الثورة نت/..
تعاني العائلات في مدينة غزة من جريمة “قسرية النزوح” التي يفرضها العدو الإسرائيلي، لكن حتى القبول بهذا الخيار ليس في متناول الكثيرين من أبناء القطاع ما يجعل البقاء تحت النار خيارًا إجبارياً لدى الكثيرين غير القادرين على مغادرة المدينة.
ووفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، بعد عامين من جرائم الإبادة والتجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي باتت العائلات الفلسطينية في القطاع، بما فيها مدينة غزة، تعاني واقعا اقتصاديا صعباً لا تستطيع معه توفير وجبة طعام واحدة يومياً، فكيف يمكنها أن تدفع مبالغ طائلة تكلفها عملية النزوح.
وتكشف معطيات ميدانية وتقارير عبرية أن تكاليف النزوح للعائلة الواحدة من مدينة غزة إلى الجنوب تقترب من 20 ألف شيكل ما يعادل (نحو 6,200 دولار) ، فيما تتراوح تكاليف نقل أثاث ومستلزمات بسيطة بين 1,500 و2,200 دولار.
ليس ذاك فحسب بل إن استئجار قطعة أرض ونصب مرافق أساسية فيها يكلف مبالغ إضافية تصل لـ500 دولار للأرض و500 دولار لبناء مرحاض فضلاً عن نفقات لمستلزمات المياه وغيرها.
قصة المواطن “خليل.ق.” من حي الشجاعية تعبر عن مأساة النازحين، فقد نزح أكثر من خمس مرات إلى مخيمات نزوح على طول القطاع.
يقول خليل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” باكياً: “وين نروح.. احنا تعبنا.. مفيش مكان نحط حتى خيمة” ، ويضيف بمرارة أن عائلته لا تملك خيمة ولا مالًا لنقل أفرادها وأن “النزوح اليوم لم يعد قراراً يتخذه ويقدر على تنفيذه.. تهرب من الموت في غزة إلى موت آخر في الوسط والجنوب”.
وفق المكتب الإعلامي الحكومي؛ فإن العدو الإسرائيلي فرض نزوحًا قسريًا على نحو 270 ألف فلسطيني من مدينة غزة باتجاه الجنوب تحت ويلات القصف، فيما لا يزال أكثر من 900 ألف آخرين صامدين داخل المدينة يرفضون المغادرة رغم ما يواجهونه من إبادة جماعية وعمليات تهجير قسري لكنهم لا يملكون خياراً.
في المقابل استجابت أوساط محلية بفتح أراضٍ لاستقبال النازحين مجانًا، غير أن الاكتظاظ السريع أحدث عبئًا جديدًا على أصحاب تلك الأراضي كما يروي “أبو مصعب.غ.” الذي فتح أرضه المزروعة لاستضافة النازحين.
وفيما يستمر العدو الإسرائيلي بالقصف والحصار وتقويض كل سبل الحياة في غزة يفضل كثيرون من أبناء القطاع ، وبخاصة مدينة غزة التي تتعرض لحملة عسكرية في محاولة لاحتلالها، البقاء داخل منازلهم وخيامهم المهددة بالقصف الصهيوني لأنهم يختارون الموت على مواجهة إذلال العجز عن النزوح والعجز عن توفير تكاليفه.