاب خاصة مع ظهور العديد من الحكام الشباب الجيدين ولم يتضرر العروبة من الحكام خلال المباريات السابقة. وأتمنى أن يستمر هذا العطاء للحكام خلال مرحلة الإياب.
تهميش خليجي
في البطولة الخليجية الأخيرة التي اختتمت مؤخراٍ بالرياض حضر طاقم تحكيم مكون من الثلاثي علي جوف ومساعديه حمود المقفزي وعلي الحسني من ضمن الحكام الـ 30 حكماٍ الذين اجتازوا اختبارات اللياقة البدنية “كوبر” بنجاح وجاءت النتائج إيجابية للغاية وبنسبة نجاح وصلت 100 % وأشرف على الاختبارات لجنة حكام البطولة الثلاثية وهم: عضو الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا الرواندي سيلستيان ناتو جرجينا وعضو الاتحاد الآسيوي السنغافوري جون تشاي وعضو الاتحاد العربي المصري عصام عبدالفتاح وبمتابعة رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم. هنا ما وضع الغرابة في المحك حول سبب إقصاء حكام بلادنا رغم اختيارهم لتمثيل اليمن واجتيازهم اختبار ” الكوبر” بنجاح وبنسبة 100 % ¿! فما حدث شيء معيب في حق الاتحاد العام للعبة الذي حرصت اللجنة التحكيمية في البطولة الخليجية على طلب طاقم تحكيم يمني ثم يتم تجاهله على مرأى ومسمع ممثل اتحادنا في البطولة الذي لزم الصمت على عكس الاتحادات الأخرى والاتحاد السعودي مثال لذلك فقد حل الحكم السعودي مرعي العواجي بديلا عن مواطنه فهد المرداسي الذي استبعد من البطولة بعد مباراة عْمان و الإمارات إثر تراشق إعلامي بينه وبين رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي.
تطور الاعتدات
في الثامن من نوفمبر الماضي تعرض الحكم هيثم الوليدي لاعتداء مباشر من قبل لاعب أهلي صنعاء محمد قشاش الذي أصدر بحقه قرار الشطب من سجلات اتحاد الكرة ومحاولة اعتداء من اللاعب رامي الوسماني وكذا محمد بارويس في 8 نوفمبر على الحكم ذاته وفي مباراة الهلال وجاره شباب الجيل قامت جماهير الجيل برمي الحجارة على الحكم المساعد وحادثة مشابهة قامت بها جماهير أهلي صنعاء في مباراة وحدة عدن لرميها علب المياه على الحكم المساعد. وفي 12 سبتمبر من مباراة شعب إب ووحدة صنعاء قامت جماهير العنيد بشتم مساعد الحكم ورميه بقوارير المياه وأحداث مماثلة وعديدة تم رصدها والتي كشفت عن تفشي ظاهرة خطرة وفي تصاعد المستوى.
موضة الإضراب
بإنذارات ومراحل متفاوتة بدأ الحكام بالإضراب عن تحكيم المباريات من خلال رفع الشارات الصفراء على سواعدهم ثم رفع الشارات الحمراء النهائية قبل أن يطبق الإضراب في الجولة السابعة بحجة عدم استلامهم المخصصات المالية ومخصصات السفر منذ بطولة كأس الرئيس العام الماضي ولا زال الحكام مضربين على التحكيم في عدد من المحافظات باستثناء عدد قليل منهم وصفوا من قبل زملائهم بـ (الخائنين) لتنصلهم عن الحق المشروع.

قد يعجبك ايضا