تعيش محافظة السويداء بسوريا في ظل أزمة الطحين وغيرها من المواد الأساسية تجويع ومحاولات للتركيع واعتماد حكومة دمشق سياسة اللامبالاة إزاء معاناة الأهالي هناك، حيث يترافق الجوع والخوف مع الفقد والحزن نتيجة عدم عودة المختطفات وعدم معرفة مصيرهن، علاوة على استمرار حرمان الطلاب من الدراسة خوفا من الاستهداف.
وقالت الناشطة الحقوقية من السويداء ف، ط،في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان ،اليوم الأحد، إن حكومة دمشق تتعمدُ سياسة المماطلة إزاء المحافظة .
وأفادت بأن ماروجته الحكومة الانتقالية كونها أرسلت مساعدات للسويداء عار عن الصحة، كاشفة أن برنامج الأغذية العالمي هو من وجّه 200 طن من مادة الطحين من دمشق، وذلك بعد انقطاع الطحين لعدة أيام عن أفران المدينة وريفها، في ظل تفاقم أزمة تأمين الخبز.
وذكرت أن أزمة مادة الخبز في السويداء، هي نتيجة مباشرة لإيقاف الحكومة الانتقالية في سوريا عن تزويد المحافظة بالقمح منذ فرض الحصار منذ أشهر بعد الهجوم الأخير.
وعبّرت عن أسفها لعدم عودة المختطفات إلى اليوم وعدم اعتراف الحكومة الانتقالية بأنهن اختطفن برغم الأدلة التي قُدمت والتسجيلات، معتبرة أن التنصل من المسؤولية لن يٌنصف الضحايا اللواتي يعانين معاناة مضاعفة نتيجة مايعشنه من ترهيب وتخويف ووصم اجتماعي برغم أنهن لسن مذنبات.
وشددت على أن ماتعيشه الأقليات في سوريا منذ سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة فظيع حيث عاش هؤلاء كل أنواع الإنتهاكات والتجاوزات من تنكيل وتقتيل وتهجير قسري واستيلاء على أملاكهم وترهيب وكانت السلطة شاهدة على كل تجاوز بل حمت المتجاوزين ووفرت لهم الإطار لممارسة تلك الجرائم.
وأبدت استغرابها من ضعف مساندة الأقليات من المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي اختارت الصمت تجاه ما مٌورس من انتهاكات خشية من المليشيات الموجودة في دمشق ومن الشبيحة التي تعودت قانون الغاب ولاتخشى المحاسبة في دولة لم تتعافى مؤسساتها القضائية بعد بل باتت موالية للسلطة وبعيدة عن محاكمة المجرم.
ودعت المنظمات الدولية والحقوقية إلى دخول السويداء والوقوف على التجاوزات وتوثيقها وتقديمها إلى الهيئات الدولية لتتبع المجرمين حتى لا تٌكرر أحداث السويداء والساحل مُجددا ولاتعيش المكونات نفس المعاناة وتذوق نفس العلقم.