
■ الأغبري: المعدات والأجهزة كانت استديو متكاملاٍ في عدن والقيادات السابقة للمؤسسة تتحمل المسؤولية
منذ إنشاء المؤسسة العامة للسينما والمسرح بعد الوحدة المباركة وتحديداٍ في العام 1991م وهذه المؤسسة عبارة عن اسم لايتعدى تأثيره جدران مبنى صغير بصنعاء, حتى أن استديو متكاملاٍ وضخماٍ تم جلبه من عدن حينها ليتم العمل من خلاله في تصوير وإنتاج الأعمال المسرحية والسينمائية ولكن للأسف الشديد تم تخزين هذا الاستديو بكل ما يحتويه من أجهزة وكاميرات في غرفة مظلمة تحتلها الرطوبة وبأسلوب تخزين رديء لايتناسب أبداٍ مع هكذا أجهزة وكاميرات أدى إلى تضررها فهذا الاستديو على حاله منذ جلبه من عدن قبل أكثر من عشرين عاماٍ للأسف الشديد.
“الثورة” التقت بعدد من المسؤولين والمختصين وتحدثت إليهم حول القيمة الذي كان يشكلها الاستديو والحالة التي وصلت إليها محتوياته ومن المسؤول عن ذلك وهل مازالت بعض الأجهزة والكاميرات يمكن الاستفادة منها.
وكان أول الذين التقيناهم الأخت أروى عبده عثمان وزيرة الثقافة والتي كانت الأسبوع الماضي في زيارة لمؤسسة السينما والمسرح وتجولت في أروقة مبنى المؤسسة الصغير وزارت مخازنها القابعة في غياهب البدروم, تقول وزيرة الثقافة: بصراحة شديدة تفاجأت كثيراٍ عندما زرت مبنى هذه المؤسسة وخاصة المخازن التي تحوي بين جدرانها الكثير من التقنيات السينمائية من أجهزة وكاميرات وبأسلوب أرشفة رديء مهلكة وفي حالة سيئة جداٍ مخازن غير ملائمة بالمرة الرطوبة فيها عالية مما أدى إلى تلف الكثير من الأجهزة وكذا محتويات الإرشيف الذي كان يمثل قيمة كبيرة بما كان يحويه من أفلام قيمة سواء الإرشيف الذي كان في الجنوب أو الذي كان في الشمال وتم تجميعها في بدروم المؤسسة بهذه الطريقة ولهذا أجزم هناك قرار خاطئ تم اتخاذه حينها بموجبه تم نقل الإرشيف والمواد السينمائية من عدن في ظل هذا الوضع السيئ في مبنى متهالك للسينما مخازنة تفتقر إلى أدنى متطلبات التخزين .
استديو جديد للمؤسسة
وحول ما ستقوم به وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة تجاه هذا الاستديو والإرشيف السينمائي أوضحت أنها تناقشت مع مسؤولي ومختصي مؤسسة السينما حول الحلول المناسبة لإنقاذ تلك الأجهزة أخبروها أنها باتت منتهية, وأكدت أن هذه الأجهزة لابد وأن تخرج من تلك المخازن السيئة وسوف تسعى إلى إقامة متحف للسينما بهذه الأجهزة والكاميرات والأفلام باعتبارها ذاكرة وتاريخ بلد.
وتمنت أن تتفاعل معها الجهات الداعمة في سبيل تنفيذ هذا المشروع الثقافي الهام بإنشاء متحف يوضح مراحل تطور صناعة السينما وأيضاٍ العمل على إنشاء استديو جديد للمؤسسة.
وأشارت إلى أن البلد لن ينهض إلا عندما يهتم بالثقافة والفنون وعلى رأسها الفن السابع والمتمثل بالسينما سيما أن اليمن تمتلك كادراٍ مؤهلاٍ في هذا المجال درسوا في العديد من الدول لكن لم يتم الاستفادة منهم لعدم وجود الاهتمام بالسينما.
تكلفة التشغيل مرتفعة
ولمعرفة حال هذه الأجهزة وما أوصلها إلى هذه الحالة ومن المسؤول التقينا بالأخ منصور الأغبري -رئيس المؤسسة العامة للسينما والمسرح- والذي أوضح أن تلك الأجهزة والمعدات باتت قديمة يمكن العمل ببعضها ولكن ستحتاج إلى تكاليف عالية للعمل بها فالعمل قديماٍ بهذه الأجهزة كان مكلفاٍ مقارنة بالوضع الآن حيث تطورت التقنية وأدخلت أجهزة ومعدات وكاميرات حديثة تلفتها التشغيلية أقل بكثير من الأجهزة القديمة.
وأضاف: كانت هذه المعدات والأجهزة تشكل استديو متكاملاٍ في عدن عملوا على استقدامها إلى صنعاء في قرار خاطئ جداٍ كانت نتيجته هذه الحالة السيئة والتدمير الذي لحق بهذا الاستديو وما يبعث على الأسى أنه لم يتم الاستفادة من هذا الاستديو أو استخدامه على الإطلاق أثناء فترة تواجده بصنعاء منذ 23 عاماٍ بل إنه تم التعامل مع هذا الاستديو عند تخزينه على أنه أكوام من الخردة مع أن قيمته كانت مرتفعة للغاية ووضعوا الأجهزة والمعدات والكاميرات فوق بعضها بأسلوب عبثي وعشوائي الأمر الذي أدى إلى تلف الكثير من الأجهزة والأفلام التي كان يحتويها الإرشيف وكان منها العديد من الأفلام الهامة والنادرة.
وحمل الأغبري القيادات السابقة للمؤسسة المسؤولية في حدث لهذا الاستديو والإرشيف السينمائي.
عبث وإهمال لا يوصف!!¿
ويقول المخرج السينمائي عبدالباسط الحرد: إن الذي حدث كان عبثاٍ وإهمالاٍ لقيمة كبيرة تتمثل بهذا الاستديو الكبير الذي يحتوي على أجهزة ومعدات ذات قيمة كبيرة الكاميرات وحدها تساوي ثروة وقيمة سينمائية عظيمة إذا ماتم استغلالها والحفاظ عليها لكن للأسف الشديد أصبحت معظم مكونات ذلك الاستديو معطلة لأن التخزين كان سيئاٍ للغاية لم ير فيه أي خصوصية لتلك الأجهزة وحساسيتها العالية للظروف المحيطة بها ولعل الرطوبة وعدم توفر أجهزة التكييف والتهوية المناسبة كان أهم الأسباب في هذا العبث أشياء بسيطة إذا ما تم توفيرها كانت ستنقذ تلك الأجهزة القيمة, وتحوي بدرومات المؤسسة كاميرات سينمائية هامة منها كاميرتان مائيتان تصور تحت الماء بالإضافة إلى أربع كاميرات لازالت صالحة للعمل وهذه الكاميرات بحاجة إلى سرعة إنقاذ مالم فسوف تتعرض للتلف كما حصل للكثير من الأجهزة والمعدات.
وأكد المخرج الحرد أن مطالبات عديدة رفعت من مخرجين ومختصين إلى القيادات السابقة للمؤسسة بالعمل على إنقاذ تلك الأجهزة وتخزينها بشكل سليم ولكن للأسف دون جدوى ولا حياة لمن تنادي!¿
