أشاد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بالتحرك الأميركي الأخير الذي استهدف تطبيع العلاقات الثنائية بين هافانا وواشنطن مشددا على أن كوبا لن تغير نظامها السياسي.
وأشار كاسترو إلى أن كوبا عانت “صراعا صعبا وطويلا” قبل إعلان الولايات المتحدة قراراتها التي تستهدف وقف المقاطعة الاقتصادية.
كما أكد على أنه سوف يحضر قمة الأميركيتين المزمع انعقادها في بنما العام المقبل حيث يمكنه الالتقاء بالرئيس الأميركي باراك أوباما.
وكان أوباما قد أعلن يوم الأربعاء الماضي عن “فصل جديد” في العلاقات مع تلك الجزيرة الاشتراكية.
وأضاف أوباما: إن التغييرات التي اتخذ قرارا بشأنها هي “الأهم على الإطلاق” في سياسة بلاده تجاه كوبا على مدار السنوات الخمسين الماضية.
وكانت العلاقات بين البلدين قد جمدت منذ الستينيات من القرن الماضي بعد قطع واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع هافانا وإعلان مقاطعتها اقتصاديا في أعقاب الثورة الكوبية.
وكان خطابا حافلا بالرمزية من العيار الثقيل ذلك الذي ألقاه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أمام البرلمان. وكان من بين الحضور الكوبيون الخمسة الذين جمع شملهم بأسرهم بعد إطلاق سراحهم من السجون الأميركية وهم مجموعة من عناصر المخابرات الكوبية مقابل الإفراج عن آلان غروس أحد أصحاب الشركات الأميركية العاملة في إطار المعونة الأميركية والذي كان مسجونا في كوبا. كما كان هناك إليان غونزالس ذلك الصبي الصغير الذي كان محل نزاع قانوني بين البلدين في عهد كلينتون والذي أصبح الآن في الواحدة والعشرين من عمره وتخرج من الأكاديمية العسكرية.
ووسط الصخب حول التحرك الأميركي يحاول الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الإبقاء على بلاده على أرض صلبة.
ورغم القرارات الأميركية الأخيرة لا زال المطلب الكوبي برفع جميع العقوبات الاقتصادية الأميركية بشكل كامل قائما.
مع ذلك أشاد كاسترو بشجاعة أوباما التي دفعته إلى السير في الاتجاه المعاكس للطبيعة العدائية التي سادت العلاقات بين البلدين لعقود طويلة. كما أكد على أنه سوف يكون في قمة الأميركيتين المقرر انعقادها في بنما في إبريل المقبل. ومن المرجح أن يمهد ذلك الطريق أمام لقاء ثنائي مع الرئيس الأميركي وهو اللقاء لم يكن من الممكن مجرد تخيله العام الماضي.
كما استمال كاسترو البرلمان في اتجاه التصديق على تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ليكون ذلك دون مبالغة عاما استثنائيا في تاريخ الثورة الكوبية.
وفي حديثه أمام البرلمان في هافانا قال الرئيس الكوبي: إن القرارات التي أعلنتها إدارة أوباما أزالت “عقبة” كانت بمثابة حجر عثرة أمام العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف أنه أبدى قدرا كبيرا من الانفتاحية أثناء مناقشة عدد كبيرا من القضايا إلا أنه أكد في نفس الوقت على أن كوبا لن تتخلى عن مبادئها الاشتراكية.
وقال كاسترو: “إننا بنفس الطريقة التي لم نطالب الولايات المتحدة بها يوما بتغيير نظامها السياسي نطالبها باحترام نظامنا السياسي.”
وبتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتقوية الروابط الاقتصادية بين البلدين قال الرئيس الأميركي أوباما: إن منهج الولايات المتحدة في التعامل مع كوبا “عفا عليه الزمن”.
وفي إطار صفقة التطبيع أطلق سراح أحد ملاك الشركات الأميركية وأحد ضباط المخابرات الموالين للولايات المتحدة لم يذكر اسمه من السجون الكوبية مقابل إطلاق سراح ثلاثة كوبيين من السجون الأميركية.
وأعرب أوباما أيضا عن رغبته في إعادة افتتاح السفارة الأميركية لدى هافانا خلال الشهور القليلة المقبلة.
وتتضمن الخطط الأميركية التي وضعها البيت الأبيض بهذا الشأن: مراجعة موقف كوبا كدولة راعية للإرهاب ورفع حظر سفر المواطنين الأميركيين إلى كوبا وتخفيف القيود المالية وزيادة وسائل الاتصال عن بعد بين البلدين وبذل المزيد من الجهود من أجل وقف المقاطعة الأميركية لكوبا التي استمرت 54 سنة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا